الاثنين، 25 يونيو 2018

الاختفاء من عالم التشكيل بعد دعوة التقنية




عائلة حسب الله 
وبداية الرسم باستخدام التقنية
بقلم / راضي جودة

العلاقة التي تربطني بنقابة الفنون التشكيلية كأحد أعضاءها تلزمني في فترات تواجدي بالوطن أن أحدد موعدا لزيارة القاهرة ، والتواجد بمقر النقابة من أجل تسديد الإشتراكات والحصول على تجديد بطاقة العضوية وقت الحاجة أو وقت تعديل البيانات أو تحديثها وكل ذلك قبل أن ينتقل ملف عضويتي لفرع النقابة بالاسكندرية الأقل نشاطا والتي لا اقوم بزيارتهم إلا مضطرا لنفس الأسباب السابقة من تسديد إشتراكات أو توثيق أوراق ، المهم أنه في القاعة المستدرية بمقر نقابة الفنانين التشكيليين بميدان الأوبرا بالقاهرة في الساعة الثامنة من يوم الأحد الموافق ٦ اغسطس ١٩٩٥م ، كنا على موعد مع معرض لأسرة الفنان المصري محمد حسب الله والذي افتتحه نقيب التشكيليين الفنان الدكتور حسين الجبالي ، الذي قدم للمعرض للعام التالي بعد المعرض الفردي للفنان حسب الله قبل ان ينعكس اهتمامه لزوجته واولاده في معرض مشترك ، يقول د.الجبالي : ليس غريبا ان يطوع الفنان الحقيقي أدوات العصر ومنجزاته والتطور الهائل في آلياته ووسائله التقنية .. ليس غريباً أن يستفيد الفنان من هذه المنجزات لكي يستوعبها ويختزنها في وجدانه ومشاعره ثم يترجمها ويحولها إلى واقع ملموس وصيغات جديدة مبتكرة ، تضيف أبعاداً لا نهائية لأعماله وتثري وتعمق هذه المفاهيم والرؤى التي تجمع في تناسق وتناغم بين قدرة الفنان على الإبداع ومهارته في إستخدام تقنيات العصر .
وأما الناقد الاستاذ كمال الجويلي رئيس الجمعية المصرية لنقاد الفن التشكيلي فإنه يرى أن المعرض هو صيحة تنبيه للأذهان من خلال الأشكال والألوان إلى معطيات هذا الجهاز الدقيق بتوجيه من حس الإنسان الفنان وفكره ووجدانه وإرهاف لمسات أصابعه .
ويرى الاستاذ الدكتور حمدي عبد الله أنه من خلال المعرض قد أصبح ميسوراً ومتاحاً للغالبية العظمى الأقتراب من الفن التشكيلي بإستخدام برامج الكمبيوتر المعدة لذلك ، ومحاولة إنتاج أعمال فنية محققاً ما نصبو إليه جميعاً من أن (الفن للجميع) .
المشاركين بالمعرض (عائلة حسب الله)
ـ محمد محمود حسب الله (الأب) مدرس تربية فنية .
ـ فادية عبد اللطيف البدوي (الأم) بكالوريوس آداب وتربية
ـ شادي محمد حسب الله (ابن) ثانوية عامة
ـ اسامة محمد حسب الله (ابن) إعدادية
ـ علاء محمد حسب الله (ابن) إبتدائية
ومن متابعة نشاط الفنان حسب الله في تلك الفترة نجد انه قدم بحث تربوي حول رسومات المسن القطري عباس غلوم ، ثم قام ببحث آخر موازي لنفس اعمال المسن عباس غلوم والأصول التراثية لعينة من رسوماته ، كما قدم للمؤتمر العلمي الثاني حول الفن وثقافة المواطن لتزوق فن الخط العربي كمدخل ثقافي عام ١٩٩١م بجامعة حلوان بالقاهرة . وكذلك مقالات في معظم الصحف والنشرات القطرية محل إقامته .
كانت له تجربة تسبق هذا المعرض بعام حول نفس الموضوع ويبدو ان الحصول على صور ونماذج مطبوعة من بدايات جهازي اتاري وصخر وIBM من خلال الـ الكلردرو  وبرنامج الرسام في مرحلته التجريبية الأولى في ذلك الوقت قبل تطور البرامج كان مدهش للجميع بما فيهم الأكاديميين من معاهد وكليات الفنون والتربية الفنية .
ولعل الدهشة التي تصاحب ظهور الكمبيوتر وعدم توفر معلومات كثيرة وكثيفة إلا من خلال دورات حول تعامل الحاسبات الآلية وبرامج الوندوز والتي أصبحت من الماضي اليوم بعدالتطور التقني والرقمي في كافة الأجهزة وبين أيدي الناس خاصة مع إنتشار الهواتف الذكية المحمولة في معظم البلدان وحتى في الغابات والبراري .
ولا يمكن الحكم على المعرض الذي يبدو بسيطا لدرجة الإفتقار للموضوع والتوزيع اللوني والتنوع قياسا على الأعمال والإبداعات الرقمية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم اليوم واصبح لها مجموعة ضخمة من الأسماء الفنية و الجماعات والمعارض والدراسات وعلم البرمجيات .

وسوف تتغير المفاهيم والتقديرات لما كان بالسابق ، ولكن السؤال الطبيعي اليوم هل ترك هذا المعرض أثرا ما على بعض الحضور ، وإذا كان الأمر ذلك كذلك بالنسبة لي على الأقل والدليل إحتفاظي بكتاب المعرض وبعض الذكريات ، فما بالنا لو نطرح السؤال بشكل آخر على عائلة حسب الله فما هو الإنعكاس والتأثير على علاء أصغر الأبناء وقتها ومواليد ١٩٨٣م الذي أصبح رجلا في الخامسة والثلاثين من عمره .
فقد اعياني البحث خلال بعض قنوات التواصل ولن اكتفي بهذا وسوف احاول من جديد من خلال معلومات نقابة الفنانين التشكيليين بالقاهرة حيث تتوفر لهم معلومات عن الأعضاء وخاصة عميد الأسرة استاذ التربية الفنية محمد محمود حسب الله 
من يرى النشاط والكلام الذي احتواه الكتالوج سوف يدرك انه امام حالة اسرية متعاونة من أجل الفن ، ولهذا قد يصاب المرء بخيبة أمل كبيرة عندما يشعر بالانزواء والاختفا تماما لتلك الأسماء بعيدا عن اللون والشكل وكأن عيلة أو عائلة حسب الله حالة فنية ومرت على الفعل التشكيلي مرور الكرام  .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق