حول البرنامج التلفزيوني الإيطالي /
بورجيا ( الإيمان والخوف )
قراءة فنية لحقبة زمنية مرت على بورجيا الإيطالية ابان عصر النهضة
راضي جودة
وكانت البداية في صعود نجم الأسرة وتألقها على أثر انتخاب الفونس بورجيا أسقف فالنس لمنصب البابوية عام ١٤٥٥م ، باسم كاليست الثالث ، ومنذ ذلك الحين بدا واضحا للعيان أن هذه الأسرة الأجنبية قد وضعت نصب أعينها تحقيق مطمع واحد وهو جمع شتات إيطاليا الوسطى تحت سلطانها .
وحين انتخب ابن أخيه رودريجو بورجيا لكرسي البابوية عام ١٤٩٢م ولقب بالبابا أسكندر السادس تضاعفت مطامع الأسرة وتدفقت أمجادها .
………………………………………………………………….….
الحلقة الثالثة :
هذه الحلقة تداعت فيها كل أشكال المرض والجنس والصراع والقتل والخطف والاغتصاب والخيانة والغش ، حلقة كئيبة يضيق بها صدر المشاهد وهي تبدأ بطيور تحلق في سماء ملبدة بالغيوم وتناثر اشلاء وجثث القتلى ، وبعد اعلان تنيح البابا وتحطيم خاتم البابوية المرتبط باسمه استعد رودريجو بورجيا لتولي مقاليد الأمور بعقد بعض الصفقات ورسم خطط المناورات والتحالفات ، وفي لحظات خاطفة يبدوا عطوفا وهو يتفقد ابنته المريضة رغم انشغاله الكامل لأهم معاركه للحصول على كرسي البابوية .
عندما حدد رودريجو اربعة أسماء للتصويت عليها متجاوزا اسمه واسم خصمه . وبهذا قد فتح مجال للتفاوض مع خصمه باضافة اسماء اخرى حتى وصلت القائمة لتسعة اسماء
المرض الذي اصاب لوكريتيا ادخلها في غيبوبة جعلتها فريسة سهلة ولقمة صائغة بيد مغتصبها دون كاسبر ، في ذات الوقت الذي زادت خلاله حركة رودريجو بين مختلف الطوائف لكسب ودهم واصواتهم ، وعندما اكتمل النصاب بحضور جميع الاساقفة لدخول المنطقة المخصصة للإنتخاب والمنعزلة تماما عن الخارج بدير سانتا بترونيلا ، حيث يتم سد باب الخروج والدخول ببناء مؤقت يزال بعد تأكيد الاقتراع وأطلاق الدخان الأبيض معلنين بذلك اختيار بابا الفاتيكان الجديد .
المدهش فعلا الأزياء والديكور والمكياج لدرجة أن أحد القاعات قد زينت بالرسومات الجصية تأخذك فعلا لعصر النهضة حتى الملامح والوان الثياب والمجموعات البشرية .. يدخل كل اسقف وكاردينال في صومعة خاصة منفردا ويخصص له من يقوم على خدمته من جلب الماء والطعام وكل ما يتعلق بحياته ، ونشاهد بعض المناورات والتهديد وحتى من يبدوا عليهم الاختناق من ضيق المكان ، فيما يتم شرح حيثيات الأمر لرهبان الدير والابرشيات في حوارهم والمقصود بالشرح نحن المشاهدين للوقوف على العملية بكل تفاصيلها ، بينما يحاول رودريجو نقل رسالة لأتباعه بخارج المبنى من خلال اشارات مورس بمستخدما ضوء الشموع بالقرب من أحد النوافذ .
وبعد جدال ومناقشة يعلن عن اجتماع الاقتراع ويخرج الدخان الاسود الناتج من حرق اوراق التصويت لعدم التوافق ، وتعاد من جديد جولة أخرى للتفاوض بين اصرار ونفور وقبول وترضية ، بل وصل الأمر للاشتباك والتماسك بالأيدي ، ثم ينفض الاجتماع من جديد بتعادل بين رودريجو وخصمه العنيد دوليبوريا لأربعة أصوات لكل منهما، في التوقيت الذي يحمل فيه سيزار الطفل إبراهام ولا ندري من أين أتي به ومن أبوه ومن هي والدته ، يأخذه ليضعه فوق قمة أحد المرتفعات الجبلية طعاما للطيور الجارحة ، وتنتهي الحلقة على بكاء الطفل .
………………………………………………………………………………………………..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق