التشريح
بقلم / راضي جودة
الاطلاع على الجديد في الأساليب والتقنيات والأدوات والخامات في عالم الفن بكل ما هو متاح هي حاجة من أهم حاجات وعناية الممارس للفن التشكيلي أو الدارس له بالدرجة الأولى ولمحبي الفنون والمتابعين بدرجة المعرفة والتحصيل الثقافي ، ولعل دراسة التشريح الفني للأجسام المتحركة والثابتة من أهم الدراسات التي لها التأثير الأكبر في التعبير الفني ، كما تسهم بالدور الأهم والأكبر عند التصورات التي تصنع بناء الصورة البشرية
من هنا نتصور أنه من الواجب التذكير بأهمية دراسة التشريح لأن العين اللاقطة للرسم تتبع خطاً أو سطحاً مستوياً أو كتلة ، قد يتحول أثناء تنفيذ الرسم لخط متحرك أو سطح مستوي وربما كتلة متحركة
إن الخط في البناء الفعلي يجب أن يأتي في الصدارة ، ولكن كبناء عقلي نتصوره لما هو عليه من شكل فيزيقي أو شكل متحرك ، لذلك فإن مفهوم الكتلة يجب أن يأتي أولاً ، يليه السطح المستوي ، وانتهاء بالخط .
ونلاحظ في بعض المعارض التشكيلية لوحات أو مجسمات لم يعتني الفنان بتطبيق قواعد التشريح وأصول البناء للصورة معتمدا ربما على بعض الفروق التي بين أجسام الناس أوالكائنات ولكنه بشكل أو بآخر قد تجاوز الخطوط الرئيسية في الهيكل العظمي مما يجعل العمل يقترب كثيرا من الكاريكاتير الذي يعتمد تضخيم بعض المشاهد أو تقليص بعضها ، ومن هنا نتصور أن الكتلة النهائية أو الشكل العام للعمل قد تعرض لكثير من التشوهات .
من المهم جداً عند التفكير في الكتل وحدودها خلال الخطوط نرى أن الكتل التي تتقارب في أحجامها أو نسبها لا تعد كتلاً . ولكن هي في مجموعها كتلة واحدة ، المثال في صورة قريبة هي الأحجار التي تكونت منها وحدات بناء الهرم كتل كبيرة تنتهي إلى تكوين الكتلة الأشمل وهي الهرم ذاته الذي يبدو كتلة واحدة أعظم ، كذلك الرأس والذراع والجذع كلها مجموعة من الكتل تكون كتلة أعظم هي جسم الإنسان والتي تختلف نسبها مع الوضع في الإعتبار حركتها تعد متوترة في بعضها البعض أو متشابكة ، أن المفهوم المؤثر هو المتعلق بوحدة الكتلة .
يختلف كثيرا عندما يتحول الساكن إلى متحرك والخلاصة وراء كل هذا هو العناية التي يجب أن نضعها في الاعتبار لدراسة التشريح طالما أن مشروعنا العام هو الشكل والتشكيل .
والله من وراء القصد
نشرت المقالة بمجلة الأربعاء عن صحيفة المدينة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق