حول البرنامج التلفزيوني الإيطالي /
بورجيا ( الإيمان والخوف )
قراءة فنية لحقبة زمنية مرت على بورجيا الإيطالية ابان عصر النهضة
راضي جودة
« لقد نهل فيكتور هوجو من قصص التاريخ موضوعات مسرحياته ، ومنها مسرحية (لوكريس بورجيا) عن لوكريتيا بورجيا، فمن الثابت أن أسرة بورجيا هي أسرة إيطالية عاشت بين ربوع إيطاليا في غضون القرن الخامس عشر ، وهي أسرة تنحدر من أصول اسبانية وتنتسب إلى مدينة بورجا في مقاطعة أراجون » .
………………………………………………………………….….
الحلقة الثانية :
من المفترض أن الممثلين يعيشون أيام شهر يوليو عام ١٤٩٢ م حيث تدور أحداث هذه الحلقة ، وبعد مراجعة سريعة لما دار في الحلقة السابقة تستقر الكاميرا عند اجتماع مجلس الاساقفة تحت فكرة الكل يكره الكل وبداية صراع حقيقي وقتال لا يليق برجال دين .
ولان سيزار واحد من أهم الشخصيات داخل عائلة بورجيا نراه في مشاهد منفصلة وهنا يذهب إلى عرافة ساحرة تتنبأ بالمستقبل وتؤكد على صعود نجمه ولكن هناك دماء وقتلى على يديه ، ويبدو ان الاساقفة يحاولون من جديد رأب الصدع والصلح بين الأنخاب والموسيقى ، ولكن ينسحب آل بورجيا من الإجتماع على أثر رسالة بوصول وفود ممالك بعض الدول لملاقاة البابا وكان ضمن الحشد من يحملون ألوية بها شعارات اسلامية ونصرانية مما يدل على بينهم الأتراك والشوام ولزيادة التأكيد دخل جوان لمقر الحاكم الذي قدم الهدايا النفيسة المبهرة والأقمشة الدقيقة الصنع دخل عنده في مخدعه وتعاطى معه الأرجيلة التي لا يعرفها الإيطاليين .
نلاحظ اضطراب وتخبط سيزار من اقتراب جوان من ذلك القادم عبر البحار والتي تختتم بسهرة ماجنة أختلط بها الشباب وقد أنضم إليهم ابن البابا كاليست الثالث المعروف وسط عائلة بورجيا بالفونس ، الذي تنفلت عقدة لسانه تحت وطأة الشراب بان البابا قد أوصى بوصية بمن يخلفه للكرسي البابوي على غير المتبع من اجتماع كبار الأساقفة والاقتراع في سرية ، ولم يكن هناك سبيل لرودريجو بورجيا وعائلته سوى الدسائس والترويع والقهر .
بعض اللقطات العابرة عن المرض الشديد الذي تعرضت له روز ام ابناء رودريجو ويشرف سيزار على علاجها حتى تتعافى ، ولكنه يقع في خطيئة القتل ظنا منه بإهمالها علاج أخته من الأم .
في لحظات احتضار البابا واجتماع الاساقفة ورجالات الدين حوله امتنع عن تناول أي طعام أو شراب ، وتدخل رودريجو بإحضار أحد الأمهات لإرضاعة وفعلا استلم ثديها وبدأ بالرضاعة وهي قصة معروفة وتم تسجيلها في لوحة من اللوحات الفنية لأب مسجون ومنع عنه الطعام وكانت ابنته تقوم بإرضاعه ولا أرى أي سبب لإستحضار هذا المشهد الذي لو تم حذفه لن يؤثر كثيرا على ما يدور من أحداث ، حتى تلك اللقطات التي تستعرض فيها لوكريتيا القلائد والهدايا واستقبال الورد من يد العاشق كانت ترطيب للمشاهد وليست ذات أهمية كبرى .
الغريب هو اصرار رودريجو على إحضار طبيب يهودي ليعالج البابا وذلك أقسى ما يتحمله قلب رجل الدين المسيحي ، وبعد خروج الطبيب اليهودي تم نحره ، وقبل نهاية الحلقة هناك محاكمة تعقد سريعا ويتم الحكم فيها بالتعذيب حتى الموت عن طريق تحطيم الجسد بمطرقة ، وتقرر أن يقوم بتنفيذ الحكم (جوان) لتأديب كل من يفكر الخروج عن طاعة رودريجو وابناءه والإذعان التام لآل بورجيا .. ومات أو تنيح البابا وتم تكسير خاتم البابوية ، وإنتظار إعلان اسم بابا روما الجديد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق