قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
للمؤلفة إيمي ستيدمان
قراءة / راضي جودة
فيليبينو ليبي ١٤٥٧ ـ ١٥٠٤م
تولى فرا ديامنتي رعاية فيليبينو الصغير الذي ابدى رغبته كي يصبح مثل ابيه رساما دون الخوف عليه ان يتسكع في شوارع فلورنسا عاريا ، وعندما بدأ في تدريبه كان لديه الكثير من النقود ، وبدى تدريبه مختلفا فاستاذه هو ساندرو بوتشيللي من تلامذة والده وعمل معه في براتو .
مضدت ايام الصبي في تقدم بالمثابرة والاجتهاد ودون الوقوع في أخطاء أبيه ، كما قام بتطبيق كل الصور التي استطاع معلمه أن يلقنه اياها ، ثم بدأ يرسم صوره الخاصة .
وكان عمله الأول رسم كنيسة كارمل وهي ذات الكنيسة التي تعلم فيها فيليبو وديامونتي دروسهما، وقد تطلع برهبة واحترام إلى أعمال ماساتشو .
مات الرسام العظيم توم القبيح Ugly Tom ومازالت أجزاء من رسومات الكنيسة لم ينته العمل بها بعد ، لذا دعى فيليبينو ليملأ هذه المساحات بعمله ورسومه ، ولم يكن الصبي الصغير في حاجة للتوصية ألا يرسم صور أرضية ، واصبح هناك من العمل الكثير الذي ينتظره .
والجميل الذي تميز به هذا الفنان كان ولعه بدراسة الزخارف الرومانية القديمة ورسمها في صوره متى كان ذلك ممكنا، وأضحى جد مشهور بهذا النوع من الفن .
ومثل سائر فناني فلورنسا العظام ما إن زاع صيت فيليبينو حتى دُعى إلى روما ورسم العديد من الصور هناك وتوقف في طريقه عند سبوليتو وصمم هناك نصبا من المرمر على قبر والده .
لم يكن فيليبينو مثل والده مغرم بالسفر والمغامرة حتى دعوة ملك بلغاريا له لم تغره ليترك وطنه ، وكانت كنيسة سانتا ماريا نوفيلا في فلورنسا آخر رسوم الجص التي رسمها وكأنها حقيقية وحية لدرجة أن أحد تلاميذه انتهز فرصة خروجه وكان يوجد كيس من القطع الذهبية ، ولكن فيليبينو عاد فجأة فارتبك الولد الذي أخذ الكيس واراد أن يخبئه في فجوة بالحائط ولم تكن الحفرة إلا رسم ولون .. كانت الحفرة مرسومة مما أدى إلى ظبط الولد الذي اضطر ان يعترف خجلا .
ما كاد فيليبينو ينهي رسوم الجص حتى أصابته حمى وتوفى بغتة مثل والده .. وعندما عبرت جنازته شارع باي دي سرفي أغلقت جميع المحال التجاريه وبكته فلورنسا كلها .. والذي أصبح أميرا للفن بها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق