الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

تقاسيم شاهر تفتتح نشاط روافد







تقاسيم شاهر تفتتح نشاط روافد
إطلالة على المعرض السابع للفنان عبد الله شاهر بالرياض


راضي جودة

ستون عملا تشكيليا في معرضه الشخصي السابع ( تقاسيم ) للفنان عبد الله شاهر يصافح بها وجه الرياض مع أول إعلان عن افتتاح صالة روافد للفنون بمعرض يحمل معه عبق الجنوب ، وعودة نشاط الفنان بعد انقطاع عن الفعل التشكيلي اللهم إلا المشاركة بأنشطة منطقة عسير بالجنادرية ، وقد اكتظت القاعة بالحضور من الفنانين والفنانات وبالمتابعين ولكني كنت اتأمل تلك المساحات الخضراء التي اكتست بها لوحات تبعث البهجة والفرح بتكوينات رباعية منفصلة في اللوحة ومتصلة في الموضوع وباشكال والوان تأخذك لبرهة من ذاتك وكينونتك إلى ذات المكان الذي جذب الفنان لينقله لنا وقد سيطر على أفكاره ، وسجل لحظات التسامي والتماهي مع مكوناته ومكنوناته ، ومن بساطة التكوين وعمق الاحساس يطوف بنا ابو نواف في رحلة بين الجبال والأودية والمنازل العامرة بالبهجة والمحبة والكرم .
توقفت كثيرا امام جدارة رباعية المقاطع تتجسد بها حركة التطوير بالمنطقة .. من خلال المطار وانتشار الزراعة الزاهية الألوان والكثيفة الثمار حتي كاد الربيع ان ينفذ إلينا ، وعندما شاهدني الفنان عبد الله وقد طال وقوفي امام اللوحة جائني مستفسرا عما شدني باللوحة ، وكانت فرصة لم اتركها تضيع وسألته عن فترة الغياب عن الفعاليات التشكيلية واسباب الإنقطاع فقال :  
عندما يصاب احد افراد الاسرة بمرض يمرض الجميع من أجله .. فما بالك إذا كان المريض أحد والديك ، والوالدة ـ يرحمها الله ـ عندما داهمها المرض لم اجمع شيء من شتاتي في ذلك الوقت سوى التفكير فيها والعناية بها بالرغم من وجود إخواني وأخواتي اللذين وقفوا جميعا وقفة المحب الطائع لوالديه ، وكنا لا نفارقها نصبح بجوارها ونستكين معها .. وكانت تلك الفترة هي وسيلة للبعض لاستغلال الموقف وازاحتي من المشهد الفني والوظيفي الذي طال لعشرة أعوام كاملة حتى جفت ألواني وتيبست ادواتي ، وفارقت والدتي الحياة ـ يرحمها الله ـ ورغم انني كنت محملا باحزان الدنيا عدت من جديد إلى عالمي ومرسمي .
كان الفنان عبد الله يعيش مع اوجاعة ولم يجد إلا البعض القليل الذي كان يهتم بالسؤال عن الظروف التي تحيط بغيابه عن الساحة ، واستكملت حديثي معه عن التباين في الأعمال حيث لاحظت ان بعض الاشكال هي رسائل وتكوينات تختلف تماما عن هذا الطرح الحديث للمساحات المنفتحة امام المشهد ، لم يخلفني الرأي ولكنه أضاف :
الأعمال في معرضي الشخصي السابع ليست جميعها وليدة اليوم … نعم هناك جزء منها يحمل تجارب قديمة ، وهناك أعمال جديدة ، وجميعها تسبح في مكنوناتي وخطوطي وعالمي .
سبق هذا المعرض ستة معارض شخصية في كل من سيول بكوريا الجنوبية ، ثم قرية المفتاحة ، والثالث باتيلييه جدة ، والرابع بالولايات المتحدة ، والخامس في ملبورن باستراليا ، ثم المعرض السابق كان بقاعة نسما آرت بجدة . فماذا تعني اللوحة بالنسبة للفنان ، يقول ابو نواف :
اللوحة هي وسيلة التعبير للفنان ، ودائما ما أتأمل لوحاتي واجتهد في تفسيرها ومحاولة قراءتها وقراءة نفسي من خلالها ، ولم اتعمد إخفاء أي شيء فأنا استسلم لحالة من التداعي الحر أثناء الرسم واترك اللوحة تتحدث من خلال اللون والشكل عن عن الحقيقي والمتخيل .
كدت اتردد عن سؤاله وراء السبب في اختيار صالة تفتتح لأول مرة وغير معروفة المكان رغم انها تابعة للجمعية السعودية للفنون التشكيلية ؟ لكنه شجعني بقوله :
في صالة روافد.. التابعة للجمعية السعودية للفنون التشكيلية .. كان معرضي ، وكنت حريص أن أقف مع أنشطة وبرامج الجمعية .
من الجميل أن أضع أول الخطوات للزملاء والزميلات في هذه الصالة ، وقد اتخذت قراري لعلمي بأن الصالة جديدة والموقع جديد ، ولكن عرض الأعمال له شق آخر عندما أسعد برؤية أصدقائي من فناني وفنانات الرياض الذي أكن لهم كل محبة وتقدير .. ، كما اشكر لهم حضورهم ما قدموه لي ، والشكر الجزيل للرئيس الفخري للجمعية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن محمد بن سعود ، وحرمه صاحبة السمو الملكي الأميرة غادة بنت حمود بن عبد العزيز لحضورهم وافتتاح معرضي ورأيهم الذي اعتز فيه ، وأيضا مشاركة سموه معي بعدد من أعماله .
نعم كانت هناك ثمانية لوحات زيتية من أعمال سمو الأمير فيصل بن محمد جميعها عن الخيول وتوافد الزوار والزملاء على المكان وكانت هناك اسألة تدور في عقلي عن اختيار الفنان لعنوان معرضه ، وإن كان لافتا فعلا أنه عاد للعمل بمعزوفة لونية جميلة وكأنها تقاسيم على العود يدندن بها بعد احسبها ولله الحمد قد مرت بسلام وتركت الزميل والصديق العزيز يتلقى التهاني ممن قدموا للاحتفاء به لأكتب لكم تلك الكلمات .
والله من وراء القصد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق