قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
للمؤلفة إيمي ستيدمان
قراءة / راضي جودة
بول فيرونيس (باولو فرونزه) ١٥٢٨ ـ ١٥٨٨م
ولد بول كاجلياري آخر رسامي المدرسة الفينيسية في مدينة فيرونا التي جاء اسمها مع العبقري شكسبير في روميو وجولييت ومن دواعي فخرها ان منحت اسمها للفنان الفينيسي باولو فيرونس ، وجود الصبي بين والد مثالا وعما رساما شجعه ذلك على أن يبدأ العمل مبكرا ، وما ان ظهرت موهبته حتى أرسل لمرسم عمه ليتعلم دروسه الأولى في الرسم .
لم تكن فيرونا بعيدة عن فينيسيا ودائما ما كان يسمع باولو حكايات عنها ودوت اسماء فنانيها جيورجيون وتيتيان في أذنيه ، وكأنما يفتحان أمامه أبواب الجنه ليحاول رسم تفاصيل ملكة البحر الجميلة بمبانيها وحكاياتها وحلل نبلائها الثمينة ، وجاء اليوم الذي أرسل فيه للمدينة الحلم .
لم يلحظ أحد في فينيسيا ذاك الرسام الشاب الهادىء الذي يعمل بجد ، فقد عمل بثبات بمفرده لعدة سنوات حتى جاءته الفرصة في النهاية ليرسم سقف كنيسة القديس سباستيان ، وحين أنتهى منها عرفت فينيسيا عبقريته ودقة تفاصيل أعماله .
اتسعت شهرته أكثر وأكثر ورسم صورا رائعة ولكن المبالغة في سرد التفاصيل داخل الصور التي يرسمها مثل الخدم ومهرجوا البلاط والاولاد الزنوج وحتى القطط والكلاب وهو ما تسبب في استدعائه والتحقيق معه للإجابة عن سؤالهم : هل تتناسب تلك الصور أن تزين جدران الكنيسة ؟.
لقد هز فن الرسم بالفعل القوانين الملزمة للتقاليد القديمة وقد كان فيرونيس حرا يتبع خياله البهي ولكن من الذي يجزم أن تلك الحرية تعد مكسبا حقيقيا !
أغلق معكم صفحات هذا الكتاب ولا نغلق إبداع الفنانين الإيطاليين الرائعين ، وتلك المتعة العظيمة للبحت في يوميات حياتهم ولكن الكتاب رغم كل ما يحمل من تفاصيل لم يشف غليلا لشغوف ان يعيش مع الفنان لحظات إبداعة وعرقه وأنفاسه والفكرة التي طرأت على عقله وهو يمضغ قطعة من خبز أو رشفة من ماء .
لذلك أقدم بين يد حضراتكم خلاصة للكتاب فيما أراه مناسبا للتعريف ببعض الإشارات .
………………………………………………
لماذا كتاب فرسان الفن؟
عرض تحليلي في نهاية الكتاب لما تناولته الكاتبة من حياة وقصص الفنانين من الخارج أي من القشرة ولم تدخل إلى النوازع والأفكار .
قراءة راضي جودة .
عرفت من خلال الكتاب سر الأسماء التي تميز مراكز ومحلات وفنادق واسواق ودور سينما في مدينتي الأسكندرية باسماء مثل ريالتو وسان جيوفاني وسان مارك وسان ستيفانو وغيرها، وكأنها امتداد طبيعي لفينيسيا الإيطاليه .
الكتاب يتحدث عن قصص حياة ١٩ فنان إيطالي هم أهم رموز عصر النهضة :
ـ جيوتو ١٢٦٧ ـ ١٣٣٧م .
ـ فرا أنجيليكو ١٣٨٧ ـ ١٤٤٥م .
ـ ماساتشو (مازاتشو) ١٤٠١ ـ ١٤٢٨م .
ـ فرا فيليبو ليبي ١٤٠٦ ـ ١٤٦٩م .
ـ ساندرو بوتيشيللي (مارس ١٤٤٥ ـ مايو ١٥١٠) م .
ـ دومينيكو غرلاندايو ١٤٤٩ ـ ١٤٩٤ م .
ـ فيليبينو ليبي ١٤٥٧ ـ ١٥٠٤م .
ـ بياترو بيروجينو ١٤٤٦ ـ ١٥٢٤م .
ـ ليوناردو دافنشي ١٤٥٢ ـ ١٥١٩م .
ـ رافائيل ١٤٨٣ ـ ١٥٥٦ م .
ـ مايكل أنجلو ١٤٧٥ ـ ١٥٦٤ م .
ـ أندريه ديل سارتو ١٦ يوليو ١٤٨٦ ـ ٢١ يناير ١٥٣١ م
ـ آل بيلليني .. جنتايل بيلليني ١٤٢٩ ـ ١٥٠٧ م
جيوفاني بيلليني ١٤٣٠ ـ ١٥١٦ م
ـ فيتور كارياتشيو ١٤٦٠ ـ ١٥٢٥ م
ـ جيورجيون ١٤٧٧ ـ ١٥١٠ م
ـ تيتيان ١٤٢٧ ـ ١٥١٠ م
ـ تينتوريتو ٢٩ سبتمبر ١٥١٨ ـ ٣١ مايو ١٥٩٤م
ـ بول فيرونيس (باولو فرونزه) ١٥٢٨ ـ ١٥٨٨م
الكتاب مرجع مهم بحثا وتأليفا وترجمة عن قصص حياة الفنانين الإيطاليين الكبار ، وإن كان الكتاب ليس كتاب نقدي ولم يقدم للأعمال بقدر ما قدم للشخصيات وقد تبنى فكرة السرد حول سيرة الحياة للفنانين ، ولم يمنع ذلك من الوقوع في خطأ تدوين التاريخ بشكل مبهم حيث غابت بعض الأسماء وبعض الأرقام ، كما تغافل عن ذكر مايتم داخل ورش ومراسم واستوديوهات الفنانين من أعمال جمع وسحق للألوان وللفريسكو وللجص والتجهيزات التي كانت تتم ، كذلك الرسومات التي كانت تتم باقلام الرصاص وتثقب من اجل النقل والتكبير على الحوائط وكلها أمور وأعمال فنية تغافلت عنها المؤلفة ولم يحاول المترجم ان يخرج عن خط سير الكتابة داخل النص بوضع بعض الأسئلة والبحث عن إجابات لها ليس إلا التنويه الذي أشار له عن السلطان التركي المسلم الذي غاب اسمه على حساب قصة تشير إلى وحشية وغرور تلك السلطان ، وكذلك المقارنات بين طريقة فنان وآخر كانت تأتي في السياق وربما دون ترتيب ، فالمؤلفة والمترجم ليس لهما أي انتماء فكري في تكوين الصورة والفكرة التي تدفع الفنان أن يترك حياته بكاملها تنساق وراء الإبداع والدهشة التي تبقى شغفا يملي شروطه على كل ما يتعلق بالفنان في اليقظة والمنام ، ثم أن الكتاب تتداخل في داخله عوامل السلطة الدينية التي تحدد الموضوعات وتخلص الصور ، بل وتوجيه فكر الفنان لموضوعات بعينها في غالبها إما دينية أو ترضية للحاكم ، وقليلا هم الفنانين الذين ابدعوا في نقل حياتهم الخاصة وحياة مجتمعهم ولو بطريقة التحايل ، وقد تم نشر وإصدار الكتاب عام ١٩٠٧م
نبذة عن المؤلفة والمترجم
المؤلفة إيمي ستيدمان ، إنجليزية كتبت للأطفال في موضوعات دينية ، وفي الأدب ديكنز ، لم تدرس بشكل اكاديمي وانما بشكل شخصي ومن أهم أعمالها :
١ ـ الكتاب المدرسي .. قصص الكتاب المقدس .
٢ ـ أساطير وقصص من إيطاليا ١٩٠٩ م.
٣ ـ قصص الرسامين ١٩١٠م.
٤ ـ قديسو جزيرتنا ١٩١٢ .
٥ ـ حكايات مدرسية للأطفال .
والمترجم هو الاستاذ الحسيم محمود خضيري الحجاجي ، من مواليد الأقصر ١٩٦٧ ـ تخرج من كلية الآداب قسم التاريخ والدراسات الأفريقية ويعمل باحثا اجتماعيا في المجلس الأعلى لمدينة الأقصر .
صدر له ديوانان من الشعر الفصيح (أغنية لغد بعيد ، وتراتيل المريد).
نشر العديد من القصائد والقصص القصيرة والمترجمة في كثير من المجلات والصحف والدوريات العربية والمحلية .
له تحت الطبع : مدن الغيم / شعر ، شتاء لمملكة الغيوم / شعر ، رجل وحيد وأشياء حميمة / قصص قصيرة .
نلاحظ هنا أن المؤلفة خبرتها تكمن في الوعظ والإرشاد وأما المترجم الشاعر فقد التزم بقيم النص وترجمه كما هو بدون أي تدخل بالحذف أو الإضافة (الكتاب الأصلي) أما الحلقات التي دونتها في مدونتي ونشرتها بين أيديكم فقد تدخل الفنان بالشرح والتحليل في كثير من المواقع والمواقف التي تحتاج ان اقول فيها كلمتي .
اهتم المشروع القومي للترجمة بهذا الكتاب بإشراف الدكتور جابر عصفور في العدد١١٤٦ بعد مرور مائة عام إصداره ونشرة تحت عنوان ملوك الفن
اللوحات المصاحبة للكتاب جميع اللوحات المصاحبة للكتاب تفتقر إلى الجودة التي يمكن الحصول على مثيلتها اليوم بفضل التقنيات الحديثة والمبهرة التي اكتسبها عالم التصوير الفوتوغرافي والطباعة الرقمية / واللوحات التي أضيفت وتم تجميع مصادرها من جوجل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق