الاثنين، 11 يونيو 2018

فرسان الفن .. الحلقة الثالثة عشر / آل بيلليني (جنتايل وجيوفاني)

قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين 
للمؤلفة إيمي ستيدمان

قراءة / راضي جودة







آل بيلليني
جنتايل بيلليني ١٤٢٩ ـ ١٥٠٧ م
جيوفاني بيلليني ١٤٣٠ ـ ١٥١٦ م
ما سبق من قصص حياة الفنانين دارت وحلقت حول فلورنسا ، ولكن القصص التالية بعيدة عن مدينة الزهور إلى قلب ملكة البحر فينيسيا حيث لا يوجد هنا أرصفة .. الماء فحسب الذي يلف جدارن قصورها الرخامية البيضاء وكأن حوريات البحر قد قمن ببنائها، ورغم ان فينيسيا ليس لها مروج خضراء وأزهار إلا أنها تشبه المدينة الحلم تبدو متفردة عن مدن العالم ولم تقع كاتدرائيتها سان ماركو تحت سيطرة روما قط .
حكامها كانوا يحكمون كملوك يعشقونها ويجلبون لها كل ماهو ثريا ونادرا ورائعا، ولذلك كان لفنانينها الذين عاشوا فيها اسلوبهم الخاص ، الامتداد المائي الوسيع أمام أنظارهم تثبت في قلوبهم نور وجمال من نوع خاص .
في الوقت الذي عاش فرا فيليبو ليبي يرسم في فلورنسا .. عاش في فينيسيا جاكويو بيلليني الرسام الذي كان له ولدان جنتايل وجيوفاني علمهما بعناية ودربهما بأقصى ما في استطاعته حيث تاق أن يجعلهما رسامين عظيمين لم ينسى النصح لهم ، ورغم انهما تعلما التنافس والتفوق فيما بينهما ظلا أفضل صديقين .
كانت فينيسيا تعتمد في حياتها أيضا على التبادل التجاري عن طريق السفن المبحرة هنا وهناك وضمن أحد الرحلات المتجهة لتركيا حملت السفن صورا رسمها جيوفاني بيلليني ، وعرضت على السلطان التركي الذي اندهش وابتهج لها جدا، وكما هو السائد عند كثير من الناس ان الدين يمنع التي بها ارواح ، السلطان لم يعر لذلك أهمية وأرسل رسولا إلى فينيسيا راجيا الرسام بيلليني الذهاب إلى تركيا في الحال .
لم يشأ حكام فينيسيا أن يسمحوا لجيوفاني حينها، ولكنهم سمحوا لجنتايل بالذهاب حيث أنتهى عمله في قصر الدوق ، وعندما وصل جنتايل إلى بلاط السلطان على متن أحد السفن التجارية استقبل استقبالا حافلا وعاش كأمير ملكي هناك ، رسم العديد للبورتريهات للسلطان ولنفسه وقد أحيط بالهدايا والعطايا ، ولكنه وقع في محظور الجدال حيث رسم صورة لابنة هيرودياس الراقصة وفي يدها رأس يوحنا المعمدان واحضرها للسلطان وقدمها إليه ، وكعادة الكبار مهما افتتنوا بالشيء فلابد ان تكون لهم كلمة ، حيث قال لا تبدو الرأس في وضعها الصحيح كما في صورتك ، فأجاب جنتايل بلطف أنه لا يرغب في مخالفة جلالته ولكن يبدوا أن الرأس في موضعها الصحيح .
قال السلطان بهدوء : سنرى ! ودون ان يحتدم النقاش كما جاء في رواية المؤلفة التي بالغت فيها كثيرا خاف جنتايل على نفسه وانسل بهدوء بعيدا وعاد إلى فينيسيا مع أقرب سفينة ممكنة ، في ذات الوقت كان جيوفاني قد أصبح أكبر رسام في فينيسيا والاول في مدرسة الفن الفينيسي التي انتجت الألوان الرائعة  ، لم يأبه جيوفاني برسم قصص تاريخ فينيسيا كما يفعل جنتايل ، واهتم بالرسم الفردي للقديسين وإلى جانب صور القديسين قد رسم جيوفاني بورتريهات لمعظم كبار وعظماء فينيسيا.
ظل الأخوان يعملان معا ولكن الموت ابعد أكبرهم سنا ليترك جيوفاني وحيدا ، ورغم أنه أصبح مسنا جدا قفد عمل بجد أكثر من ذي قبل وبدلا من أن تضعف يده صارت أقوى وأكثر مهارة ، كان في التسعين حين مات وظل يعمل حتى النهاية ، وقد دفن الأخوان في كنيسة سان جيوفاني إى بولو في قلب فينيسيا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق