قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
للمؤلفة إيمي ستيدمان
قراءة / راضي جودة
دومينيكو غرلاندايو ١٤٤٩ ـ ١٤٩٤ م
والد دومينيكو كان صائغا بارعا واكتسب لقب (غرلاندايو) أي صانع الأكليل لشهرته في اتقان صناعة الأكاليل والأطواق الذهبية والفضية والتي كانت الجميلات تتزين بهن أنذاك ، التحق دومينيكو بورشة والده وسرعان ما تعلم كيف يلف السلك الذهبي الرقيق ويخرج تصميمات اسعدت والده وكانت محل افتخاره .
لكن صنع الأكاليل لم يرض دومينيكو، وكما حدث لبوتشيللي بدأ يحلم أن يصبح رساما ، لشعوره بان عمل صانع الحلي ضيق ومحدود ، وتاق لعمل أوسع ، وكان يقضي ساعات فراغه في رسم الوجوه الي تأتي لمتجره أو تلك الوجوه العابرة .
وظهرت في لوحاته وجوه يعرفونا الناس والمألوفة لهم من النبلاء الفلورنسيين والسيدات بالقصور حتى الباعة والمزارعين وذات يوم رسم اسقفا يرتدي نظارة تستقر على أنفه ، ولقد كانت هذه هي المرة الأولى التي ترسم فيها نظارة في صورة .
وكأي شخص كان عليه أن يذهب إلى روما ليضيف مساهماته ولكن معظم عمله قد تم في فلورنسا ، وهناك معبد في كنيسة سانتا ماريا نوفيلا يخص عائلة ريتشي ، قد تلفت بعض الرسومات التي كانت تغطي جدرانه بفعل الرطوبة ، ففكرت عائلة تورنا بوني ان تنال شرف ترميم رسومات المعبد فذهبوا لعائلة ريتشي وعرضوا عليهم ان يتكفلوا بالاموال والإشراف علي إعادة الرسم بواسطة الرسام دومينيكو الذي بدأ اسمه يلمع في عالم الشهرة وعرض عليه جيوفاني تورنا بوني ألف ومائتين قطعة ذهبية على ان يزيدها مائتين من القطع إذا أعجبه الرسم ، وكان المبلغ كبير بطبيعة الحال ، فعمد غرلاندايو إلى العمل بكل سرعة وبشكل يومي حتى اكتملت الرسومات في العام الرابع .
ثم تنازع حدث بين عائلة ريتشي بعد الرسومات والتجديدات التي غيرت عليهم المكان لولا ان جيوفاني قدم لهم ترضية بان اهم الرسومات التي تؤكد أحقيتهم بالمعبد رسمت في مكان مرتفع وخاص ، وقد ابدع دومينيكو في رسم قصة العذراء من لحظة ميلادها ثم ارسالها للمعبد والخدمة به وهي طفلة بعمر الثلاث سنوات وعندما غدت شابة وتقدم لها يوسف ثم جائتها البشارة بالمولود المقدس قصة مكتوبة داخل الكتاب بعناية ولكن ليست كما هو السياق المعروف في سورة آل عمران ولا كما هي بكتاب العهد الجديد ولكنها اي القصة تتسم بالتشويق والملائكية بعدها اي بعد الانتهاء من رسم قصة العذراء ، وافته المنية وهو في الرابعة والاربعين من عمره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق