قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
للمؤلفة إيمي ستيدمان
قراءة / راضي جودة
رافائيل ١٤٨٣ ـ ١٥٥٦ م .
ولد رافائيل في قرية أوربينو الصغيرة في أمبريا ووالده الرسام جيوفاني سانتي ووالدته السيدة الجميلة ماجيا التي توفت وهو في سن الثامنة ، تزوج بعدها والده الذي توفى هو أيضا بعد ثلاث سنوات من وفاة ماجيا ، واصبح المرسم مسرحا للمشاحنات بين العم وزوجة الأب من الصباح حتى المساء ، ولم يعيروا الصبي اي اهتمام وكان ما يعنيهما هو النقود في الوقت الذي اهمل تدريب رافائيل تماما .
جاءت المساعدة من الخال سيمون دي سيارلا الذي أتى للعناية بابن شقيقته وفي الحال أخذ الطفل إلى بيروجيا ، واخبره بانه سوف يتلقى تعليمه في مرسم الفنان الأشهر ، فسأل رافائيل وعيناه تشعان بالفرح : هل سأصبح تلميذا لبيروجينو العظيم ؟!!
ـ سنرى إن كان يستطيع قبولك .
مرت بيروجيا بأوقات عصيبة قبل هذا الآوان لصراع بين الاسرتين الأكبر أودي وباجليوني لتحديد ايهم الأقوى والأحق بالبقاء والحكم وتطرد الأخرى ، وأصبح الريف الآمن مقفراَ وخرباَ .
جاءت لحظات من الأمن والسلام سنحت لرجال مثل بيروجينو لكي ينجزوا اعمالهم . الذي يبدأ من الصباح إلى الليل ولقد احب بيروجينو رافائيل وكان دائما يقول وهو يرقبه يعمل :
إنه تلميذي الآن ولكنه سرعان ما سيصبح إستاذي .
ولم يبخل الاستاذ بإسداء النصح لتلميذه الذي علمه بكل عناية ممكنة :
« تعلم من الجميع كيف ترسم ، أرسم كل ما تراه ، لا يهم ما هو ، لكن أرسم وأرسم ، البقية ستأتي فإذا ما غابت المعرفة فلن ينجح شيء ، أحتفظ دوما بكتاب الرسم في يديك وارسم بعناية كل ما تقابله عيناك » .
استمع لنصائحه وتتبع خطواته حتى بدت لوحاته قريبة الشبه من لوحات استاذه ، ولكن الأيام الهادئة في بيروجيا أوشكت على الإنتهاء ؛ فعاد بيروجينو إلى فلورنسا.. وعمل رافائيل لبعض الوقت في أماكن مختلفة بالقرب من بيروجيا ثم تبع استاذه لمدينة الزهور ، وعلى الرغم من انه مازال شابا فلقد بدأ العالم بالفعل يلحظ أعماله . وكانت شهرة ليوناردو في أوجهها وعندما عرضت اعماله على رافائيل عقدت لسانه دهشة واعجابا، وغاصت روحه تبحث في اسرار ابداعات ليوناردو وقلل ذلك من تشابه اعماله وتقاربها مع أعمال استاذه .
وسوف ترى رسوماته في روما من الفريسكو متنوعة ورائعة رسم عذراء الحسون الأصفر والعذراء مرجريتا ، هاتان فحسب كانتا من الصور التي رسمها رافائيل ، ومن الجيد أن تفكر كم عدد اللوحات التي عمل عليها وتركها تراثا الفنان رافائيل خلال حياته القصيرة حيث إنه مات وهو بعد في السابعة والثلاثين من عمره .!!!
انتابته قشعريرة عنيفة قضت عليه واجتمعت روما كلها في جنازته وحزن لفقده كل الناس ولكنه ترك شهرة لا تموت وراءه أبدا واسما لم يفقد عظمته أبدا عبر كل السنين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق