الثلاثاء، 9 أكتوبر 2018

نصيحتي للشباب التقيد بقواعد الخط بشكل صارم












فنان الخط العربي / فهد المجحدي
نصيحتي للشباب التقيد بقواعد الخط بشكل صارم

حاوره / راضي جودة

فهد المجحدي الخطاط والباحث دوما عن جماليات الخط العربي أينما وجد ، خطاط برتبة عالم آثار ينقب داخل مخزون العقل الإنساني لهذا الفن الرائع القوي البيان ، والذي فرض وجوده بين الخطوط ، وأصبح ملهما للعديد من الفنون الجميلة والتطبيقية حول العالم .
المجحدي الذي سافر عبر تاريخ الفن .. والخط العربي على وجه الخصوص ليشاهد اساتذة كبار ، وملهمين يلتقط من علمهم ونصحهم وإرشاداتهم ، مع مزيد من الصبر والدأب والشغف ليركب قطار المبدعين بالفئة الممتازة بعد أن تتبع آثارهم ليصبح اسماَ عربياَ سعودياَ زاهياَ للخط العربي في العصر الحديث .

* متى كان انجذابك للخط العربي .. وأي أنواع الخطوط تجد نفسك من خلاله ؟
ـ لا استطيع تحديد الوقت الذي أحببت فيه فن الخط العربي ، ربما مع بدايات أيام إدراكي الأولى بعد ان صارت الأشياء من حولي لها مدركات ولها دلالات وكراسة قواعد الخط العربي بالمرحلة الإبتدائية كانت دليلي الأول للبحث عن القاعدة التي يمكنني أن أنطلق منها ، ووجدت نفسي في كل من خط الثلث وخط النسخ وأميل أكثر للثلث .

* أين تلقيت دروسك لفن الخط ؟
بطبيعة الحال درست داخليا على يد الأستاذ ناصر الميمون وخارجيا باسطنبول على يد الأساتذة حسن شلبي ، وممتاز دوردو ، وداود بكتاش ، ووفرهاد قورلو وأيضا تدربت على أمشاق الاساتذة الكبار محمد أوزاجي ، وعثمان أوزاجي والمخطوطات والمطبوعات والكتابات القديمة أمثال سامي أفندي ونظيف أفندي ومصطفى حليم .

* ما هي المزايا والعيوب لإنتشار برامج الخط وتعدد أنواعه الكترونيا ؟
الحرف الألكتروني من مزاياه أنه جعل الخطاط يتفرغ لفن الخط العربي كفن مستقل بعيدا عن الكتابات التقليدية الروتينية التي انهكت الخطاط بما هو مفروض عليه بشكل وظيفي من الدوائر الحكومية والدوواوين كما كان في السابق ، ولم يجد وقتا للإبداع ، ولكن من عيوب هذا النوع داخل الكمبيوتر للاسف جعل الإنسان العادي لا يعرف شكل الحرف العربي الأصيل بقواعده وقوامته ورشاقة حروفه .

* في رأيك ماهي الأسباب التي أدت إلى تراجع راغبي تعلم فنون الخط ؟
ـ التأثير السلبي الذي أدى إلى اختفاء طلاب تعليم الخط العربي هو عدم الإهتمام السابق الذي كان سائدا في الدول الإسلامية القديمة عن الدولة الحديثة ، خاصة مع ظهور بدائل للكتبة من بداية الآلة الكاتبة حتى البرامج الخاصة بالخط والتصاميم ، مما اظهرت الضعف الشديد في التفريق بين أصول الخط الجميل وخطوط الكتابة ، وعدم تقدير قيمة الخطاط والخط العربي كفن مستقل .

* هل تصنع أدواتك بنفسك خاصة اقلام الخط وما هي النصيحة التي تقدمها للشباب راغبي تعلم فنون الخط العربي ؟
ـ نعم أصنع أقلامي بنفسي لعدم توفرها بالسوق كما ان الأحبار في الغالب مستوردة ، ونصيحتي للشباب التقيد بقواعد الخط بشكل صارم ولا يمنع البحث عن قواعد الخط في كثير من الوسائل ، ولكن في النهاية لابد من تفسير والاطلاع على الكثير من الأسرار من الاستاذ مباشرة .
وكذلك يجب التفريق بين الخط العربي كفن وبين حسن الخط ككتابة ، والفرق بينهما كبير .

* هل ثم عوائق أدت إلى ضعف الإبداع في فن الخط العربي ؟
ـ العائق الوظيفي ، والعائق الإجتماعي في صراع ضد الإبداع ويجب التخلص من أحدهما، لأن الإلتزام الأسري اليوم ليس كالسابق ، الوالد أو رب الأسرة عليه أعباء كثيرة في قضاء الطلبات والتربية والمتابعة والسير بين إشارات المرور والطرق المزدحمة ، وليس كالسابق يوجد للفنان وقت فراغ ، أو وقت كاف لإتمام عمله على الوجه الأكمل .

* ما هي النتائج في رأيك التي تراها قد اثمرت بورش العمل والدورات التي تقوم بها بجمعية الثقافة والفنون ؟
ـ هناك أقبال كبير من باب الإطلاع والمعرفة ، ولكن يصابون بالصدمة والذهول عند معرفة طرق التعلم الصعبة ، وقليل منهم من يستمر حتى يتلمس الطريق .
والشريحة المستهدفة في الغالب هي شريحة الشباب ، وهي الشريحة الأفضل للقدرة على الإستيعاب وروح البحث ، ورسالتي لهم هي أن نصنع ثقافة أختفت ، ونحاول إعادتها وبث الروح فيها لتنضم لحضن ثقافتنا العربية الأصيلة بالصبر ثم الصبر .

* في رأيك إلى أي الأسباب يعود عدم ظهور اسماء جديدة لفناني الخط ؟
ـ غياب الاساتذة الكبار والمدارس الصحيحة والحقيقية لتعليم فنون الخط العربي سبب من أسباب صعوبة ظهور خطاطين جدد ، أيضا طرق تعليم الخط في وقتنا الحاضر في أغلبها خاطئة ، ويعود السبب في ذلك إلى عمق الخط العربي بأنواعه ، وإدراك ما يحمل من خصائص يصعب اختزالها في أيام معدودة بل يحتاج إلى سنوات طويلة ، ولكن طغيان الجانب المادي ، واستغلال عواطف المتحمسين وعشاق هذا الفن الجميل عنصر آخر مهم .


.............................................
الحوار نشر بمجلة الحرس الوطني .






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق