الجمعة، 31 يوليو 2020

خاطرة وحدوتة شعبية






د . عادل ثروت .. خاطرة وحدوتة شعبية 


أقيم بصالة عهود بالخزامي المعرض الشخصي للفنان الدكتور عادل ثروت بعنوان : خاطرة .. وحدوتة شعبية والفنان هنا يستكمل المشروع الذي يتخلل ما تحمله الذاكرة من صور واحداث  تخاطر العقل على حافة شديدة الخصوصية  نحو الوطن بكل ما يدور حوله على مر العصور فهو هنا في هذا المعرض يكحل العين بالحدوتة الشعبية وجدران المعابد والبيوت القديمة وقصص الذين رحلوا وقصص العبر وحكمة القول الفصل داخل الحبكة الشعبية خلال الموال والقصة والقصيدة والخاطرة كل هؤلاء البسهم ثوب الجمال وكأنه يستدعي الكلمات التي تختصر كل المقالات » مصر التي في خاطري وفي دمي ، أحبها من كل روحي ودمي« 


المعرض السعودي المعاصر 20






المعرض السعودي المعاصر 20 في ثوبه المعاصر

اختفاء أسماء كبيرة عن المشاركة وحضور قوي للفنانات

 

فيما غابت أسماء كبيرة عن المشاركة في المعرض السعودي المعاصر للفنون التشكيلية في دورته العشرين، 53 فنان وفنانة من مختلف مناطق المملكة منهم 9 نحاتين شاركوا في هذه التظاهرة الفنية التي تأتي لتواكب كل جديد في عالم الإبداع وترصد آخر التقنيات والأساليب والأنماط، وربما كانت الخطوات الأولى التي بدأها الرواد تنظر الآن لهذا الفعل المتطور والذي أخذ الحيز الكبير من اهتمام المسئولين والمجتمع بصفة عامة، كما تشكل الأعمال المعروضة مدى تطور ووعي الفنان بأدواته والقدرة على تطويرها والحرص على المشاركة والمساهمة في دعم الذائقة البصرية، نلاحظ تواجد كبير وفاعل للفنانات لم يحصدن من الجوائز إلا جائزة الفنانة غادة الحسن وربما تساءل البعض عن السبب وراء اختفاء المشاركة لأسماء طالما كانت واجهة لمثل تلك المعارض التي يعول البعض عليها كواحدة من مقياس مدى تقدم وتطور الخطاب التشكيلي السعودي المعاصر، وقد فاز بالمجموعة الأولى للجوائز الفنان عبد الرحمن خضر الغامدي والفنان فهد خليف، فيما فاز بالمجموعة الثانية الفنان محمد العبلان والفنان عبدالله المرزوق، وعشرة جوائز للمجموعة الثالثة ضمت كل من الفنانين: حسين محسن وحسين المصوف وعبد الرحمن مغربي وسامي البار وفهد النعيمة وغادة علي الحسن ونبيل هاشم نجدي وفهد الجبرين والأخيران عن أعمال نحتية.

ومن خلال القراءات المفتوحة حول المعرض نرى أن الكثير من مشاريع ما بعد الحداثة قد تصدرت الأعمال وتباينت في دلالاتها من حيث الخامة والتشكيل، ولا يعني قبولنا للعمل أو رفضه من ناحية الانطباع أن نحكم عليه ولكن نرى محاولة صديق واصل في الجمع بين تراكيب الحديد والخردة من الشكل المركب في شكل مجسم إلى الشكل المسند والذي يعلق على جدران من خلال وسيط بين الحديد والمسامير واللحام في تثبيت كل ذلك على مساحة من الخشب ترك أثر في خلفية العمل كما أن الفنان فيصل الخديدي يقدم لعمل كان ضمن مشروع سابق له ولكن يؤكده في هذا المعرض من خلال تعدد في الأشكال وتوزيع للعناصر، ومن هنا نرى أيضاً أن هناك تطوير في ألوان الفنان محمد العبلان، من الألوان المتماهية مع تفاصيل متلاشية إلى ألوان صريحة وقوية ومحدد داخل شكل ومنه أيضاً للفنان عبدالرحمن مغربي الذي يبحث في مشهدية الآثار والتراث بل وبعض الكتابات القديمة والحفريات ينقل كل ذلك لنا من خلال رؤية تشكيلية تعب عليها كثيرا، خلال الأعوام الماضية ونرى غادة الحسن تعمل على مشروعها وكذلك حميدة السنان وأمل فلمبان وميمونة المنديلي التي قدمت عملا يحمل دلالات عصرية ربما لو تعمقت كثيرا في هذا التوجه لوجدنا فنانة قادمة بوعي الدلالة للعمل الذي يؤكد ما بعد الحداثة، تشاركها في ذلك شريفة سعود العصيمي التي استعانت بروح الطفولة في لوحتها للتعبير عن لحظة حميمية في الزمن أعلنت عنها خلال توزيع منطقي لحرف "S" ووضحاء الحربي التي قدمت عملاً له ملامس ولكن تماهت فيه التفاصيل عكس هناء بانعمة التي اعتمدت اللون الأسود وقليل من الأحمر ومن خلال خامات متعددة وتقدم ايمان الجبرين عملها الفوتوكولاج، ولكن بين كل الأعمال نرى أعمالاً مميزة أيضاً للفنانة نوال السريحي التي قدمت في بساطة لوحة تجريدية تربط بين الفتاة والمزهرية وهو عمل تناسق فيه اللون والشكل، وأما سارة حمد الوشمي فإن لوحتها كالومضة أو البارقة التي أتت في تجلي اللحظة ولو حاولت أن تعيد بعض التفاصيل لفقدت اللوحة جمالياتها التي أدهشت المتلقي

تلك قراءة سريعة ولكن يبقى المعرض السعودي المعاصر هو الحدث الأهم والمعيار للتطور

مرسم الفنان صالح المحيني




في المحطة الرابعة بمرسم الفنان صالح المحيني بمدينة حائل

 الملتقى التشكيلي العربي تظاهرة فنية تؤسس لرابطة تشكيليين عرب



كانت النواة الأولى لهذا التجمع الرائع بأربعة فنانين سعوديين من بعض المناطق اجتمعوا في مدينة الدوادمي ، واقترحوا فكرة التواصل بين الفنانين في مشروع يتنقل بين مدن المملكة ، ولعله من هنا نشأت فكرة وجود ملتقى تشكيلي تحت أسم (تواصل )،  وعندما تلى ذلك اللقاء الثاني بمدينة القطيف ، بثلاثة عشر فناناً من السعودية والبحرين وقطر ،حاول معد ومنسق اللقاء الثالث الفنان سعد العبيد أن يكون اللقاء أكثر شمولية ، ووجه الدعوة لأكثر من ٥٨ فنان من داخل المملكة والاقطار العربية ، وجاءت النتائج مشجعة وبالتالي تم التأسيس لفكرة لقاء عربي ، ومن هنا يفهم الفنانين أن ملتقى الفنان سعد العبيد الذي أعقبة بمعرض في صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون بمدينة الرياض هو اللقاء الثاني بشكل عملي ، وأن اللقاء الذي نحن بصدد الحديث عنه هو اللقاء الثالث بمرسم الفنان الحائلي صالح المحيني باستراحة أصيلة بالقرب من مطار حائل ، وذلك بتقديم الدعوة لــعدد كبير من فناني المملكة وبعض الفنانين المقيمين ، الفنانين الأربعين الحضور الذين تجاوزت اعمالهم المائة عملا تشكيلياً 

 وكانت الانطباعات التي رصدتها لصالح مجلة أيادي








مع الفنانين بطرح أكثر من سؤال ، وجاءت الإجابات على النحو التالي : الفنان فايز الحارثي (أبو هريس ) القادم من مكة المكرمة : أشكر في البداية الفنانين الأربعة الذين أسسوا لفكرة الملتقى ، وهم الفنانون سعيد العلاوي وسعود الدريبي وعبد العظيم الضامن وفهد غرمان ، والملتقى فرصة حقيقية لمقابلة جميع الفنانين الذين لا يتاح لي فرصة لقائهم إلا نادرا

الفنان صالح النقيدان ( رئيس جماعة عنيزة عضو مجلس إدارة ـ جسفت ):   الشكر كل الشكر للفنان صالح المحيني الذي جمع هذا العدد الكبير من فناني المملكة ، وخارج المملكة ، وهذا بدوره يعطي تلاقح للأفكار وتبلور للخبرات واستئناس برأي ، قد يكون بعيدا عن الذهن أحياناً .. وأحب أن أوضح نقطة مهمة جداً ، بأن أهم شيء في الملتقى هو أجتماع الأحبة أجتماع الفنانين ، ربما نجلس سنة أو سنتين ولا نجتمع ، حتى لو اجتمعنا في معرض يكون له وقت محدد ساعة أو ساعتين وتنتهي ، أما عندما تجد يومين أو ثلاثة أيام وأنت تجلس مع فنان زميل وتأكل وتشرب معه ، فيحدث نوع من التآلف ، وحقيقة تكون الرؤية من قريب ، فأنا دائما أقول لابد أن يكون لنا رابطة فنانين على أساس نستفيد من جميع الأشياء التي تطرح في مثل تلك الملتقيات ، وأود أن يكون هناك أجتماع دوري للفنانين بصرف النظر عن كونه مؤسسة حكومية أو غيره ، يفترض أن نجتمع بعيداً عن الجماعات ، ونستفيد من خبرات من سبقونا ، وأيضا يستفيد من من هم من بعدنا ، وتلك أمنية كل فنان لتوصيل هذه الرسالة ، والفن رسالة لست ترف أو تسلية أنما رسالة ويجب أن يفهم ذلك الشباب الموهوب

الفنان عبد الله نواوي : الشكر والتقدير لكل من قام بهذا العمل ، وهذا الفكر الثقافي المتميز ، والملتقى له فوائد كثيرة جدا ، وأنا أحس أنه أفضل من وجود عرض تشكيلي ، فهنا يلتقي الأخوان على صعيد المحبة والأخوة ويعملون على تبادل الخبرات ، وتلك الأمور عندما يطرحها الفنان فإنها تتطور بالاستفادة بالرأي والرأي الآخر ، وأشعر أن للملتقى تأثير جيد جداً في تطور الحركة التشكيلية

والفوارق التي تحدث بين ملتقى وآخر هي علامة أن هناك تجديد ، كما أنها فرصة لعلاج السلبيات حتى لو تكلف الأخوان ، فيعود المردود للفن السعودي وتطوره

الفنان فهد الربيق : هذا ليس ملتقى إنما لوحة تشكيلية تحمل ألوان الفسيفساء في هذه المساحة الجميلة بإجماع المحبين للخط واللون والعلاقة الإبداعية التي تتوازى في مواكبة العالم لمجال الفن التشكيلي ، هذا الملتقى يعتبر محك لثقافات متعددة ، ومحك لتجارب وواقعية لعمل الفنانين التشكيليين، هناك إذن تبادل خبرات كبيرة جدت ، نعلم أن معظم الفنانين لهم عمر طويل في مجال الحركة التشكيلية سواء في المملكة أو الدول العربية والخليج ، نلتقي لتبادل الخبرات وليس للتعلم في توازن روحي ابداعي لوني تشكيلي بشكل غير عادي

الفنان مفرح عسيري من أبها : هذا الملتقى جمع نخبة من الأخوة الأعزاء والزملاء ممن جمعهم الحب لهذا الفن وليس لديهم أي دافع آخر.. أجتمعوا للعمل في مكان واحد ورائع ، وعندي أمل في اللقاء القادم أن يكون أكثر شمولية ، ومن لم يتمكن من الحضور هنا ننتظره في اللقاء القادم بإذن الله

الفنان فهد غرمان الشهري أحد مؤسسي اللقاء : الكم الهائل من الفنانين وحضور أيادي ، والعمل الجماعي الذي يسبب حراك ثقافي أكيد أنه أنطباع  جميل جدا ، ويدعوا إلى الفخر ويدعوا للإعتزاز بالزملاء الفنانين وتواصلهم الدائم ، وهذا يثري الفنان وعطائه ، وأيضا التنوع في العطاء والخبرات الموجودة سواء من الرواد أو الشباب أو فنانين معاصرين ويسود كل ذلك وكأنك بين عائلة واحدة يجمعهم حب الفن

الدكتور علي الدرورة من فناني القطيف: الملتقى فرصة طيبة لمقابلة العديد من الفنانين لم التقي بهم منذ فترة زمنية طويلة ، مثل الفنان فهد الربيق الذي لم اره منذ عشرين سنة

الفنان نهار مرزوق من جدة : الملتقى العربي الثالث ضم مجموعة كبيرة من الفنانين في مكان واحد لتلاقح الأفكار ونضج التجربة وحرص من الجميع على التكاتف بصوت واحد ، ليكون لهم اثرهم ويتكلمون بلغة تشكيلية واحدة ، للصعود بالتشكيل العربي  ليقف إلى مصاف الفنون العالمية .. وهذا بعيداً عن العمل في مجموعة من الأفكار السائدة والتي تخرج بالعمل عن منطقة الجمال كالأعمال الفنية المتنشرة حول العالم في هذه الأيام

الفنان جلال خير الله من الجوف : اشارك للمرة الأولى كورشة عمل والملتقى جميل جدا لتبادل خبرات واحتكاك مع من سبقونا والتحاور في شؤون الفنون التشكيلية

الفنان النحات سعود الدريبي من الدوادمي ( واحد من رباعي التأسيس لهذا الملتقى حول انطباعه يقول) :انا سعيد لهذا التجاوب فكل مره يزيد العدد واتوقع للقادم حضور أكثر وهو لقاء محبب للنفس

الفنان نصير السمارة من الجوف : هنا خبرات تتجمع في مكان واحد مما يعمل على ظهور ابداع جديد في مكان يدعوا للتفاعل وتبادل المعرفة

الفنان محمد العبد الكريم من الدوادمي : لقد حرصت على حضور معظم اللقاءات ، واجدها فرصة اكتسبت من خلالها أشياء كثيرة على المستوي الشخصي والإبداعي للخبرات الموجودة لدى الزملاء

الفنان معجب الحواس من الجوف: جميع هذه الملتقيات تسودها الاجواء الحميمية أكثر من ملتقى آخر خاصة لفنان في بدايات طريقه يستطيع ان يكسب خبرة وعلاقة ومعلومة من فنان أقدم منه له سبق في المجال ، وهي تساعد على تطوير الذات ، ومفهوم الفنان الشخصي وكيفية التعامل مع أدواته

 الفنان سعد العبيد : هذا الملتقى يعتبر نقطة التقاء لعدد كبير من الأشقاء التشكيليين من مختلف مناطق المملكة والأخوة العرب ، وهو يسعى إلى توحيد الكلمة ، ولم الشمل، وهذا ما لمسناه في الملتقى السابق ، والملتقى الحالي وكل هذا كان حلم يراود الفنانين ، والحمد لله أن تحقق هذا الحلم وما نحن فيه الآن نعتبره ممهدا لألتآم الاسرة التشكيلية ، ونتمنى من الله ان يستمر بنفس الروح وأن نسعى لتطويره أكثر وأكثر وطرح المقترحات ومحاولة تنفيذها

الفنان التشكيلي يوسف الشغدلي مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بحائل :  أنا حضرت ملتقيات ولكن خارج المملكة ، ولعلها المرة الأولى التي أرى في حائل ملتقى وتجمع بهذا الحجم ، وهذا يحسب للفنان صالح المحيني ، ويشكر على هذه الخطوة الجيدة

والانطباع حول الملتقى إيجابي جداً أن نرى مجموعة من الفنانين السعوديين المشهورين في مكان وزمان واحد ، ويمارسون العمل التشكيلي بكل إبداع وارتياح ، وهذا التميز يعكس ما وصلت إليه الحركة التشكيلية داخل المملكة

الفنان خالد الصوينع (عنيزة) : وجود فنانين لهم مكانتهم التشكيلية بمستواهم الفني والباع الطويل في هذا المجال ، ولهم أيضاً مشاركات خارجية يميز الملتقى ، وهذا الملتقى الثالث الذي أشارك فيه ، وهناك تقارب في الملتقيات بالرسم المباشر ، وتبادل الآراء ، والحوار وارتجالية التشكيل ، فأهدافنا واحدة في هذا الملتقى ، وهو تلاقح الأفكار وتبادل الخبرات .. بالنسبة لي شخصياً أجد نفسي في العزلة والرسم في مرسمي ، ولكن الجلوس مع الزملاء والنقاش يعتبر مشاركة جيدة

الفنان عبد العظيم الضامن من القطيف : في كل الملتقيات لابد أن تجد الخير من اللقاء وتبادل الآراء والخبرات ولذلك نأمل بالاستمرار والمتابعة والتطوير وأدعوك للقاء القادم في تواصل بمدينة القطيف

الفنان عبد الله الحجي ( من عنيزة ) : رائع جدا هذا الملتقى فيه تبادل ثقافات خاصة بين الدول العربية من ناحية الترابط والاحتكاك بين الفنانين وتشجيعهم على التواصل فيما بينهم وهنا في هذا المكان يحاول كل منا أن يظهر موهبته ويستفيد من النقد والتعرف على التكنيك الجديد والأفكار والخامات  

الفنان عبد الله العقل : شعور طيب وطالما تمنينا ان نرى مثل تلك الملتقيات التي تساعد على إثراء المعلومات الفنية ونتمنى لها الاستمرار والتطور

الفنان أحمد المغلوث ( الاحساء ) : اللقاء رائع جداً وفكرة  ممتازة تنعكس على الجميع تشكيليين سعوديين وعرب وفرصة للشباب كي يروا بعض التجارب وخصوصا بحضور من لهم مشاركات دولية وعالمية وانني سعيد بالمشاركة للمرة الثانية على التوالي

الفنان سعود العثمان ( الدوادمي) : اللقاء طيب وممتاز وفرصة سعيدة للتعرف على بعضنا البعض ونتمنى المزيد

الفنان ابراهيم النغيثر (الدوادمي) : شاركت من بداية تجمع الرياض في مرسم الفنان سعد العبيد ، واشعر أن هناك تحسن وتعارف أكبر ، وعطاء بالافكار والتجارب والاساليب وهذا يشعرنا دوما أن القادم أجمل

الفنان احمد عبد العزيز الجدعان من القصيم / بريدة : يشكل الملتقى نواة جيدة لتجمع الفنانين في مكان يمكن ان يبدع ويظهر امكانياته ، وتبادل الخبرات ، بل وينتج اعمالا أفضل من الإنفرادية ، ونتمنى للملتقى أن يستمر ، وأن تتواكب معه مشاريع أخرى تدعم هذا الملتقى ، بوجود التلاحم بين الفنانين

الطالب الجامعي فيصل الربيق : ملتقى رائع واتمنى تكراره ، وهو فرصة للأجيال خاصة جيلي للتعرف على خبرات السابقين ، ولقد اتاح الملتقى فرصة للأطفال والشباب للرسم والإبداع وهذا مفيد جدا

الفنان عبد الوهاب عطيف ( جيزان ) : منذ نهاية اللقاء الماضي ، ونحن نحسب الأيام المتبقية لحضور الملتقى الحالي ، فهو لقاء جميل ويعطي فرصة طيبة للإحتكاك مع الجميع ، وجيزان تمتليء بمجموعة من الفنانين المميزين ليس على مستوى المملكة فقط ، ولكن على مستوى الوطن العربي

...........

النحت يشارك لأول مره في هذا الملتقى ، وكان هذا انطباع الفنان علي الطخيس حول هذا التجمع : سعدت بهذا اللقاء مع هذه الكوكبة الجميلة المتجانسة ، وأرى أن الهدف من هذه الملتقيات ، تخطي حواجز الخوف والاستمرار على نفس الطريق في هذا المجال ، خاصة ما يتطلبه ذلك الفن من جهد جبار في الهواء الطلق وتحت الشمس ووسط الغبار، بعكس الرسم الذي قد يمارس في غرفة مكيفة وفي أجواء أكثر تهيئة للإبداع ، ونأمل أن تستمر هذه الملتقيات

فيصل النعمان (نحات) من الجوف : أول مره أشارك ، والملتقى مكسب كبير بالنسبة لي لأن هناك احتكاك مع كبار النحاتين واستفدت من خبراتهم ، كما أن العمل الجماعي يعطيك الفرصة للتعرف على خطئك وصوابك وتستفيد ممن سبقوك في المجال ، وبالنسبة لي كأني في مدرسة اتعلم من خلالها

الفنان مهدي راجح (جيزان) : الملتقى فرصة للفنانين لتقارب وجهات النظر ، والاستفادة من خبرات السابقين خاصة عندما يكون هناك شباب في حاجة للتعرف على الاساليب وكلها تصب في الفائدة والنفع

يعجبني الرسم خارج المرسم ، وعلى الطبيعة ، والجو جميل في حائل يختلف عن جونا الحار في جيزان ، كما أن التجمع طيب يدفعك لإنهاء اللوحة في يوم أو يومين

الفنان ناصر الضبيحي(حائل) : شيء جميل وخطوة حلوة أشكر عليها الأخ صالح المحيني، وربما هذه هي المرة الأولى التي ألتقي فيها بفنانين كبار مثل الفنان فهد الربيق وصالح النقيدان ، واعتقد أن ذلك يزيدنا تألق ، واعتز بهذا الشيء ، وهو خطوة جميلة لحائل، وارى نتائج هذا اللقاء بالاحتكاك مع هؤلاء العباقرة ، والشكر للجميع لتعاونهم للتأكيد على هذه الخطوة الضرورية

الفنان صادق غالب ( اليمن ) : هذا هو الملتقى الثاني الذي أحضره بعد الملتقى الثاني بالرياض ، وقد سبق وأن شاركت في البينالي الكويتي ، والملتقى العربي في شرم الشيخ ، إلا أنني أجد نفسي أكثر بين أخواني في هذا الملتقى ، وأنا سعيد بالمشاركة لما أجده من تبادل خبرات وثقافة بصرية متنوعة ، وكما تحدث الأخوة لا ينقصنا سوى الإعلام فقط

...................

وفي الختام التقينا صاحب الدعوة الفنان الحائلي صالح المحيني وسألناه عن مشاعره فقال : أنا سعيد جدا بوجودكم وانا مقدر وممتن لكل من حضروا من جميع المناطق ومن الأقطار العربية الشقيقة، وأشكر مجلة أيادي لحضورها وهذه اللفتة الطيبة ، وهذا ما كنا نريده وننتظره من مجلة تعني بشؤون الحركة التشكيلية، وهذا الملتقى يختلف عن السابق في عدد المشاركين  واضافة قسم للنحت وقسم آخر للطفل، واتوقع ان يكون القادم أفضل دوما وهذا ما نتمناه 



الخميس، 30 يوليو 2020

كوميديا الموز وتراجيديا الفن










كوميديا الموز وتراجيديا الفن

راضي جودة ـ مصر

عندما يصور الفن انزلاق قدم شخص ما على قشرة موز ملقاة على الأرض مشهدا كوميديا للتهريج كما هو شائع في كثير من مشاهد و مقاطع متداولة ، تصبح قشرة الموز بطلة الموقف ، فهل نرى أن كل مايقدم لنا اليوم يسير بإتجاه الكوميديا بالفعل الصادم ، وكيف يقع اللوم على الفنان الإيطالي ماوريتسيو كاتلان الذي  وضع موزة كاملة أو ثلاث في صالة آرت بازل بميامي للمعارض طالما أن الموز أصبح دلالة شكلية وفنية للكوميديا والفن المشاغب (الكاريكاتير) ، كما لا نستغرب حينما نرى أن الفنان الهولاندي ستيفان بروشي المقيم بمدينة روتردام يتخذ من الرسم على الموز ـ كوسيط فني ـ لصناعة قصص ومواكبة الأحداث والمعارض التجارية ، وكذلك أقامة ورش عمل للتعريف بفن الرسم على الموز  

وحينما يستهجن بعض النقاد والفنانين هذا العمل المستفز بالمفهوم الفني للفن المعاصر الذي ينتج مجرد شكل بلا محتوى وبلا معنى وأصبح واقع ومحطة من محطات تاريخ الفن التشكيلي ، وقد حدث في مطلع الثلاثينيات ما هو أغرب عندما عرض فنان إيطالي آخر غائطه بعد وضعه داخل علبة بيعت بمثل وزنها ذهبا ، هل التقييم المادي والتسعيرة المعلنة جعلت الموضوع يخرج من حلقة الكوميديا إلى التراجيديا في وسط فني عالمي يعاني الكساد وضعف التسويق ، بينما نرى بالمقابل من ينظر للموضوع بشكل مختلف بعيدا عن نقد الآخر إلى نقد الذات وننظر لما نقدم نحن للفن ، وهذا ما كتبه فنان النحت الأكاديمي المصري د . رمضان عبد المعتمد عن رأي فيما يحدث : « لا اجد غضاضة فيما حدث ، بل احيي هذا الفنان الذى أقنع المقتنى ولثالث مرة على التوالي ليقتنى عمل صابع الموز بثمن مائة وعشرون ألف دولار ، ربما يؤسس لمنهجية الإيحاء التى ينتهجها العديد من مدراء قاعات العرض ، فلا تسخروا منه ولا تعلقوا على المقتنى ولا على جهة العرض ، فجميعهم واعى ومدرك ماذا يفعل ، وان هذا الشأن يحدث في الوسط الفني المصرى والعربى ، ولكنكم كما تقولون تحبون نقد الآخرين ولا تحبون نقد الذات ، فقط انظروا جيداً اولا فيما تقدمون ، وانظروا أيضا فيما نراه مروجا له فى قاعات العرض المصرية والعربية وانتم ستجدون الاكثر من ذلك فداحة وأقل قدرا ، فتعددت الصور لكن المشهد واحداً، مشهد العبث ، مشهد صناعة النجم المزيف ، مشهد الخائنين لمفهوم ودلالات الفن الحقيقي فقط نقد الذات اولاً » ، ولكن الأمر لا يقف عند هذه الحالة التي نعرض لها من مفهوم كوميديا الموز، بل هناك جوانب أخرى فنية وإجتماعية ونقدية تناولها الفنان الأكاديمي السعودي د. عصام عسيري في مقال له بصحيفة الرياض تحت عنوان  ـ موزة ماريزيو الشقية ـ حيث حدد رأيه الشخصي في المسألة بالقول : « في رأيي الشخصي ، أن الحدث ككل هو شيء صحي في عالم الفن والفكر والإنسان ؛ فشقاوة الموزة أثارت كل ما يتعلق بسوق الفن وغرائبه فرصه وحظوظه، وإحباط الفنانين الجادين عبر العصور من لم يحالفهم الحظ، عندما يقدّم خلاصة عمره في قطعة فن من روحه، في مجتمع لا يُقدّر فنه وعطائه، بعضهم حرق ومزّق أعماله، لا يجد أحد يستحقها ويستحق ألمه وتفكيره وعذابه ومحاولاته وخطأه وتطوره »، و من هنا نعود للمفهوم الفني للفن المعاصر وتبنيه لموضوعات يعتبرها البعض صادمة ، وتعتمد الدعاية ولفت الإنتباه كما فعلها بانسكي في لوحته قرود في البرلمان وكذلك لوحته المشهورة التي تتلف نفسها بعد بيعها .

هل موضوع الموز فنيا كان ساذجا وسطحيا ؟

هل دخل الموز على خط السياسة ؟ 

هل مازالت قشرة الموز التي تسبب الانزلاقات خامة كوميدية جيدة للمسرح والسينما ؟

الموز كان له حضور سياسي داخل خطاب زعيمة حزب الاشتراكيين الألمان أندريا نالس ردا على السفير الأمريكي في لقاؤه برؤساء مجالس إدارات كبرى شركات السيارات الألمانية لبحث الغاء الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب وقالت أن ألمانيا ليست جمهورية موز وهي إشارة ربما لبعض الدول بأمريكا الجنوبية .

في الدراما السورية في مسلسل ـ الخربة ـ عن ريف السويداء تتحول عبارة (الموز ولا البازيلا) إلى هتافات مشفرة للإعتراض وطلب الحرية ، وفي مصر تتحول عبارة (بابا جاب موز) إلى صفحات للتنكيت والتبكيت على الفيس بوك إلى جانب مسرحية كوميدية من تأليف أحمد الإبياري واخراج أشرف زكي عن تاجر موز له أربعة أبناء ، توافيه المنية لتشب بينهم الخلافات والصراعات المتعددة .

وبدأت قشرة الموز تشكل خطرا على النظافة العامة وحياة الناس في أمريكا كما يوضح كتاب ـ الموز: مصير الثمرة التي غيرت العالمـ  لدان كوبيل ، 

  وزعمت عدة مصادر أن قشور الموز كانت مسؤولة عن الأطراف المكسورة ، بما في ذلك بعض التي تم كسرها بشدة حتى أنه كان لابد من بترها. وأصبحت هذه القضية في المدن الأمريكية في عام ١٩٠٩ ، حظر مجلس مدينة سانت لويس "رمي أو وضع" قشر الموز في الأماكن العام ، ولكن معظم السينمائيين وصناع الكوميديا اعتمدوا في أداء المواقف المضحكة على الإنزلاق من خلال قشرة الموز ، ومنهم باستر كيتون ، وهارولد لويد ، وتشارلي شابلن مما يفتح المجال للبحث عن ذلك في موضوعات تعددت منذ الإنطلاقة الأولى مع الكوميديا وأفلام الأبيض والأسود ، وقد عززت فترة الأفلام الصامتة الامكانيات الكوميدية لقشرة الموز في صناعة والكوميديا ،رغم ندرة وجود قشرة موز الآن على الأرصفة في شوارع نيويورك مثلا ، 

ويعلم المزارعين والمتخصصين بالعلوم الزراعية أن الموز فاكهة معمرة ولها خصائص وفوائد غذائية كبيرة ، كما أنه نبات عشبي وليس شجري وإن ساقه هي ساق كاذبة ، ويقال أن كلمة موز تعود لأصول هندية ، حيث كان يسمى عندهم بطعام الفلاسفة ، أما في اللغات الأجنبية فيسمى (بنانة) عن لغة الولوفية التي كانت تستخدم قديما في أفريقيا ، أما أغلب الظن أنها مشتقة من اللغة العربية ، فالعرب قديما يطلقون على أصبع الموز بنان الموز وذلك للشبه الكبير مع أصابع اليد وتم تحريفها في الغرب من بنان إلى بنانة  .

وأظن أنه من الواجب التنبيه لعملية الخلط بين شيئين وعدم التفريق بينهما في موضوع ـ موزة ماوريتسيو كاتلان ـ هو العمل الفني كجسم للتأمل واطلاق الفكرة ، والثاني هو عملية البيع بشكلها المثير والمستفز ، عملية الخلط التي تمت جعلت الأمر أكثر تعقيدا ، وإذا تم العرض فقط دون بيع لما أثار كل هذا الاستهجان فالموضوع ليس اكثر من انزلاقة على سطح أصبع موز بالكاد يساوي دولارا واحدا وليس مئة ألف ، الفنان هنا لم يتعرض لمشكلتنا نحن في أننا لم نرى العمل ولم نتأمله إلا من خلال المبلغ الكبير وتراجيديا الفن .

السينما تشكيل .. واللوحة فيلم وثائقي









السينما تشكيل .. واللوحة فيلم وثائقي


راضي جودة


عناوين جانبية :


ـ السينما العالمية اعتنت عناية كبيرة بصناعة الأفلام التي تتناول سيرة حياة التشكيليين واعمالهم 

ـ السينما تتفرد في تقديم الحلم بأشكال متعددة خلال صناعة صورة محكومة بقيم تشكيلية ومنهج هندسي

ـ الانماط التشكيلية من واقعية وتأثيرية وسريالية وخاصة التعبيرية تركت أثرها على السينما

ـ ليس الفن التشكيلي وحده الذي تداخل مع الفن السينمائي ولكن معظم الفنون وجدت نفسها داخل السينما




الفنان التشكيلي الذي ابدع بالمشاركة في تكوين وتشكيل وجدان الناس في كل مكان بالعالم من خلال ما ينتج من لوحات سوف يقف أمامها التاريخ الإنساني طويلا ، ويسجل بإسهاب عن مشاعر هذا الفنان الذي استطاع أن يوثق لحظات فارقة في حياة الناس ، ومنها على سبيل المثال قرية جرنيكا الإسبانية التي أغارت عليها طائرات النازية الألمانية والفاشية الإيطالية ، والوقوف على تفاصيل اللوحة التي رسمها الفنان الأسباني بابلو بيكاسو حول المأساة ، تلك المأساة التي صارت موضوعا لفيلم تسجيلي فرنسي مستعرضا اللوحة مصحوبة بقصيدة مليئة بالحيوية للشاعر بول إيلوار والفيلم من تصوير هنري فران وإخراج آلان رينيه وروبير هسن ، حيث اجتمع التشكيل والشعر والسينما ـ صاحبة المؤثرات الصوتية والبصرية ـ في كيان واحد ، ومن كلمات القصيدة :

عاد رجل كان يحمل بين ذراعيه

حملا يئن وفي قلبه حمامة

يغني من أجل البشر الآخرين

أغنية الثورة المجيدة

التي تقول للحب مرحى .. وتقول للظلم لا

تقول إن جرنيكا مثل هيروشيما .. هي عاصمة السلام الحي .

مدة الفيلم ساعة و١٣ دقيقة ، واللوحة نقلت إلى متحف الملكة صوفيا بمدريد في عام ١٩٨١م.

وقصيدة أخرى بكلمات أكثر قسوة للشاعر إيلوار أيضا تقول :

رصاص المدافع الرشاشة

يقضي على القتلى

رصاص المدافع الرشاشة

يداعب الأطفال

أسرع مما تداعبهم الريح

بالحديد والنار

حفروا الإنسان كما لو كان منجما

حفروه كما لو كان ميناء

بغير مركب

حفروه كما لو كان موقدا بغير نار .

  وهناك لوحة للفنان شاجال اسمها ( القرية ) يرسم القرية التي دمرت ونرى تفاصيلها في عين واسعة لبقرة .

كما أن السينما العالمية اعتنت عناية كبيرة بصناعة الأفلام التي تتناول سيرة حياة التشكيليين واعمالهم ، وهي أفلام كثيرة نذكر منها :

فان جوخ وجويا وبيكاسو وفريدا وسيرافين ومايكل أنجلو وغيرهم ، من خلال بعض الأفلام ( Frida, Goya’s Ghosts, Edvard Munch, Surviving Picasso, Modigliani, Lust for life ).

والعديد من التشكيليين السورياليين كانوا ينظرون للسينما بأعتبارها وسيطا مثاليا لاكتشافات بصرية وفنية ، وعوالم أخرى ، وقد قام بعضهم بمحاولات تجريبية مع الأفلام لأغراض سريالية فقد كتب بيكابيا سيناريو فيلم (استراحة) من إخراج رينيه كلير ، وسلفادور دالي شارك بونويل في كتابة وإخراج (كلب أندلسي) .

ومن أشهر التشكيليين العرب الذين مارسوا الكتابة والإخراج السينمائي .. شادي عبد السلام ، ويوسف فرنسيس ، وكمال الشناوي ، والسينما ليست عمل فني واقعي فحسب وانما اعتنت بالصورة والمجال البصري عناية خاصة جعلها تتفرد في تقديم الحلم بأشكال متعددة خلال صناعة صورة محكومة بقيم تشكيلية ومنهج هندسي مصاحب لوجهات نظر  وتجارب استحدثها ( رينوار ـ ديجيه ـ ومونيه ) وغيرهم عندما قدموا لوحات نابضة بالحياة ومتوازية في العمق والضوء والظل ، وتداخل الأجسام على أبعاد عميقة قبل السينما .

والمشاهد السينمائية قد تطورت بشكل غير عادي .. حيث تمت ترجمة بعض الأفكار التي كانت فوق مستوى التخيل ـ وهو بالقطع عمل تشكيلي ـ إلى عمل يمكن رؤيته خلال أفلام مثل حرب النجوم وأفاتار وهي أفلام بذل فيها الإخراج إبداعا تقنيا على المستوى البصري كما قلت بالاضافة لتطوير الريبوتات واعتمدت الرسم والفن الرقمي وكم هائل من التشكيلات واختلاق أبطال رقميون ليس لهم وجود في حقيقة الحياة .

والانماط التشكيلية من واقعية وتأثيرية وسريالية وخاصة التعبيرية تركت أثرها على السينما واهتمت بالمحتوى التفصيلي لخطوط المشاهد وتتابعها ولعل فيلم اخناتون لشادي عبد السلام هو احد الشواهد لتجلي الإيقاع التشكيلي على السينما .. رغم أننا نريد التأكيد على أن الفن السينمائي عندما يتعرض للفن التشكيلي قد يتم خلق فن جديد فاللوحة لايمكن تصوير تفاصيلها خاصة الواقعية وأمام السينمائيين الطبيعة الساحرة الخلاقة والمتشبعة بالابداع يأخذون منها مايشائون وقد تكون ألوان اللوحة لدى الفنان موحية وتعطي مجال أرحب للإخراج والديكور ولكنها تخالف المتخيل كما نشاهد ذلك في بعض قصص الأطفال ـ اليس والاقزام ـ وغيرها ، فالمعالجة السينمائية قد تكون متصادمة مع المتخيل داخل القصة المرسومة أو اللوحة التي تدور بها الأحداث . نعم قد ترتفع القيمة البصرية والمؤثرات الصوتية داخل العمل السينمائي وتلك مشاكل فردية بين فناني القطاعين من فكرة وأدوات .

وليس الفن التشكيلي وحده الذي تداخل مع الفن السينمائي ولكن معظم الفنون وجدت نفسها داخل السينما منها الإضاءة والديكور والموسيقى والتصوير ، ويصرح المصور السينمائي المعروف ـ لي جارس ـ أن الفنان التشكيلي رمبرانت هو المفضل لدية ، وقد درس كل أعماله وخاصة المتعلقة بتوزيع الإضاءة في بداية عمله في التصوير ، فاللوحة التي تعتني بالضوء والظل ليست فقط صورة جميلة ومبهرة لتجسيد الواقع وتحديد الزمان والمكان للواقعة أو الحدث ، ومن المعروف سينمائيا الاستعانة بفنانين تشكيليين لرسم بعض المشاهد وكادرات بعض اللقطات واستخدامها في إحداث تأثيرات درامية وهتشكوك استعان بسلفادور دالي في فيلم ـ المأخوذ ـ كما اسند إليه المخرج ريتشارد فليشر تخيل العالم الداخلي لجسم الإنسان في فيلم رحلة العجائب ، والمصري شادي عبد السلام كان يرسم المشاهد بنفسه وكذلك تصميم الملابس والاكسسوارات وهو بالاساس فنان تشكيلي .

ورغم العناية الكبيرة التي أولتها السينما العالمية في تتبع سيرة وحياة الفنانين التشكيليين ، وإظهار مجهودهم ونضالهم والمعاناة التي عاشوها في ظل بعض الحكام والأحكام والديكتتوريات والعصف المجتمعي والاضطهاد ، إلا أن السينما العربية وبعض الدول الأخرى قد خلقت صورة ساخرة عن الفنانين واعمالهم واطوارهم وسلوكيات انطبعت في أذهان العامة بالبوهيمية والنرجسية المريضة بل وبالجنون حتى وصل الأمر إلى فكر بعض الهواة والمبتدأين بل وبعض الكبار من الموهومين من انه لابد من ذلك للفت الأنظار متحججين بشارب دالي الذي يتصورون أنه وحده سبب شهرته ، تركوا الأعمال والأفكار والمشاريع الفنية الكبيرة وراحوا يبحثون في الملابس والإكسسوارات وطريقة تصفيف الشعر واللحية دون إعتبارات أخرى وهذا أيضا فعل سينمائي بامتياز يؤثر في قناعات الناس حول فن عظيم من الفنون التي توثق لتراث الأمم وتاريخها ، ويأخذني العجب أيضا من السينما العربية التي لم تهتم بقانا ولا بحر البقر ولا الرقة ولا كل المدن التي أبيدت بفعل فاعل والأطفال الذي قتلوا أو أغرقوا (الدرة .. ليان .. عمران ) أو منن تقطعت اشلائهم ومن اختطفوا ليتحولوا إلى قطع غيار آدمية في سوق الإتجار بالبشر ، السينما لا تتقصى وراء اطفال الشوارع والمشردين والباحثين عن مأوى إلا قليلا ، دور السينما ودور الفنان التشكيلي من الأهمية بمكان أن يظهر تلك الأمور كلها والبحث عن حلول ترتقي بالإنسان والإنسانية .