قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
للمؤلفة إيمي ستيدمان
قراءة / راضي جودة
جيورجيون ١٤٧٧ ـ ١٥١٠ م
عندما نسترجع سيرة حياة الفنانين الكبار ، نرى كيف أضاف كل واحد منهم صفحة جميلة في تاريخ الفن وبسط الجمال النقي لعيون العالم ، وإن كان البعض منهم يغرد وحده خارج السرب ويصنع لنفسه خطا ونمطا يميزه دون أقرانه ومنهم جيورجيون .
ولد جيورجيون بارباريللي في قلعة فرانكو وهي مدينة صغيرة قرب فينيسيا التي ارسل إليها ليتدرب على يدي الفنان الشهير بيلليني ، جيورجيون هذا الفتى الوسيم ذا هيئة ملكية حتى أن رفاقه منحوه لقب جيورجيون أو جيورج الأكبر وعلق به اللقب بينما طوى اسم العائلة طي النسيان ، كان مفرطا في حب الموسيقى والشعر والغناء بكلماته والحانه وبالعزف على آله العود ، وكان الرسم من أروع الأشياء التي كان يجيدها .
عرف الناس هذا الشاب كفنان تم توظيفه في مدينة فينيسيا ليرسم الجدران الخارجية للبورصة الألمانية بالجص وتسببت الريح والمطر وهواء البحر المالح في تدمير رسوم الجص هذه الآن ، واصبح وجود رسوماته من الندرة في اكاديمية فينيسيا ومنها صورة لاسطورة تدور حول عاصفة مرعبة رجت البحر وهزت المدينة .
وهنا تقص علينا مؤلفة الكتاب عن قارب صغير ركبه أحد الناس وطلب من الصياد داخل القارب أن يحمله لمكان بعيد وسوف يجزل له الأجر ، ورغم الأمواج المرتفعة والخوف من الآتي تحرك الصياد حتى وصل للمكان فترك الرجل القارب وطلب من الصياد الإنتظار ، ثم عاد بعد قليل ومعه شخص آخر وانطلقا لمكان أكثر بعد فاعترض الصياد فكيف له وقد جاء يجدف بمجداف واحد أن يأخذهم إلى هذا المكان البعيد ولكنهم قالوا طالما تهيأت لك القوة بالمجداف الواحد عليك ان تتحمل باقي المشقة وسوف نجزل لك العطاء ولم وصل للمكان دخل معهم للقارب رجلا مسنا وطلبوا منه الثلاثة الإنطلاق لعمق البحر المفتوح وسط تلاطم الأمواج والريح التي لا تهدأ ولكن القارب ابحر حتى وصل إلى سفينة سوداء كبيرة مأهولة بعفاريت من الجن الأسود منظهرهم مخيف وكانوا في طريقهم إلى مدينة فينيسيا .
انتصب ركاب قارب الصياد الثلاثة ورفعوا ايديهم وقد رسموا على أنفسهم علامة الصليب وطلبوا من الجن مغادرة المكان وأن يذهبوا حيث أتوا، هدأ البحر وصرخ الجن صرخة مرعبة ورحلوا في سفينتهم السوداء واختفوا تماما، فأمر الرجال الصياد بالعودة ، واوصلهم إلى أماكنهم وزنتظر من الأخير أن يعطيه أحره فلم يفعل ، ثم قال : أنت على حق إذهب إلى الدوق وقص عليه ما حدث .. أنا القديس مارك والفارس الشاب هو القديس جيورج ، والرجل المسن هو القديس نيكولاس .. إذا أخبرت الدوق سوف يجزل لك العطاء .
فسأل الصياد : ولكن إذا أخبرتهم هذه القصة فكيف سيصدقونني ؟
أخرج القديس خاتما من إصبعه ووضعه في راحة يد الصياد الخشنة قائلا :
سوف تريهم هذا الخاتم كبرهان وحين ينظرون إلى كنز سان ماركو سيقطنون أنه فقد من هناك ، وحين انتهى من حديثه أختفى .
باقي القصة متوقعة كما جاءت من خلال السرد وتسلم عطاء من حكام المدينة وعاش في رغد بقية حياته .
ولكن حياة جيورجيون وهي الأصل في تلك السطور غير أنها قصيرة وحزينة تحوم عليها علامات الأسى والمرار ، فقد أحب فتاة فينيسية جملة وأوشك على الإقتران بها حين سلبها منه صديق له وتركه مسلوب الحب والصداقة ، وبعدها اختفى الجمال من عينه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق