الاثنين، 8 أغسطس 2011

حوار مع الفنان العماني سيف العامري





الفنان التشكيلي العماني سيف العامري لـــــ أيادي

 الحركة التشكيلية العربية قفزت قفزة كبيرة

عناوين جانبية

نحن كفنانين عرب تنقصنا أشياء كثيرة منها عدم التواصل
الخطاب التشكيلي دخل إلى مراحل التعليم المختلفة في عمان
مطالبين بتسجيل وتوثيق تلك الموروثات وهي مسؤولية تقع على عاتق الفنان

حوار/ راضي جودة


حول هموم التشكيل نريد معرفة  رأيك عن أبرز العوائق التي مازالت تقف أمام تحرك التشكيلي العربي ؟


الهم التشكيلي العربي هم مشترك فنحن تنقصنا أشياء كثيرة منها عدم التواصل واللقاءات التي تسهم في التعريف وتقديم كل منا للآخر وهذا شيء ليس بالقليل لكن الحمد لله فإننا نشهد في الفترة الأخيرة توجهات الجهات القائمة والرسمية على نشر هذا القطاع المهم في بلدانهم والخروج أيضاً من نطاق المحلية والاقليمية إلى العالمية فأصبحت هناك دعوات توجه إلى الجهات المعنية للبيناليات كبينالي القاهرة والشارقة والمهرجان الدولي ومدينة المحرس بتونس والمعرض الدولي والدوري لفناني وخطاطي دول مجلس التعاون ويحمل اسم الملتقى الثقافي لدول مجلس التعاون  ، والمشاهد للوضع الراهن للحركة التشكيلية في الفترة الأخيرة شيء يبشر بالخير كما أن هناك أختلاف الوعي بأهمية هذا القطاع الهام وهو قطاع الفنون التشكيلية ، وفي عمان أصبح يخاطب حتى في المدارس بأسماء الفنانين العمانيين في الكتب بمراحل التعليم المختلفة وبذلك في ظني أن الحركة التشكيلية العربية قفزت قفزة كبيرة

 وما هي أبرز مشاركاتك التشكيلية محليا وخارجيا؟

اتجهت للمجال التشكيلي والمشاركة في الفعاليات منذ الثمانينات ولكن منذ العام ١٩٩٤م أخذني مجال الحفر بالوسائط والأدوات التقليدية سواء خامة اللينو أو الخشب والزنك في تواصل معرفي وعملي ومشاركات كانت السبب في بروز اسم سيف العمري والملاحظ أن غالبية أعمالي باللونين الأبيض والأسود وقد شاركت في أغلب المعارض داخل عمان وخارجها ومثلت بلدي في أكثر من محفل دولي وتحصلت على كثير من الدروع والشهادات والتقديرات وكتب العديد من النقاد والمتخصصين عن تجربتي بالتركيز على فن الحفر في الخليج العربي فرغم أنه مجال غني وله خصوصية متفردة عن باقي المجالات إلا أنه قليلون ممن يعتمدون هذا المجال  داخل الحركة التشكيلية الخليجية

لابد أن هناك نقطة مضيئة أدت لتطور مفهوم الحفر فلمن يعود فضل غرس تلك المعرفة في عقل سيف العامري ؟

في أحد الدورات كانت المحاضرة الاساسية للدكتورة فوزية الهوشيري من الجمهورية التونسية التي وجهت للنظر إلى الخامات والوسائط والادوات التي تعتمد مجالات الحفر فيعود الفضل بعد فضل الله لهذة الاستاذة كما أن هناك من الفنانين والاساتذة ممن تأثرت بهم مثل الدكتورة مريم عبد العليم والدكتور أحمد نوار والفنان مصطفى الحلاج ومن السودان راشد دياب واحمد شبرين ومن البحرين جمال عبد الرحيم وعباس يوسف وجبار الغضبان هؤلاء هم من كونوا الاسس الأولى وترسيخها وحب المجال خلال الإطلاع على تجاربهم لينطلق منها الفنان سيف العامري

نرى في بعض أعمالك الترميز بإعادة تشكيل الموروث فكيف يتحقق للفنان التشكيل والإبداع خلال نقل التراث ؟

لقد بدأت التشكيل بالأبنية القديمة والأزقة والأبواب والوحدات والمفردات الموجودة  من حولنا ونظن ان الفنانين على مستوى الوطن العربي مطالبين بتسجيل وتوثيق تلك الموروثات وهي مسؤولية تقع على عاتق الفنان ليقوم بتوظيفها في أعماله وإعادة صياغتها لأن الفنان هنا يقوم بأعادة توظيف التراث لا تغييره وانما أظهار جمالياتة الشكلية ومفرداتة الرمزية والبحث في المكون الحضاري للمجتمع، كما أن التراث هو الهوية التي يحملها الفنان داخل عملة وخارجه

وما هي الوسائل التي عملت على تقديمها للطفل الموهوب والفنان الواعد ؟ وما رأيك في مسألة التبني الفني ؟

في البداية لقد عملنا بشكل جماعي من خلال ورش العمل بالمشاهدة المباشرة ، وأيضا بالاحتكاك بالادوات وعندما نبدأ عمل نترك  لهم بعض الأجزاء لاستكمالها تحت اشرافي مما يدعوا إلى الاستبشار بمستقبل تلك الفئة وهو الجيل القادم بإذن االله

حدثنا عن تاريخ الحركة التشكيلية بسلطنة عمان

 بدأت الحركة التشكيلية العمانية عام ١٩٨٢م عند أفتتاح مرسم الشباب ، ولكن قبل هذا التاريخ كانت هناك جهود فردية من قبل الفنانين ، ولكن مع الإنطلاقة توالت المشاركات حتي عام ١٩٩٣م ببدأ اشهار الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، والتي جمعت شمل الجيل من هواة ومحترفين ، وبدأت المشاركات المحلية بشكل أوسع ، وكذلك المشاركات الأقليمية والدولية ، والحمد لله من تلك الفترة ونحن في أفضل حال

ودور الفنانة العمانية في هذا الحراك الثقافي الكبير

نحن لدينا فنانات تشكيليات رائدات ، منهن رابحة محمود وذكية البروانية ، ومجموعة كبيرة أخرى ، والمرأة وقفت جانبا إلى جانب مع الرجل في جميع المجالات ، ومنها الفنون التشكيلية سواء في الورش أو المعارض داخل عمان أو خارجها

من هو سيف العامري ؟

أنا فنان عماني زهتم بالحفر  وكان أبني سليمان وعندما كان عمره ست سنوات فاز بالجائزة البرنزية على مستوى دول مجلس التعاون وحتى الآن لم يشارك بأي فعاليات ، وأنا متفرغ للفن وأعمل أعمال حرة ، وأعتقد أنه يجب على الفنان أن يتفرغ للفن ، مقتنيات أعمالي في أماكن متعددة خاصة وحكومية وأفراد ، حصلت على أول شهادة تقدير عام ١٩٧٩ م وهي بمناسبة اليوم العالمي للطفولة بالجائزة الأولى في مجال الرسم ومنها بدأت أشق طريقي في هذا المجال

إذا ما هو تقييمك للمشاركة بالملتقى العربي الذي عقد بمرسم الفنان سعد العبيد ؟

ما هناك شك أن مثل هذه الملتقيات مهمة للفنان التشكيلي وخاصة الفنانين العرب بما يعود بالنفع علي التشكيل العربي ويخدم مصلحته حتى نصل إلى مستوى أفضل نباهي به الفن العالمي كما أنها تضيف للفنان الفائدة المرجوة لمختلف الأقطار والتجمع في حد ذاته قيمة وثراء يضاف إلى رصيد الفنان وللحركة التشكيلية وارجوا أن تتكرر ويهمني بشكل شخصي المشاركة كما ان الفنان سعد العبيد تربطني به صداقة قوية منذ لقائي به في تونس وجمعتنا اللقاءات والحوارات


    نشرت بمجلة أيادي

الجمعة، 5 أغسطس 2011

التعددية في وسائل التعبير ووسائط الفنون


قراءة في أعمال الفنان عبد الرحمن العجلان
التعددية في وسائل التعبير ووسائط الفنون
بقلم / راضي جودة
الفنان عبد الرحمن العجلان واحد من أهم الفنانين الذين قدموا انفسهم على الساحة التشكيلية من باب المشاركة والتفاعل مع المجتمع التشكيلي على الرغم من اختلاف طبيعة العمل والدراسة إلا أنه قد تابع بشكل دقيق كل ماهو يدخل في صميم الفن من ثقافة وتدريب وخامات بل لعله قد تجاوز بعض الدارسين بالتجريب خلال خامات مثل برادة الحديد والعظم والكولاج وخامات متعددة وقدم أعمالا قيمة خلال جماعة ألوان كذلك على مستوى المسابقات والمشاركات الوطنية والإجتماعية ، واليوم ونحن نعرض لتجربة الفنان العجلان لابد من التنويه على أنه هناك تباين بين الخطاب الوعظي الاسترشادي لدى الفنان المصور عبد الرحمن العجلان يختلف تماما عن روح التهكم والسخرية التي نراها في منحوتاته ، والفنان الذي يجمع كل تلك الخصائص من خط ونحت ورسم وكتابة هو فنان استشكالي بالمعنى البحثي وراء الفرادة في التباين والتميز لكل شخصية على حدى أوتغليب واحدة عن الأخرى .
ولعل أهم ما يميز الفنان عبد الرحمن في تعاطيه مع الفن أنه جاء من باب الهواية والإنسجام والمتعة .. كما أنه فنان ــ  بيتوتي ــ  فمنزله هو المكان الذي يمارس فيه تلك الأعمال حيث يتيح له فرصة الراحة والقدرة على العمل في هدوء ورويه وتأمل ، ومسألة التأمل بالنسبة للفنان العجلان هي دعوة نابعة من معتقد إيماني بما أكد عليه القرآن الكريم بقوله تعالى : { أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ... } لكن طبيعة عمله ــ كرجل أمن ــ  تتحكم في مواعيده وارتباطاته مما قد ينعكس بالتالي على الساعات التي يخصصها لفنه .
ومن أهم خصائص اللوحة لدى الفنان العجلان وجود المآذن والأهلة بمعنى أن العمارة في شكلها البنائي والمعماري لا تختلف كثيرا عن المكون الشكلي في النحت الخاص به ولكن في اللوحات تتميز الألوان بخفوت الصوت وكأن الصورة الدائمة التي تستفز حواس الفنان هي هدوء الليل وساعات الفجر الأولى كما أن تلك اللحظات كفيلة بتواري بعض الألوان وتداخلها في تمازج يحدد في بساطة ما نوهنا عنه ولكن تتجلى لمعة الهلال سواء فوق مأذنة أو يطل علينا في فضاء اللوحة ليبوح باسرار الليل لعل تلك هي اللوحات الأكثر شيوعا لدى العجلان ولكن بعض اللوحات تحمل رسائل مباشرة لا تحتمل التأجيل ويضعها أمام المتلقي بنفس المستوى ولكن يمنح الفرصة للتأويل كل حسب ثقافته ووعيه بنا يشاهد فهناك لوحة من الأعمال الأخيرة وضع لها بعض الأسلاك الشائكة ، ومن هنا كان الخطاب مباشر ومحدد ولكن في فضاءات ودلالات كثيرة من تلك الدلالات ما يحدث لأهلنا في غزة والضفة أو ما يحدث من وسائل منع للخطاب الإبداعي فوجود السلك الشائك هو وجود التحذير بشكل محدد وعالمي في الخطاب أنه ( ممنوع الأقتراب والتصوير ) والممنوعات كثيرة ولعل اللوحة كانت بقدر كبير من الوعي بالفكرة حتى أننا نستطيع أن نقول بإطمئنان أنها تسجيل حالة من الهم قد أوصلت الفنان لفكرة العمل ، كما يوجد عمل سابق انتجه بخامات متعددة يحمل قصاصات ورق جرائد تحمل أخبار للمآسي والحروب والحوادث كلها وضعت بجوار خطاب أو ظرف خطاب موجه لمن يعنيه الأمر .
لذلك أرى أن هذا الفنان بتلك المعاناة كان من الممكن أن يصبح مشروع فنان كاريكاتير ( الفن المشاغب ) من الدرجة الأولى ومنها لابد أن أدخل للمجسمات والمنحوتات عندما نراه يضخم اليد في احتضان الوجه أو عندما تنفصل الأنف ولا نراها إلا من زوايا محدد وكذلك بعض الزوايا الهندسية التي تخرج عن حدود التوازن لتبعث الدهشة لدى المتلقي ولا ننسى أيضا وجود العظام التي هي آخر ما يتبقى من الكائنات بعد فنائها تلك العظام يضعها كوسيلة تعبيرية يمكن أن تهضم من خلالها الفكرة وربما تضعك في مكان الدهشة فقط .. تلك الأمور مجتمعة تجعلنا نبحث وراء هذا الفنان المتأمل والراصد والذي يجمع بين روحانية المتأمل ورومانسية الشاعر وبين الكوميدي الساخر في ميلودراما تشخص لحاله المبدع الذي يعاني في كل الظروف ولا يملك سوى أدوات التعبير التي قد تقتصر في بعض أو كثير من الأحيان على القلم والريشة والألوان

نشرت بمجلة الأربعاء عن جريدة المدينة

نبذة عن الفن التشكيلي الجزائري


نبذة عن الفن التشكيلي الجزائري من الرواد إلى فناني العصر الحديث   بقلم / راضي جودة     إذا اعتبرنا الفن التشكيلي صنف من صنوف الأدب مادتة الألوان والأصباغ والفرشاة فإن لوحات الفنانين الجزائرين صاغت مئات الصفحات التشكيلية التي برعوا فيها من واقع الحياة اليومية وتاريخ الشعب وانتمائه واحلامه تلك الصفحات الخالدة التي انتزعت إعجاب خبراء الفن الغربيين ، فقد صاغ هذا الأدب اسماء تشكيلية جزائرية لامعة منها الرواد محمد راسم ومحمد تمام ، ومصطفى بن دباغ وفناني عصرنا الحديث موسى بوردين ورشيد علاق ونور الدين شقران ورشيد جمعي ولزهر حكار وزهرة سلال وصفيه زوليد  ومحمد ولحاسي ، وقد تحولت أيديهم إلى عدسات كاميرات راحت تسجل كل ماتراه العين من حياة يومية كما فنون كتابة الآيات البينات والاهتمام بابراز قيمة الخط العربي والزخارف الاسلامية المتشابكة  
  محمد راسم ولد الفنان محمد راسم في العاصمة الجزائرية عام ١٨٩٦ م وهو ينحدر من اسرة عريقة في دروب الفن التشكيلي سعت إلى توثيق التراث وابراز دوره الهام في الحياة الجزائرية التقليدية والانتماء الإسلامي ، وهو رائد من أهم رواد الفن التشكيلي الجزائري ويعد من ابرز الفنانين في التصوير ، كما برع في المدرسـة التقليدية حيث اهتم برسم المناظر الطبيعية والأحياء  في مدينة كما برزت قدراته الإبداعية أثناء عمله أستاذا في المدرسة الوطنية فنون النمنمة والزخرفة، وبلغ صيته أقـاصي أوروبا  
   محمد تمام الفنان التشكيلي محمد تمام فنان فذ متعدد المواهب ، ذائع الصيت مارس الفن بمختلف منـاحيه وضروبه، احترف الفن التصويـر وبالزخرفة العربية الإسلامية وفن المنمنمات وتأثر أيما تأثـربالزيت وكان يجيد بـالفن الموسيقي الأندلسي، واهتم بتاريخيه، والكتابة عن رواده، وكان يعزف على العود والقيثار كما استقى الكثير من الخبرة الزخرفية والمنمنمات الإسلامية" الألوان خلال فترة انتسابه إلى "مدرسة الفنون التي اسسها عمر راسم مشعل إحياء التراث الجزائري الإسلامي  وكـانت تحمل شخصيته بين اتجاهين الاستعمارية الكامنة في حركة الاستشراق. وكان محمد تمام يجمع في الوقت نفسه متناقضين فهو شديد التمسك بالتراث العربي الاسلامي مع الانفتاح والاطلاع على إبداعات الحضارة الغربية ،  تشهد اعماله الانطباعية مناظر طبيعية ومواضيع اجتماعية التي صورها بالزيت من خـلال أعمالـه حيث رسم زخـارف فـائقـة الجـمال لصفحـات القـرآن الكـريم فن الزخرفة الإسلامية على الكثير من اهتماماته، بالإضـافة لمواضيع أخرى ذات طابع ديني وتراثي  
  مصطفى بن دباغ يعـد مصطفى بن دباغ أحـد رواد الفن التشكيلي الجزائري ينتمي لعائلة في حي القصبة عرف عنها  العـديـد من الشخصيات الوطنية والفنية، وجده لأمه عالما في الفلك والرياضيات ، وكان أبوه مساحا، حيث تتلمذ على الفنان التركي دلاشي عبدالرحمن ودرس  ابن دباغ في فنون الزخرفة منذ صغـره، و برع في فن  الزخرفة الجميلـة على الأستـاذين "سـوبيرو" و"لانغلـوا" المتخصصين في فن صناعة الخزف في مدرسة الفنون الإسلامية وقرأ حولها العديد من الدراسات المنشورة الفارسية.  وتلازم ظهور نبوغه في وقت وجود الفنانين المستشرقين من أمثال "ميجون" و "بـايو" و"ريكـار" و للمؤرخين لحملات السلطات الاستعمارية وميله للدفاع عن أصالـة الشعب الجزائري العربي المسلم والتصـدي لحملات التشكيك إلى جـانب العمل الفني،  وبـرزت أعمال ابن دباغ الزخرفية ونالت من النجاح أكثر مما كان ينتظر ، ففضلت السلطـات الفرنسية  الاستفادة من خبراته وعينته أستاذا في مدرسة الفنون الجميلة، وفي آخر هذا العرض الموجز،لفن جزائري يرتقي إلى هذه المرتبة الممتازة..  ولا بد أن نشير، في هذا المقام إلى أن رواد الحركـة التشكيلية الجزائريـة بأعمالهم المتميـزة يحتاجون الى الكثـير من البحث للتعريف لذكر سيرهم وأعمالهم الفنية ومن فناني العصر الحديث نتعرف على   
  موسى بوردين لوحات الفنان موسى بوردين التي تتميز بالكثير من الحساسية والتي تصور الطابع المعاش لحياة المرأة ومحيطها في الحياة اليومية من أعراس وزيارات واحاديث جانبية في الجلسات النسائية الراصد للحياة الإجتماعية بشكل جيد ولكن كان موضوع المرأة هو شغله الشاغل للكثير الذي يجده في حياتها اليومية  
   رشيد علاق يهتم الفنان رشيد علاق خلال أعماله بابراز ثراء التراث والتقاليد والعادات خاصة مراسم تناول الشاي والتفاصيل من خلال تلك الأدوات وكأني به يعلن عن توجسه بانتهاء تلك العادات في يوم ما والاندماج في دائرة العولمة ومن هنا كان شغوفا لتسجيل تلك المظاهر اليومية وتوثيقها  
  نور الدين شقران الفنان نور الدين شقران شاهدنا مجموعة من أعماله بالرياض ضمن المعرض الفني الذي أقيم بمناسبة الأسبوع الثقافي الجزائري بالرياض وتتميز ريشته بأنها باحثة دؤوبة عن التراث والزخرفة التي تزين بها الزرابي. والتي تحمل العديد من الرموز بداية من الكف إلى العين والثعبار وربما رموز اسلامية أو حتى وثنية تحكي خلال اسطورة الخير والشر بين بني البشر   لزهار حكار
 أما الفنان التشكيلي لزهر حكار فقد قدم أعمالا حديثة مستلهمة من الثقافة بعلامات و رموز وبحضور المرأة "حارسة الذاكرة وهي العنصر الأهم في اعماله ويعتبر هذا الفنان أن هذه الأعمال بإمكانها أن تمثل أفضل ما جادت به قريحته بالتالي تميز مرحلة حاسمة لبحث دام عدة سنوات فترة ساهمت في بروز مواهب خلاقة 
 شخصية زهرة سلال قدمت الفنانة التشكيلية زهرة سلال التي أبدعت بإستعمالها خامات متعددة ومن جانبها تقدم مجموعتها الرائعة التي ميزت مسيرتها الفنية مجموعة من اللوحات ذات مواضيع مختلفة لاسيما القصص كل على حدة و وشبابها طفولتها و مدن الجنوب مع تخليدها لذكرى الفنان إسياخم و عائشة وقصائد الشاعرمحند أومحند 
  رشيد جمعي يعمل الفنان رشيد جمعي على التركيب الرمزي لمحاكاة الطبيعة في بناء اختزالي للشفافية والانعكاس الضوئي من خلال الزجاج المضيء والمنشور وهو يمزج بين فني التصوير الواقعي والتجريد لمناظر واقعية .. ويؤطر  لوحاته بإحاطتها بلون خارجي قد يكون من صميم العمل عموما وقد يحاول هنا تحديد مجال رؤية المتابع للعمل و ألا يرهق المشاهد بكثرة التفاصيل كما أن الفنان رشيد الجمعي يجسد الثقافة الشعبية بإختزالات لبعض الرموز الشعبية كالعين والكف والحية وكذلك بعض الشخوص مثل المنشدين وفرق الأفراح والاهتمام بتفاصيل الأزياء التقليدية للرجال والنساء وكما هو معروف فإن للفنان جمعي بعض الأعمال النحتية بالبرنز   
  صفية زوايد البناء المعماري للوحة عند الفنانة زوايد تغوص في التفاصيل وتعمل على مشروعها في توثيق بعض الموروثات حيث تنقل لنا داخل اللوحة التفاصيل الدقيقة في الثياب كما نراه في الاسواق الشعبية والتجمع النسائي وزي الحايك للمرأة الجزائرية فالفنانة لا تغفل تفاصيل الأبواب والسلالم والوان الطلاء في العمارة القديمة والحديثة وعمارة القصبة التي يخشى اندثارها يوما ومعظم ألوانها تميل للبرودة تواصل على مطاردة الحلم ومقارعة الذكريات  
  زليخة رديزة في أعمالها التفاصيل الزخرفية المتعددة في فن السيراميك وهي الدارسة والموهوبة لهذا الفن  وفي تشكيلاتها الإنسانية لا تغفل الموروث الشعبي لمناطق البادية وقد شاهدنا هنا بالرياض بعض أعمال الفنانة التي تعتمد في تشكيلها خامة الطين التي درسته دراسة واعية واتقنته كما ان لها كثير من الأعمال الخطية التي تعتمد التصميم وهي أيضاً تميل للبحث وراء التراث الجزائري 
    محمد ديميس تتكون شخوص الفنان الجزائري محمد ديميس من مجموعات تتوحد في الشكل والحركة ويغلب عليها في كثير من الأحيان الانتظار والوقوف في مجموعات تنتظر قرار ما أو طوابير الخروج وكأنها الحالة السائدة في مناطق متعددة من الشارع العربي وكأنه يريد التعبير على أن الجميع في ذات القارب أو هم كذلك في الهم والفرح فالكل داخل المجموع وحتى في لوحاته التي تفردت فيها الشخصية تجد الخيالات والظلال داخل اللوحة تعمل على تأكيد فكرة المجموع فهو مشروع جمعي داخل النص البصري
    بلوط يايا فنان الألوان المائية برقة احساسه العالي ويلاحظ على اعمال الفنان يايا استخدامة للون في ضرباته الأولى دون معاودة الخلط والإضافة بحيث تستشعر مع أعماله أنه يكتفي باللون الأول وبالفرشاة إلى درجة أنه يعتني بنظافتها أي أن اللوحة في أعماله نقية براقة ذات خصوصية في الخبرة اللونية كما تنوع الموضوعات   
  محمد صالح هيون يلتقي الفنان هيون مع الفنان  شقران في تبني المفردة الشعبية في تشكيلاته الفنية الرائعة حيث الزخارف الاسلامية والاقليمية التي تغطي الأبواب والجدران وملابس النساء وكذلك الاسطورة الشعبية داخل الحكاية الجزائرية  
   العربي ارزقي التجريد ضمن مشروع الفنان ارزقي يطوف حول الحداثة في الفن والبحث عن بيئة تعي الخطاب البصري دون الحاجة إلى الموضوعات المباشرة وانما اعطاء المتلقي مساحة من البحث حول ماهية اللغة البصرية   
      شلبي توفيق الفنان الحروفي شلبي توفيق يلتقي في تفاصيل أعماله باللون والشكل والتصميم مع كثير من فناني الحروفية المغاربية وهي الخطوط الممتدة ذات الأطراف الخنجرية المسحوبة والمسلوبة الطرف وكذلك حرف العين الذي يعود أصله للحرف الكوفي ولكن بتصرف محسوب لهم في تطوير حرف له خصوصية في مناطق المغرب العربي وكما هي عنايته بالخط كذلك تنضح اعماله بالزخارف وكأنك تشاهد قطعة نسيج تراثية من سجاد وبسط مع خصوصية اللون الذي يغلب عليه اللون الأحمر ومشتقاته    
 سعدون يسمينه في اعمال الفنانة سعدون يسمينة فلسفة الواقع بواقعية المشاهد الدامية التي نشرتها عقول مغلقة تلعب تارة على دور المرأة وحضورها بالمجتمع والمحصور في الانجاب والاعمال المنزلية وكذلك الوجوه التي اختفت معالمها 

التشكيل وفن السينما





التشكيل وفن السينما
بقلم : راضي جودة

حول السينما والفن التشكيلي سيكون حديثنا اليوم عن الأعمال  التي تأثر بها الفنانون سواء السينمائيين منهم أو التشكيليين وتلك اللحظات الإبداعية التي عملت على الوجود التشكيلي داخل الصورة السينمائية ، ولعل من الأمور التي ندركها في السينما العربية وجود الخلفية الثقافية والتجربة العلمية اللونية لجملة من الفنانين منهم كمال الشناوي ومعالي زايد ويوسف فرنسيس وصلاح جاهين والأخير مثل في فيلم مثل اللص والكلاب وكتب أغاني فيلم عودة الأبن الضال وانتج فيلم أميرة حبي أنا وكان شبه متبني للموهبة الفذة التي ظهرت عند الفنان أحمد زكي ، والفنان صلاح جاهين صاحب الليلة الكبيرة فنان قدم العديد من صور الفنون الموازية للتشكيل وقام البعض بعمل رسومات ولوحات موازية لرباعياتة المشهورة التي كانت تنتهي بالكلمة المعروفة ( عجبي ) رسمها آدم حنين ، وفنان آخر لا يحضر في ذاكرتي الآن ، أما يوسف فرنسيس فقد أخرج فيلما وثائقيا ولعل الفنان الممثل كمال الشناوي قد كانت له تجربة أخراجية كما جسد دور الفنان التشكيلي في أكثر من فيلم
أما السينما العالمية فكان من المدهش حقاً كتابة سيناريو وأخراج فيلمين للتشكيلي الكبير سلفادور دالي مع صديقه المخرج والسينمائي لويس بونويل والفيلمين هما كلب اندلسي ، وعصر الذه.
وأما رسام الكاريكاتير الإيطالي فلييني هو من أشهر المخرجين السينمائيين وأحد مؤسسي الواقعية في السينما الإيطالية ثم تركها وأسس للفلينية
وكيم كي دوك من كوريا الجنوبية تميزت جميع أعماله بأنها لوحات تشكيلية متواصلة ، وهناك المخرج الأمريكي والتشكيلي السريالي ديفيد لينش الذي درس الإخراج في فيلدلفيا ومن أفلامه (الرجل الفيل )   الذي انتزع به جائزة كان .. وزميل له في الفن التشكيلي هو الفنان الأمريكي سكوت هيكس الذي تحول للإخراج ومن أفلامه عندما يتساقط الثلج على شجرة الأرز ، كما الأمريكي ستان براكهيج الذي تأثر بالتعبيرية التجريدية وقال أريد أن أسمع اللون
وهناك انطونيوني الرسام الهاو الذي قال أنا سينمائي يرسم ومن أشهر أفلامه بلو أب
كما أن الفرنسي موريس بيلا كان رساماً أقم عدة معارض وبعدها اتجه للتمثيل ثم الإخراج وقام بعمل فيلم عن فان جوخ
وأيضا البريطاني بيتر جرين واي الذي يرى أن السينما كانت وسيلته الأفضل لصياغة أفكاره 
أما الروسي أندي تاركوفيسكي فهو أكثر من استخدم اللوحات وقام بتطوير افكاره داخل المشاهد في أعماله رغم أنه صاحب الرأي المعروف عنه أن السينما فن منفصل بذاته ومع ذلك كان يقتبس من الالحان والاشعار واللوحات في معظم أعماله
أخيرا يمكننا القول ان أكثر اللوحات اقتباساً كانت العشاء الأخير في فيلم شفرة دافنشي كما الفيلم العربي الجنة الآن لهاني أبو أسعد عندما جلست المجموعة حول مائدة العشاء قبل ذهاب الشابين إلى ساحة الموت
تلك كانت ومضات سريعة لدور التشكيل في صناعة السينما وفن الصورة المتحركة في العالم


نشرت بمجلة الأربعاء عن جريدة المدينة

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

قراءة في أعمال الفنان عبد الله المرزوق





قراءة في أعمال الفنان عبد الله المرزوق
قوس قزح الصحراء
المعرض المقام بصالة الأمير فيصل بن فهد للفنون
في الفترة من ٢٤رجب ١٤٣١ إلى ٤ شعبان ١٤٣١هـ
بقلم / راضي جودة



للتعريف بالفنان عبد الله بن عبد المحسن المرزوق نجد سيرة طويلة للدراسة والعمل والمشاركات وذلك في الكتاب المصاحب للمعرض ولكن نرى أن النص المكتوب عن الفنان قد ركز على انحياز الفنان للمكان في مشروعه السابق حيث رسم الأبواب والنوافذ وقد دفعني ذلك للبحث في أعمال الفنان القديمة ووجدت ميله الشديد للتجريد و اعتماد التلخيص الهندسي للأعمال السابقة فالنافذة لديه لا تطل على شيء ولا تنظر للداخل وإنما هي نافذة من خلال حضور هندسي تشبه إلى حد كبير ماكيت الديكور ولكن تحمل معالجة لونية للبحث وراء النور والظل مما يؤكد على فهم الفنان لحضور المشهد بما يحمل من دلالات كما اعتمد الفنان أسلوب التلخيص وإظهار المحتوى العام دون الدخول في التفاصيل وذلك هو التجريد الذي قصدناه .. والذي ظهر جليا في مجموعة ( البيت العربي ) التي جاءت بعد عودته من الدراسة بأمريكا وبعد مجموعة مشاركات فنية ومعارض امتدت لــ ٢٠ عام .. جاءت تلك الأعمال تلخيصاً وانحيازاً للتجريد والبعد عن التشخيص مستخدما الألوان المائية ، ونتحدث اليوم عن معرض يحتوي على أكثر من ثمانين عملا تشكيليا يسجل لتجربته التي امتدت لـــ ١٤ عاماً لمشروع ( قوس قزح الصحراء ) وهو ترميز للزمان والمكان في موضوع المعرض أو موضوع المشروع الفني الذي أخذ من عمره تلك السنوات ، والزمان المقصود هنا يبدأ مع العام ١٩٩٧ ميلادية ، والمكان بطبيعة الحال هو منطقة الخليج 

لماذا قوس قزح الصحراء ؟
هل تكفي الإجابة بأن ظهور قوس قزح مرتبط بهطول الأمطار رغم أنه يتمثل في عدة أوجه ويتم الترميز به في العديد من المهرجانات والاحتفالات فقد اعتمدت ألوان الطيف في صورة راية للسلام يتظاهر بها المتظاهرون وتأثر بها العديد من مصممي الإعلانات   لجملة من المنتجات لعل أشهرها منتجات البويات والألوان والأقمشة بل إن كلمة قزح نفسها اختلف عليها الناس حتى قالوا إنها ترمز للشيطان 



هل نحن أمام عمل يمكن وصفه حتى يمكننا تلمس محتواه ؟ إنها مهمة شاقة لأن كل فنان منا يميل للعمل الذي يراه قريباً من أسلوبه ومن ثقافته وفهمه فقد يقول قائل إنه أمام مشروع إبداعي صادم وقوي يبرهن على عمق الفكرة وسلامة الطرح ، وقد يقول آخر إنه أمام بعض المساحات الخالية من أي معنى اللهم إلا بعض الأسلاك والترانزسستورات والكرتون ولا أجد سوى العبث فأين النور والظل والأشكال التي درسناها .. ومن هنا تظهر جليا فكرة الانحياز لما نحب و عداء ما نجهل  وقبل أن نحاكم الفنان على حساب العمل الفني نؤكد على أن لكل أسلوب أو نمط حديث كان أو كلاسيكي مفردات وأصول ومنهج ، وقبل أن نتلمس مفاتيح القراءة للأعمال نرى أن الفنان عبد الله ينتهج في هذا المعرض مشروع الفكرة الواحدة والمتعددة المشاهد مثل أعمال الفنان الموسى في معرضه الأخير ( الله أكبر ) والذي كان نتاج أربع سنوات وعدد أعمال المعرض تجاوز الــ ١٢٠ عملا ، ومشروع سابق للفنان الحجيلان وإن كان عدد الأعمال أقل في معرضين منفصلين هما ( مد ) و ( أسطورة الريح ) وهناك العديد من التجارب العربية مثل تجربة المصري صلاح طاهر في تجربته الكثيرة العدد بل والقياسية تحت عنوان ( هو ) والكثير من التجارب التي يتبناها الفنان والتي قد يقع تحت سطوتها وقد نرى ذلك جليا في بعض أعمال إبراهيم بوقس وفايز أبو هريس وغيرهم وإن تعددت المعالجات اللونية والشكلية إلا أن ذلك يختصر القراءة الدلالية والنقدية بشكل خاص . للمشروع الذي يحمل نمط التجريد استخدم فيه الفنان أسلوب القص واللصق ( الكولاج ) وحلول المساحات بألوان الأكليرك وعوامل ربط ببعض المكونات لخامات متنوعة والتي سوف نتناول كل منها بتنويه وإيجاز للتعريف على دلالات تلك المضامين دون الكشف الكامل لستر الأعمال التي أرادها الفنان أن تشف ولا تبوح ولكنها تعكس التهويل الكبير لما تم أو الأسباب التي أدت لتضخيم تلك الأشياء مما أدى لظهور قوس قزح الذي يعلن عن هطول المطر ولكن المطر الذي أتى لم يكن أي مطر كان دمار لوث ذهب الصحراء الساكن والذي يتنفس الهدوء .
من هنا وجدت أنه من الممكن تناول الأعمال هنا خلال محورين
المحور الأول هو جملة الرموز والكتابات والأشكال ومنها :
ـ علامة X وتلك العلامة ذات دلالة مباشرة في الحوار البصري وحتى التعبير النصي لأنها تدل على وجود الخطأ .
ـ شكل المربع والمستطيل []  وتلك العلامة تسمح بالتأويل والتعدد في الدلالة فمن الممكن أن تكون صورة أو موقع أو بيت ، نافذة ، حيز ، صفحة في كتاب  ................ إلخ وهي بالتالي دليل إستشكالي .
ـ علامة القوس ( ولكن من الجزء العلوي في اللوحة وقد يظهر هذا القوس بكثافة اللون الأسود ، وفي حالات أخرى يفتت أطرافه وقد يلجأ لوجوده محفورا خلال الكرتون داخل عالمه المنظور ، والقوس هنا هو العلامة الفارقة ، والدلالة الأكبر التي اعتمدها الفنان لمشروعه .
ـ علامة الصليب والدائرة .. هي في غالب الأمر علامة التصويب نحو الهدف يعتمدها العسكريين في أعمالهم الدفاعية أو الحربية ، وفي حالات كثيرة ترمز للتقاطعات في الميادين .
ـ القوس وبعض الخطوط المستقيمة والمثلث وغير ذلك مما قد يضبط ايقاع اللوحة
ـ وأخيرا الكتابة بحروف لاتينية لقوس قزح الصحراء
المحور الثاني هو مجموعة الخامات المستخدمة لإنتاج اللوحات ومنها :
١ ـ الكارتون المضلع
هو عنصر متلازم وأساسي في المشروع للتكوينات والملامس والإحساس بالتموج والتعرج وكذلك ترك قطع منها خام كما هي معتمدا لونها كوسيط داخل مساحة العمل
٢ ـ الورق المطبوع 
من ورق الصحف وأوراق التغليف والتي تساهم بشكل أو آخر في خلق مساحات وتأثيرات شكلية ولونية
٣ ـ الخيش
كان هذا العنصر وسيط جيد للعمل الفني سواء للكتابة أو إمتصاص كثافة اللون وتوزيعها بين المساحات مما يساعد على التوزيع اللوني بشكل يخدم العمل
٤ ـ صور مكررة من المأذنة الملوية ( مأذنة ابن طولون )
المأذنة الملوية جاءت بموافقة وترتيب الفنان لتحديد المكان وهو العراق 
٥ ـ صورة مكررة لتمثال من الحضارة البابلية الأشورية
٦ ـ الترانزسستورات 
وهنا يقدم الفنان هذه الرمزية من خلال تكنولوجيا العصر الذي يرى من خلالها أن تلك التقنيات العالية والجيدة ربما كانت سيف ذو حدين ناحية منها تقوم على خدمة البشرية والناحية الأخرى قد تستخدم نفس التقنيات كسلاح دمار شامل
٧ ـ قصاصات لصور الصحراء
الصور هنا بمثابة الرابط الأهم لقوس قزح الصحراء و تتشابه الصحراء في شمال أفريقيا مع صحراء نيفادا وصحراء الجزيرة العربية خلال الكثبان والتلال 
٨ ـ يوجد أيضاً بعض الأسلاك والمعاجين والغراء إلى آخر تلك الوسائل التي تخدم فكرة الفنان
نخلص من هذا كله أن المعرض يحمل أعمال تجريدية ذات مساحات وإشارات أراد بها الفنان توجيه المتلقي لحجم الكارثة التي طالت تلك المساحة من العالم مع التهويل من مخاطر التكنولوجيا وأن تلك التكنولوجيا هي سلاح ذو حدين بل هي التي حققت الفرصة خلال الأزمة للحديث عن وجود سلاح الدمار الشامل الذي طال الزرع والحرث والموروث ولو سلمنا لتلك المشاهد من أنها من طبائع الأمور وأنها نتائج النزاع في المنطقة فسوف يتحرك قوس قزح لمكان آخر غير الصحراء وسوف يكون هناك أقواس قزح متعددة للمزارع والمصانع والمدن والشواطىء والحضارات وكل المساحات التي يمكن تصورها .. ولو اتخذنا أكثر الوسائل للسلامة من الانتقاد دون الحديث في خصائص العمل والخطاب الموجه وتناولناه من ناحية التشكيل فقط والنزوح إلى التجريب فإنه صوت جديد آخر بألوان ومعالجات أكثر صراحة وأكثر قوة من أعماله السابقة وأنه خاض تجربة التجريد والتجديد وننتظر بعد هذا المعرض الذي استغرق السنوات الـــــ ١٤ بجملة من الاسكتشات واللوحات والتجارب حصد خلالها الجائزة الأولى للفن السعودي المعاصر ١٦ والثالثة في الفن السعودي المعاصر الـ ١٩ ذلك بينالي الكويت ، والمشروع الفني نظن أنه عمل احتلالي يحتل عقل وفكر الفنان ويجعله أسير لحالة قد يستعصي عليه الخروج منها بسهولة إلا إذا وقع تحت تأثير مشروع آخر أكثر قوة و يمكن للفنان بعد ذلك تقديم الجديد
الذي ننتظره بعد تجربتي ( البيت العربي ) و (قوس قزح الصحراء) ولكن يبقى سؤال مهم هل نحن معشر الفنانين ننتج فنا من أجل المتعة الشخصية أم بحث عن الجمال أم تبني لفكرة ولقضية إجتماعية أو سياسية ؟ هل الفن ترف ؟ فالمهم والمدهش أن مشروعا فنيا أمتد لــ ١٤ عام بعدد من الاسكتشات والأعمال كبير كما صرح لي الفنان أن هذا المعرض ربما يحتوي على ثلث الأعمال فقط ، ومع ذلك نسأل هل قوس قزح الصحراء ترك أثراً ؟ هل قدم جديد في التجريب العربي وقدم أضافة ما كل تلك الأسئلة تطرح نفسها لأن الزمن يمضي على البعض منا ولا يدري هل ترك أثر ما ؟ هل قوس قزح الصحراء مشروع فني إجتماعي أم سياسي تضامني .. قوس قزح الصحراء جاء ليشتبك مع معنوياتك وحالات الفقد ان الذي حدث في العراق والكويت والصومال والسودان وفلسطين ولبنان تزرع الغصة في الحلق والمرارة في القلب .. هنا اكتفي  مع جزيل الشكر  والتقدير للجميع وبالله التوفيق .


حصرياً للمدونة