الجمعة، 1 يونيو 2018

فرسان الفن .. الحلقة الثالثة / ماساتشو (مازاتشو) ١٤٠١ ـ ١٤٢٨م

قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين 
للمؤلفة إيمي ستيدمان
قراءة / راضي جودة

الحلقة الثالثة /







ماساتشو (مازاتشو) ١٤٠١ ـ ١٤٢٨م
في ذات الوقت الذي كان فيه فرا أنجيليكو يغطي جدران سان ماركو بصوره ورسوماته ، كان رسام آخر من طراز مختلف يعمل في كنيسة كارمن في فلورنسا، كان رجلا عاديا لا يهتم إلا بالقليل وكان ينسى حتى أن يطلب أجره وإذا اجتاز الطريق بشعره الاشعث وحذائه ذي الثقوب ، كان مهملا وغير منظم للدرجة التي يفقد أي إنسان معه صبره ، لكن فقط أعطه قلما وسطح أملس ليرسم عليه .
لم يكن اسم توماس يناسبه وعرفه الناس باسم ماساتشو أو توم القبيح ، ولم يعد يخطر ببال احد ذلك اللقب القبيح بعد اصبح اسم ماساتشو من اعظم الأسماء في تاريخ الفن ، وفي اعتقاده ان الفنانين قد فشلوا في جعل حياتهم جميلة كصورهم ، وكانت الصور التي رسموها مسطحة والاجساد معلقة في الهواء ، لذا فقد فقد اعتنى بالضوء والظل ورسم الوجوه بعناية فائقة وبدت المباني حقيقية كما رسم بالجص في فلورنسا وروما.

توم القبيح الذي شغل الناس ونال شهرة كبيرة كانت رأسه تطاول السحب ربما لو عاش أطول لنال شهرة أكثر وأكثر ، لكنه مات ولم يزل شابا صغيرا، وسوف يأتي كل الفنانين ليتلقوا دروسهم من تلك الوجوه التي تبدو حية خاصة وجه الولد الذي يخرج من المياه مرتعدا من البرد ، إنها أكثر الأشياء تطابق الطبيعة فيما رسم ، إن كل الأشياء نتعلمها شيئا فشيئا . وكل ما نتعلمه هو خطوة للأمام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق