حول البرنامج التلفزيوني الإيطالي /
بورجيا ( الإيمان والخوف )
قراءة فنية لحقبة زمنية مرت على بورجيا الإيطالية ابان عصر النهضة
راضي جودة
ولدت لوكريتيا بورجيا عام ١٤٨٠م ، واقترنت بأول أزواجها جان سفورزا شريف بيزارو عام ١٤٩٣م ، ثم طلقت منه بأمر أبيها البابا عام ١٤٩٧م ، وحدث في السنة التالية من طلاقها ، وقبل زواجها للمرة الثانية من الفونس دوق بيزاليا ابن أمير اراجون أن أنجبت طفل أعترف به والدها ابنا له ، ثم ما لبث أن اعترف به ابنا لأخيها سيزار ، ومن هنا نشأ اتهام لوكريتيا بورجيا بجريمة زنا مزدوجة ، وفي عام ١٥٠٠م طعن زوجها الثاني في غرفته الخاصة بيد أخيها سيزار ، ثم تزوجت للمرة الثالثة من الفونس ديست أمير فرار وجمعت من حولها بطانة من لوامع أهل الفن والفكر والأدب ، وادركتها المنية بمدينة فرار عام ١٥١٩م ، ولم يكن لها أي نشاط سياسي يذكر بوجه عام .
……………………………………………………………………………………………………
الحلقة الخامسة :
يفتتح المشهد للحلقة الخامسة على أصوات الجماهير الحاشدة (يحيا البابا .. يحيا البابا) حيث يتم التتويج الرسمي لقداسة البابا أسكندر السادس بابا الفاتيكان ، وأقوى سلطة دينية للمذهب الكاثوليكي .
يقوم البابا بتقديم صلاته الوعظية الأولى فيما علمت لوكريتيا من أمها وزوج أمها أن والدها أصبح البابا ، ولابد أن تذهب لتحصل منه على البركة والرضا ، فيما يبدو البابا مضطربا ويتوقع الخيانة والغدر في أي لحظة من المحيطون به حتى من زوجته الأثيرة جوليا التي تحاول أن تسترد رودريجو بعيدا عن البابا اسكندر السادس في صورته الرسمية لتمارس عليه سلطانها وتأمره فيطيع كما كانت تفعل دوما ، وهي هنا تطلب منه تكريم أخوها وجعله من خواصه وتزويجه من لوكريتيا ويجعل منه كاردينالا .
يقوم البابا بنفسه بمراجعة مناطق نفوذ الكاردينالات والاساقفة ، وتقليص البعض منهم من امتداد نفوذهم وامتيازاتهم ، ومنح بعض المساحات لابنه سيزار ، وهو يعلن بانه سوف يقوم بتعديلات كبيرة ومتابعة لمخصصات كل دير وكل كنيسة ، وليس بقرار كف يد البعض منهم بل قطعها ، ووصلت الإبنة لأحضان الوالد الذي أصبح صاحب الكلمة التي تنفذ في الحال دون جدال ، وقد احضر لها فنانين ليرسمون لها صورا ، ويقلدها بالقلائد والنفائس من المجوهرات ويجعل لها مكانة رفيعة وحاشية .
في الوقت الذي ضمن سيزار ابرشية بورجيا بعد أن منع العلاج عن كبير قساوسها المريض ، وبظهور أنواع من التعذيب والتنكيل والقتل من تقطيع أيدي إلى نشر الأجساد بمناشير حديدية ، أدى كل هذا إلى القاء الرعب في قلوب الناس ، ولم يعد أحدا يأمن بقاء رأسه فوق جسده في أي لحظة ، وبإشارة صغيرة من أصبع البابا حتى لمن ساندوه ووقفوا معه .
وأخيرا ظهر جوان الذي أختفى ظهوره في الحلقتين السابقتين ، وحدث لجوليا ما لم تقدر له حسابا .. فقد فاز بالمنصب جوان الذي وعدت به أخوها ، وبظهور الطفل المخطوف ميتا أدى لإنهيار سيزار بالنحيب واشعل النار بالمكان للرغبة في الموت منتحرا حزنا على هذا المولود الذي تركه للهوام ، ومع بدايه تحرك جوان لممارسة السلطة والنفوذ تحاول الأم روز فانوزا أن تجمع لأولادها ما تبقى من حب وعاطفة ، ويعودوا من جديد لحياة أقل فزعا وقتالا من تلك الحياة التي يحياها الجميع بينما تحاول جوليا استمالة لوكريتيا ناحيتها لتكوين قوة جديدة داخل البيت البابوي .
ومع التغييرات الإدارية والسياسية التي تحدث نرى مساعد رودريجو السابق ويده اليمنى ومخطط الدعاية له قد أصبح في خدمة سيزار العنيد الذي لا يستمع إلا لنبضات قلبه ، وفي نهاية الحلقة تتزوج لوكريتيا من جان سفورزا شريف بيزارو ، وبينما كانت العائلة والأصدقاء والحاشية يقدمون التهنئة للبابا وللعروس ، كان سيزار يقوم بتجربة لسلاح ناري .
……………………………………………………………………………………………
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق