المعرض السعودي المعاصر 20 في ثوبه المعاصر
اختفاء أسماء كبيرة عن المشاركة وحضور قوي للفنانات
فيما غابت أسماء كبيرة عن المشاركة في المعرض السعودي المعاصر للفنون التشكيلية في دورته العشرين، 53 فنان وفنانة من مختلف مناطق المملكة منهم 9 نحاتين شاركوا في هذه التظاهرة الفنية التي تأتي لتواكب كل جديد في عالم الإبداع وترصد آخر التقنيات والأساليب والأنماط، وربما كانت الخطوات الأولى التي بدأها الرواد تنظر الآن لهذا الفعل المتطور والذي أخذ الحيز الكبير من اهتمام المسئولين والمجتمع بصفة عامة، كما تشكل الأعمال المعروضة مدى تطور ووعي الفنان بأدواته والقدرة على تطويرها والحرص على المشاركة والمساهمة في دعم الذائقة البصرية، نلاحظ تواجد كبير وفاعل للفنانات لم يحصدن من الجوائز إلا جائزة الفنانة غادة الحسن وربما تساءل البعض عن السبب وراء اختفاء المشاركة لأسماء طالما كانت واجهة لمثل تلك المعارض التي يعول البعض عليها كواحدة من مقياس مدى تقدم وتطور الخطاب التشكيلي السعودي المعاصر، وقد فاز بالمجموعة الأولى للجوائز الفنان عبد الرحمن خضر الغامدي والفنان فهد خليف، فيما فاز بالمجموعة الثانية الفنان محمد العبلان والفنان عبدالله المرزوق، وعشرة جوائز للمجموعة الثالثة ضمت كل من الفنانين: حسين محسن وحسين المصوف وعبد الرحمن مغربي وسامي البار وفهد النعيمة وغادة علي الحسن ونبيل هاشم نجدي وفهد الجبرين والأخيران عن أعمال نحتية.
ومن خلال القراءات المفتوحة حول المعرض نرى أن الكثير من مشاريع ما بعد الحداثة قد تصدرت الأعمال وتباينت في دلالاتها من حيث الخامة والتشكيل، ولا يعني قبولنا للعمل أو رفضه من ناحية الانطباع أن نحكم عليه ولكن نرى محاولة صديق واصل في الجمع بين تراكيب الحديد والخردة من الشكل المركب في شكل مجسم إلى الشكل المسند والذي يعلق على جدران من خلال وسيط بين الحديد والمسامير واللحام في تثبيت كل ذلك على مساحة من الخشب ترك أثر في خلفية العمل كما أن الفنان فيصل الخديدي يقدم لعمل كان ضمن مشروع سابق له ولكن يؤكده في هذا المعرض من خلال تعدد في الأشكال وتوزيع للعناصر، ومن هنا نرى أيضاً أن هناك تطوير في ألوان الفنان محمد العبلان، من الألوان المتماهية مع تفاصيل متلاشية إلى ألوان صريحة وقوية ومحدد داخل شكل ومنه أيضاً للفنان عبدالرحمن مغربي الذي يبحث في مشهدية الآثار والتراث بل وبعض الكتابات القديمة والحفريات ينقل كل ذلك لنا من خلال رؤية تشكيلية تعب عليها كثيرا، خلال الأعوام الماضية ونرى غادة الحسن تعمل على مشروعها وكذلك حميدة السنان وأمل فلمبان وميمونة المنديلي التي قدمت عملا يحمل دلالات عصرية ربما لو تعمقت كثيرا في هذا التوجه لوجدنا فنانة قادمة بوعي الدلالة للعمل الذي يؤكد ما بعد الحداثة، تشاركها في ذلك شريفة سعود العصيمي التي استعانت بروح الطفولة في لوحتها للتعبير عن لحظة حميمية في الزمن أعلنت عنها خلال توزيع منطقي لحرف "S" ووضحاء الحربي التي قدمت عملاً له ملامس ولكن تماهت فيه التفاصيل عكس هناء بانعمة التي اعتمدت اللون الأسود وقليل من الأحمر ومن خلال خامات متعددة وتقدم ايمان الجبرين عملها الفوتوكولاج، ولكن بين كل الأعمال نرى أعمالاً مميزة أيضاً للفنانة نوال السريحي التي قدمت في بساطة لوحة تجريدية تربط بين الفتاة والمزهرية وهو عمل تناسق فيه اللون والشكل، وأما سارة حمد الوشمي فإن لوحتها كالومضة أو البارقة التي أتت في تجلي اللحظة ولو حاولت أن تعيد بعض التفاصيل لفقدت اللوحة جمالياتها التي أدهشت المتلقي
تلك قراءة سريعة ولكن يبقى المعرض السعودي المعاصر هو الحدث الأهم والمعيار للتطور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق