الاثنين، 26 فبراير 2018

معرض (خدمات طالب) .

معرض (خدمات طالب) .
وسيلة الايضاح بالمدارس التي يقوم على إنتاجها طلاب الفصل بإشراف المدرس سواء بحجرة الدرس أو بالمختبر والمعمل والورش المهنية بشكل جماعي تعاوني ، أو بمجهود شخصي لكل واحد من الطلبة على حدى قد تكون هي النواة التي تتكون منها شخصية الطالب بعد ذلك ، وربما تظهر له ابعاد وقدرات ومواهب لا يكفي الحفظ والتلقين وتحصيل الدرجات من كشفها ، ولكن فيما اتصور ان تلك المهارات التي اكتسبها سوف تساعد بطريقة ما على نبوغ  الموهبة وإظهارها بشكل مدهش.
الطالب هنا اعطى مالديه من فكر وجهد ومهما قصر فهو بالنهاية مجهوده الخالص الخاص وقدراته التي ربما تزداد مع قادم الأيام ، والمعلم الجيد يأخذ بيد هذا الطالب وينمي مالديه ويرفع من قيمة موهبته ، وهو دور مهم وقيادي للمعلم الذي يبني العقول ويحفز على النهوض والإنطلاق باتجاه المستقبل الواعد.
وأما مكاتب ومكتبات وورش ـ خدمات الطالب ـ المنتشرة في كل المدن وكل الأوطان جعلت الطالب يدخل لحيز المستهلك وليس المنتج يعتاد الأطعمة المعلبة والسريعة والبيوت والمكاتب سابقة التجهيز منذ الصغر ، فليس المهم أن يعمل ويفكر طالما أن هناك يقوم بكل ذلك بمقابل مادي بسيط تعويضا عن جهد وتعب وفقد لخامات ومعدات ، المهم هو الظهور هنا امام الطلاب والمجتمع التعليمي بمشاركتي الجيدة والتي سوف يتباهى بها المعلم ذو القدرات المحدودة أمام المشرف التربوي المحدود بتعليمات مهامه الوظيفية بالتواقيع وخط سير المنهج أمام الإدارة التعليمية المحدودة القدرات الكسولة بلا طموح عن طرح الجديد من الأفكار تجنبا للشطط والدخول في مسائلة الجهات العليا بعدم الالتزام بخطط التعليم المتعارف عليها .
وحتى تكتمل الصورة الباهتة التي تعمل على وأد الموهبة في مهدها التقدير والتكر يم الذي يحصل عليه مجموع الكسالى المستهلكين من طالب ومشرف ومدير ومدرسة ومسؤول ، سلسلة مرتبطة ومترابطة من أجل إعلاء قيمة ـ خدمات الطالب ـ على حساب التفكير والمرور بتجربة الخطأ والصواب وتنمية القدرات .. ثم يزيد الأمر ألما ومرارة بتزايد محاضرات تنمية القدرات وزيادة دورات التدريب الفني الإداري والمهني على حساب التجربة التي مر بها المدرب نفسه دون التعريض لمسألة التجريب واستنتاج النتائج التي تحدث نتيجة كل تجربة منفصلة قد يستفاد منها بعد ذلك .

وفي عالمنا التشكيلي اليوم نمر على معارض ـ خدمات الطالب ـ بشكل يومي ولا يحرك فينا عرق ينبض بالرفض أو الإستهجان ، بل لقد استطاع فريق ـ خدمات الطالب ـ ان يضع لذلك مسميات ومصطلحات لتمرير هذا النمط بين ليلة وضحاها تقتل في طريقها أي طموح وأي إبتكار وإي فعل تشكيلي حقيقي نابع من المشاعر والتجربة الشخصية وتوثيق للحالة اليومية التي يشهدها العالم .  
                                                  راضي جودة

.............................................................................................................................................
اللوحة المصاحبة تعبيرية لا تخص معرض بعينه ولكنني وجدتها باحد المواقع وازلت ماعليها من عبارات .

الأربعاء، 21 فبراير 2018

كتاب : خواطر واحاديث للأبناء



ليلة خواطر تسر الخاطر نسعد فيها بصحبة كتاب الاستاذ الأديب عبد الله بن عبد المحسن الماضي .

السيدات والسادة
إن القراءة البصرية للأعمال التشكيلية التي نصادف رؤيتها في المتاحف وصالات العرض ومراسم الفنانين تحتاج إلى دربة ومهارة تزيد مع الأيام بتواصل المشاهدة والقراءة الفنية مما يرفع معدل الثقافة البصرية التأملية بين اللون والشكل .
وبما انني انتمي لجماعة الفن التشكيلي وقفت متأملا للكم الهائل من الصور والأفكار التي تمر بخاطري وتترك أثرها في ذاكرتي عندما أنتهي من قراءة رواية من الروايات ، بداية من مملكة الأطلانتيد لانتوال فرانس إلى مدينة الموت الجميل لسعيد الكفراوي.. عشرات الروايات التي صنعت وجودها داخل عقلي وقد اصطدم مع البعض منها عندما تتحول لمشاهد مسرحية أو دراما وسينما ، ويبقى الأثر في صدري أكثر بهجة وخصوصية وقدرة لمغازلتها في اللوحة .
ولوحة اليوم هي القراءة البصر ية لكتاب (خواطر وأحاديث للأبناء) للأديب الاستاذ عبدالله بن عبد المحسن الماضي والذي جاء نتيجة مجموعة من التجارب والأحداث التي مر بها الكاتب ـ اطال الله عمره ـ والقارئ لن يحتاج لمهارة كبيرة كي يتعاطى مع النص الذي اعتني الكاتب باهمية الحرص على بيان ثنائيات الحياة في مجملها من نهار وليل وشمس وقمر وقديم وحديث … وهكذا .. تلك الثنائيات التي صاغها ورصعها بأبيات من الشعر تجعل القاريء يفهم مدى القلق الذي لمس روح الكاتب وهو يرى انزواء بعض المظاهر والأشكال المتجذرة في نفسه من اهتمام بالعلم وقوامة اللغة وحب العمل والحرص على الوقت ، أمور تعدت الهم الشخصي والأسري إلى هم المواطن الذي ترعبه فكرة فقد الهوية .
والفنان بدوره يلتقط تلك الومضات والإشارات من بين السطور وثنايا الأحرف .. يعلم أن الكاتب الذي ذكر تعدد السيارات الواقفة أمام المداخل وربما التي وجدت مكانا داخل المنزل ، والمنازل المتسعة والكبيرة بعد حمد الله ليست مقارنة لما سبق وهو يحلم في السابق مجرد حلم أن تكون لديه مطية .. نعم الرجل يقدر ماصارت إليه الأمور وحاجة البيوت لأكثر من وسيلة إنتقال ولكن الخوف من تفشي فحش الإستهلاك والإنكباب على أشياء يمكن الإستغناء عنها ولن تتوقف الحياة دونها .
نعم الفنان يلتقط تلك الرسائل ويحاول بنص موازي أو تشكيل بصري تسجيل تلك الحالة ، كما يحدث تماما من الفنان الذي يسجل واقعة من الوقائع الحربية أو تجربة معيشية ثم تأخذ اللوحة طريقها وتتنفس داخل حياة جديدة تحمل بين ثنايا الوانها واشكالها وبعض الذي حدث بدرجة تماثل الواقع .
لذلك عندما نحاول الولوج لتفاصيل اللوحة هنا نجد النخلة هي قلب اللوحة ولن أضيف جديد إذا قلت أنها ( أي النخلة ) رمز الوطن لأن اللوحة في مجملها أخذت اسلوب التعبيرية الرمزية  في الجانب الأيمن منها الذي هو الأيسر للمشاهد ، محل جلوس الكاتب (رمزا) على منضدة الإبداع يدون خواطره وليس امامه قهوة ولا تمر ولا ماء فالكتابة في ظني حالة من الزهد تختفي معها حتى الحاجات الضرورية . من مأكل ومشرب واضعا يده اليمنى فوق قصاصة الورق كانه يربت عليها أكثر مما يتصور البعض أنه يقسم على محتواها ، ويعلو هذا الجانب المدينة الصاخبة بمبانيها وحركة الناس والسيارات دون الإغراق في تفاصيل لا تحتملها الرمزية .
وفي المقابل الكاتب وهو شابا ينظر للوح الكتابة يتمتم ببعض الحروف والكلمات والأبيات في ثياب بسيطة بساطة ذلك الزمان والشماغ بلا تشخيص وحتى ما تحتوية الأرض التي يجلس عليها من زاد وماء لم يكترث لها كثيرا والرسام هنا وضع اليد في استطاله لتتشبث بالأرض وبالمعرفة وحتى تلك الصحراء من خلف الشاب والجبال رصعت بحروف الكلام مبتهجة بالعلم والمعرفة التي هي مثل الشمس ساطعة بين المعرفة والبناء .

تلك هي قراءة الرسام بشكل ولون ويبقى لي أن أعتز بتلك الفرصة التي شرفت بها أن أكون ولوحتي بينكم وفي حضرة الأديب الوالد الذي أكن له كل التقدير والإحترام أبا عبد المحسن يستحق كل الحب والاعتزاز .. ولجسور الثقافية جميل الشكر لتنظيم تلك الفعالية والشكر للفنان صالح الخليفة والمهندس يعرب خياط وكل الزملاء والاعضاء وكريم الحضور .

الأحد، 11 فبراير 2018

الفنان ليس شيئا هامشيا .. لا تحاولوا نزع الجمال من وجوده

اليكم قصة حاولت ان اتقدم بها اليكم بتعبير فني فوتغرافي تهكمي لتتعرفوا احد الجوانب من حياتي الصاخبة بالمواجع والاحداث التي يكثر بها الالم . ومع ذلك احاول بين فترة واخرى ان اتجاوز ذلك بلوحة او كلمات ونصوص وخواطر وبعض الهلاوس اليوم واليوم تحديدا يمر 13 شهر على الحادث الاجرامي الذي تعرضت له من عصابة قذرة باغتتني في يوم شديد البرودة وكنت غاية في الالم والارهاق والتعب ولكن ايضا كنت مبتهجا بانني احمل مبلغ ايجار المسكن اي انني سوف ارتاح من عناء التفكير في مبلغ آخر لمدة ستة اشهر ولكن !!!!!
واليوم فكرت ان احتفي بتلك الذكرى الدرامية بشكل فني خاص بين السخرية والقرف والتهكم وكل انواع ووسائل التعبير التي تجعل تلك الذكرى وتلك الحالة لا تمر هكذا دون لفت الانتباه لها
تابع معي .. تتابع الصور 👇
الصورة الأولى :
شخص مسالم .. طيب القلب يتصور ان أحد الثقلاء يمزح معه ، أو لعله يتعرض لتحرش من متخلف عقليا ، سوف يتركه في حال سبيله في نهاية الأمر بعد ان يصيبه الإرهاق .. ( تلك كانت حالتي وصورتي الأولى ) .
الصورة الثانية :
زاد الضغط فوق العنق وبداية علامات التذمر .. ومحاولة التملص من ذلك المعتوه .
الصورة الثالثة :
كانت عصابة من المباغتين .. سارعوا في الضغط أكثر حتى تفرقت أفكاري وأعضائي .
الصورة الرابعة :
أباليس الأرض وشياطين الجن تجمعوا في رأسي وبدأت أعي حجم الجريمة دون حساب للوقت أو مجموع الخسائر .
الصورة الخامسة :
انفطر قلبي وانعقد لساني من دهشة ما حدث .. لكنني لم اتألم بحجم ألمي على ضياع الكثير من أعمالي داخل الفلاشات والهارد ديسك والأجهزة التي تم السطو عليها .
الصورة السادسة والأخيرة :
اليوم أدعوا الله مخلصا الا اراهم أو اتواجد مع حادث مماثل لأنني قد أقتلهم دون تفكير ، فالفنان ليس هشا وضعيفا كما يتصور البعض .. أو يعتقد الناس .
الفنان الذي صنع الحضارات ، وكتب وسجل سطور المجد .. قادر على أن يخنق كل من تطاول على حياته ومشروعه وإبداعه .. الفنان طويل بال ، ولكن أن ينسى ذلك هو المحال .
على الجميع ألا يتعاطفوا معي ولكن يفهموا أنني لست بتلك الهشاشة .
سوف أضع الصور هنا منفصلة واحاول الترتيب بقدر المستطاع





الجمعة، 9 فبراير 2018

عبثية الكتابة النقدية

من أعجب الأشياء أن يتصدى ويتصدر بعض القوم للكتابة النقدية في عبثية دون دراسة أو وعي تحت بند أنا أرى العمل هكذا ، وعليك أن تحترم الرأي .
طيب يا سيدي نحترم رأيك ونحترم شخصك الكريم ولكن أن تكتب مثل هذا الكلام عن لوحة بهذا الشكل فهي لوثة وتوثيق للاستسهال ونشر بلسفة المصالح .
اقرأوا هذا الكلام ، ثم أنظروا للوحة .
واكتفي بالتعليق أعلاه :
قراءة في لوحةخيال الروحللفنانة التشكيلية اللبنانية رجاء نيقولاس
علال فريالرباط في 16 يناير 2018

بين الحياة و الموت.. تسبح هذه الروح أو ظلها في فضاء الألوان.
خيال الروح، هو اسمها الذي اختارته لها مبدعتها الفنانة اللبنانية رجاء نيقولاس.. هو العنوان الذي اختارته لهذه اللوحة التي تتمدد و تتقلص بالأزرق و بالأحمر على البياض، و البياض أصل كل الألوان و أصل الحياة ووجهها، فأينما وليت لونا فيه أفعمك بالمعاني ما انشرح منها و ما انقرح.
فإن كانت أصواتنا و حركاتنا و كلماتنا تقارب الواقع من أجل الحوار كل الوقت، و لما يفرض الواقع على أحاسيسنا الصمت و إطباق الشفاه على الكلام و الجفون على الفرح، تتجه إلى الحلم إن في ظلام الليل أو في وضح النهار لتفجر ألمنا أو حبنا الفطري ذلك بشكل و بلون عفوي غير ما تعبر به النفوس البشرية العامة المارة و المتزحلقة و المتدحرجة الهائمة في مدارات الأرض و تداولاتها و المنغرسة في تراب لوحة الحياة. لما يختنق الصوت، يخرج حروفا و ألوانا و أنغاما. و ها هو على روح اللوحة الأبيض الأصيل في إنسانيتها يزرق اللون و أحمرا يتدفق و ما بينهما. هي المتنفس. و هي سرير الألوان الحية و عش الأمل.

و النظراتتلك الحركات الأُخر الميتة الحية داخل حلبة اللوحة، تتجه إليك في عليائك من عيون مثقلة حزنا أزرقا تعاتبك بلغة الظل لتقول لك أن أنك آلمتها، أن أنك خنقتها، في حديث أزرق و باخضرار بارد ارتكن إلى أعلى يسار اللوحة. تلك العيون تحدثك من داخل الألم، ثم تخطو نحو اليمين نزولا لتذكرك بالجراح التي أدمعت العين إلى أن أطفأتها و تنزلق الأحاسيس على اللزوجة الحمراء مستسلمة غير راضية مغمضة العينين أو في شبه إغماضة إلى الأسفل ناظرة حزينة، منتظرة بلون الأمل الذي يغطي الوجه البرتقالي شكلا و لونا، الوجه الحي الوحيد في الصورة.
فهل تستمر الجراح بفرض الموت على الأحاسيس سبيلا، يضرب الجرحَ بالجرح و يسيجُ بالإحباط و بلون الموت الأحاسيس الجميلة التي تخبئها تلك الجفون عريضة الأمل برموشها الفياضة. و هل ينكمش الفم و ينغلق لينخرس اللسان في الصورة و ينسحب الأنف ليختنق الأمل و يرجع إلى الخلف ليغرق في زرقة اليأس أمام غطرسة ذكورية شبه سوداء يبدو أنها تريد للناس أجمعين ما لا يريده لهم الإحساس السليم.. ”أن اطمئن يا قلب، فالمرأة لن تستسلمَ و الأرضُ !”
خيال الروحلوحة مفتوحة على عدة تأويلات و احتمالات و قراءات، و لقد قرأت فيها من زاويتي بعدين لا يخلوان من حضور للرجل و للمرأة، و من غبن تتحمل ثقله الأرض تحت سيطرة ذكورية على السلطة يبدو أنها لا تريد أن تسلم.

خيال الروحلوحة كلها أمل في أن يرجع الإنسان إلى رشده و يفهم بأن الحياة في الأول و في الأخير، في البدء و في النهاية، تتلخص في المرأة و في الطفل، و دونهما حزن و دمار و انهيارات عاطفية فقط من كثرة التساقطات الدمعية.
فتحية للفنانة التي حملت بأصابعها الريشة و ارتحلت على القماش تسحب ألوان الألم حول أمل في وسط اللوحة بطريقتها الخاصة اللولبية، في حركة صلاة إنسانية. للفنانة رجاء نيقولاس على كل هذا الجمال الذي يتحدى الحزن و الألم معا تحية زكية إذن.. جد عالية.