الثلاثاء، 29 مايو 2018

ما الذنب الذي اقترفته الفنون ؟

ما الذنب الذي اقترفته الفنون ؟
قراءة في كتاب فرسان الفن حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
راضي جودة


في مقدمة كتاب ( فرسان الفن ) حول قصص حياة الرسامين الإيطاليين
يكتب المترجم ـ الحسين خضيري ـ نقلا عن كلام المؤلفة إيمي ستيدمان : ما الذي فعله ليوناردو كي يداهم جنود الإحتلال الفرنسي إيطاليا ويحيلوا أعماله التي أنفق فيها عمره إلى أطلال ؟
وكيف أنهم عاثوا فساداً وحطموا في ساعات تمثالاً استمر العمل فيه لنحو ستة عشر عاماً ؟.
ويشوهون الجدران التي رسمها في لهو غير بريء ؟
أما الرهبان فقد دمروا بجهلهم الجدران التي رسمها ، وأقاموا باباً في وسط الجدار المرسوم !
وكيف كان مايكل أنجلو قامة فنية إبداعية لا تبارى ، وأن هذا المثال العظيم رضخ لأمر البابا ، ورسم سقف كنيسة سستين ، وكم تحمل من المشاق سنين عدة .. ويرقد منبطحاً على سقالة خشبية ، ويرسم السقف مع أن مجرد النظر إليه لمدة عشر دقائق كفيل بأن يؤلم رأسك ورقبتك ؟ 

وانت عندما تشرع في الكتابة عن حياة فنان وتحاول سليط الضوء على جزء من المتاعب التي تعرض لها ، فأنت تحفر خندقا يؤدي بك إلى سراديب تتشعب بك وتغوص معها في مناطق ينعدم فيها مرور الهواء النقي وحتما سوف تشعر بالإختناق ، بإختصار لعلك تحفر لنفسك قبرا .

لقد عشت مع الكتابة وشرعت في كتابة ما بين السطور التي توحي للفنان ولا تبوح ولقد شعرت بروح هؤلاء الكبار حولي وانا اتصفح أيام حياتهم في عجالة .. فقط المشاهد الحقيقية التي في الغالب تكون أكثر صدقا من وصف خارج من صميم نص تمت ترجمته ففقد الكثير من زمانه وبيئته ولحظات طزاجته .
..........................................................................
سوف اتابع قصص الفنانين هنا في المدونة على حلقات .. فإلى ( الحلقة الأولى ) القادمة .

هناك تعليق واحد: