قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
للمؤلفة إيمي ستيدمان
قراءة / راضي جودة
فيتور كارياتشيو ١٤٦٠ ـ ١٥٢٥ م
مثل سائر الفنانين الكبار كان لـ بلليني تلامذة يساعدوا استاذهم ويتعلمون منه ، من هؤلاء التلاميذ فيتور كارياتشيو الذي كان من الذكاء ان تعلم سريعا وإن كان تأثير استاذه على أسلوبه ظل معه وظاهر بأعماله ويبدوا ان الفتى كان فضوليا فما ان علم ان هناك إجازة وسوف يقام مهرجان حتى انسل من باب المرسم وتحرك بين الطرقات والجسور التي تربط الأنحاء حتى الشارع المائي الكبير وبالقرب من برج ريالتو راح يراقب الاحتفال والبهجة التي عمت المكان من ملابس زاهية على أجساد الجميلات وطيور في اقفاصها وشرفات تتدلى منها قطع السجاد والستائر الحريرية ، والقوارب التي اكتسحت الطريق المائي ، كل ذلك صنه صورة زاهية لا ينساها الفتى أبدا.
وبعد انتهاء المهرجان أخذ كارياتشيو طريقه إلى المرسم وحاول أن يرسم المشهد الجميل الذي مثل أمام عينيه ـ يوما بعد يوم ـ بكل تفاصيله كما رآه تماما ، ومعظم لوحاته التي رسمها منذ ذلك الوقت هي القصص الذي وجدت مكانها في ذاكرته وتلك المشاهد الزاهية بكل تفاصيلها .
كما اوضحت أن كارياتشيو اعتمد في صوره التي يرسمها مشاهد وملامح يذكرها ، ولكن توجد بعض الصور في كنيسة قديمة يقال انها من رسمه حين كان طفلا في الثامنة من العمر ، وهي مشاهد مأخوذة من قصص التوراة ، قد تكون مرحة ولكنها تبرز مهارة يديه وعقله المفكر ، حيث حضور فينيسيا في المشاهد مع السفن التجارية وجسورها الخشبية الصغيرة ، وكان هناك العديد من البحارة الأجانب الفقراء والمرضى ولا يجدوا من يأويهم أو يطعمهم ، لذا اتجه بعض الأثرياء الأجانب للرهبنة حيث وجد البحارة المساكين من يساعدهم ، هؤلاء الرهبان اختاروا القديس جورج كحام وولي لهم ، وحين بنوا كنيسة صغيرة دعوا إليهم كارياتشيو ليرسم جدرانها بصور عن حياة القديس جورج وقديسين آخرين .
ولم يجد كارياتشيو أنسب من ذلك وراح يعمل ببهجة عظيمة ، فمازالت تلك القصص تستهويه منذ الطفولة .
هنا نجد المؤلفة تسهب في شرح الصورة بالتفصيل واهمية هذا القديس ومن معه داخل الصورة وكأنها تقرأ من الإنجيل ولا تعير الفنان أي إهتمام ولم نعرف بعد ذلك عن حياته أي شيء زواجه أو وموته التي حددته في بداية الحديث عنه بانه عاش حتى الخامسة والستون وربما لم تتحصل إلا على صورة وحيدة من اعمال الكانفس من معرض الاكاديمية / فينيسيا تمثل اسطورة حلم أرسولا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق