الخميس، 29 ديسمبر 2011

الفنان السوري علي غريب




الفنان التشكيلي‮ ‬السوري‮ ‬علي‮ ‬غريب‮‬
التخيل هو القدرة على‭ ‬الدخول لآفاق جديدة
الفنان التشكيلي‮ ‬داخلي‮ ‬سيطر على‭ ‬معظم أعمالي

حاوره‮  ‬راضي‮ ‬جودة‮‬
‮] ‬علي‮ ‬غريب فنان خرج من حلب إلى فضاء الترحال‮ ‬يبحث عن سر اللون وإشكالية التخيل‮، ‬سافر الشاب اليافع من حلب إلى استانبول بعد حصوله على‭ ‬شهادة الثانوية دارساً‭ ‬للهندسة المدنية بمعهد‮  ‬يلدز‮ ، ‬أي‮ ‬النجمة ويعود اختياره للدراسة بتركيا لأواصر القربى‮، ‬وعندما وضع أقدامه على‭ ‬عتبات الدراسة أخذته السينما حتى‭ ‬قام بالتمثيل في‮ ‬فيلم‮  ‬الآن أصحبنا‮ ‬غرباء‮  ‬يقولها بالتركية‮  ‬يابان جي‮ ‬أولدك‮  ‬ورفضت أسرته فكرة التمثيل ففضل العودة إلى سوريا بعد أن أخفق في‮ ‬دراسة الديكور لكثرة المتقدمين وتحيز القبول للقبارصة الأتراك‮ ‬
عمل نائباً‭ ‬لمدير إدارة قضايا الدولة‮، ‬وتلك الإدارة لها دور المساعدة في‮ ‬استخراج ومتابعة المستندات التي‮ ‬تدافع بها عن موقف الدولة من تلك القضايا‮، ‬وترك العمل بعد سنة‮، ‬سافر بعدها إلى ألمانيا عام ‮٢٧٩١‬م للدراسة‮ ‬
يقول عن تلك الفترة‮»‬درست في‮ ‬ألمانيا دراسات عديدة منها هندسة الديكور الداخلي‮ ‬وبسبب ملاحقة سلطات الإقامة لجأت للتسجيل طالباً‮ ‬بجامعة‮ (‬هانوفر‮) ‬واستكملت الدراسة للحصول على‭ ‬بكالوريوس الهندسة المعمارية،‮ ‬ورغم ذلك درست بالأكاديمية العليا للتربية الفنية‮  ‬SAFBK، ‬والحصول على‭ ‬درجة مصمم وذلك دراستي‮ ‬للرسم الحر والنحت،‮ ‬عشر سنوات قضيتها في‮ ‬المانيا بعدها قدمت للعمل بالسعودية‮ ‬
‮[ ‬متى‭ ‬سيطر المهندس المدني‮ ‬داخلك على‭ ‬التشكيلي؟
‮ ‬لا بالعكس‮، ‬سيطر الفن التشكيلي‮ ‬داخلي‮ ‬على‭ ‬معظم أعمالي،‮ ‬وأرى أن الفن التشكيلي‮ ‬هو السيد الذي‮ ‬سيطر على‭ ‬ملكاتي‮ ‬وكان له التأثير الأكبر على‭ ‬كل أعمالي‮ ‬أو مكتسباتي‮ ‬ولأن الفن التشكيلي‮ ‬هو الذي‮ ‬رافقني‮ ‬منذ الطفولة وكان له التأثير على‭ ‬مخيلتي‮ ‬بما فتح أمامي‮ ‬العديد من الطرق والأبواب‮ ‬
‮[‬‭ ‬الوجوه تطارد أعمالك كالأشباح وتتخيلها في‮ ‬كل قطعة مهما اختلفت في‮ ‬الحجم أو المضمون‮، ‬ترى‭ ‬ما هي‮ ‬التداعيات التي‮ ‬تجعل من الوجوه رموزاً‮ ‬تجسد أمامك؟
‮ ‬من المهم أن أذكر أن جميع الرسامين والفنانين في‮ ‬العالم‮ ‬يعالجون الوجوه ونرى‭ ‬ذلك في‮ ‬أعمال بيكاسو الذي‮ ‬عالج الوجوه والنقاط الإنسانية خاصة المرأة لدورها المهم على أرض الواقع كما تتداخل الطبيعة والإنسان وذلك التمازج بين جميع الكائنات وأنت عندما تسير في‮ ‬المدينة تتقابل مع طيوف من الناس والمعاني‮ ‬وتتأثر بها وربما تعيش معها بطبيعة الحال ولكنها تجذب إحساسك خلال البائس والسعيد والعبوس والضاحك والشاعر حافظ إبراهيم كما شوقي‮ ‬شاعرين في‮ ‬عصر واحد لكن لكل منهما شكل ولون وتأثير على‭ ‬الآخرين،‮ ‬ومخيلتي‮ ‬تحمل صور للإنسان والحيوان والطير والعالم‮، ‬لدي‮ ‬مخزون ولا أعلن إلا عن القليل‮.. ‬فعندي‮ ‬تجارب في‮ ‬المتخيل وما وراء الخيال والفنتازيا وأشكال جمالية‮ ‬غير مألوفة وكلها أشياء تعيش في‮ ‬أعماق الفنان‮ ‬
‮[ ‬ليس هناك منهجية ولا رابط في‮ ‬كثير من أعمالك رغم خصوصيتها الانفرادية‮،السؤال هنا‮، ‬هل كل عمل له شخصيته وفرادته أم أنه‮ ‬يعيش مع أعمال أخرى؟
‮ ‬كل عمل عندي‮ ‬له مملكته وإحساسه تنطلق من داخلي‮ ‬باتجاه مدرسة ساقتني‮ ‬إليها اللوحة أو العمل وعلى‭ ‬الرغم من أنني‮ ‬ضد الانفرادية في‮ ‬الفن ولا‮ ‬يدخل في‮ ‬عقلي‮ ‬التقيد بمدرسة بعينها وهذا‮ ‬يعتبر بالنسبة لي‮ ‬طريق واحد لا‮ ‬يمكن الخروج عنه ونهايته محدودة كالفنان الذي‮ ‬يداعب الرموز الأفريقية على‭ ‬سبيل المثال بنفس الألوان وبنفس الأسلوب لسنوات عديدة فالمدرسة الواحدة قيد واختناق للفكر المحلق وأنا ضمن مجموعة من التجريبيين ولست تقليدياً‮ ‬من زاوية أكاديمية خاصة لكن أرى‭ ‬في‮ ‬أعمالي‮ ‬تشعب الطرق وكل عمل خاضع للحظة في‮ ‬الزمن واللون لا‮ ‬يمكن تغييرها بيوم آخر‬
‮[‬‭ ‬هل المهندس علي‮ ‬غريب أكثر واقعية من الفنان علي‮ ‬غريب أم أنك تحلق بالخيال أينما كنت؟
الهندسة المعمارية خيال وحصولي‮ ‬على‭ ‬الدرجة الأولى في‮ ‬الهندسة المدنية عن مشروع النادي‮ ‬الليلي‮ ‬الذي‮ ‬كان مشروع التخرج أكد الدكتور المشرف أن خيالي‮ ‬واسع وأنه لم‮ ‬ير مثل ذلك المشروع منقبل حتى في‮ ‬بعض الكتب ولم‮ ‬يعالجه أحد بنفس الكيفية وقرر تدريسه للطلاب‮.. ‬وكثير من الفنانين العالميين أو على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم لم‮ ‬يدرسوا الفن بنفس المستوى‭ ‬الذي‮ ‬استغرقته بالدراسة لذلك لا تتعجب من محبتي‮ ‬للفن الذي‮ ‬تغلب على‭ ‬كل الدراسات كما أن فني‮ ‬يتآخى‭ ‬مع عملي‮ ‬المعماري‮ ‬وأعطيك مثال على‭ ‬مدينة ملاهي‮ ‬عندما أعالج الأسطح بنفس لون السماء من أعمال والت ديزني‮ ‬لاضفاء نقاط جمالية للمكان وتغطية السقف بما‮ ‬يشغل حيز المكان من كل اتجاه حتى‭ ‬ترى‭ ‬العنكبوت‮ ‬يسقط من تلك الأسقف أنه موضوع جديد وشيق‮ ‬يدخل حيز التنفيذ لأن الخيال‮ ‬يجعل الإنسان‮ ‬يقوم بأعمال تثير الدهشة‮.‬
‮[ ‬اسمك‮ ‬يرادف اللوحة الباهظة السعر‮.. ‬ما هي‮ ‬ضوابط الأسعار للوحات في‮ ‬رأيك بين الموضوع،‮ ‬واسم الفنان؟
‮- ‬السعر ليس له علاقة باللوحة نفسها جيدة أو‮ ‬غير جيدة فهي‮ ‬فكرة فنية بالدرجة الأولى،‮ ‬وفي‮ ‬بداياتي‮ ‬لم أوافق على‭ ‬بيع أربع لوحات أصلية بثمن خمسون ألف ريال أي‮ ‬بقيمة سعر سيارتين صغيرتين في‮ ‬ذلك الوقت ولكن للظروف المعيشية والاحتياجات اليومية أجبرتني‮ ‬على‭ ‬الموافقة ‬
ولو كان لدي‮ ‬من الأموال ما‮ ‬يكفي‮ ‬ما اضطررت لبيع أي‮ ‬من أعمالي‮ ‬وأنا الآن في‮ ‬صراع من أجل البيع أو عدمه حسب ظروفي‮ ‬واسم الفنان مهم للتعريف وليس لتسعير اللوحة‮‬
‮[ ‬رأينا في‮ ‬بعض المعارض لوحات مأخوذة من أعمال أو جزء من أعمال الكبار والصغار عبر الزيارات لأوروبا سابقاً‮ ‬وزيارات الشبكة العنكبوتية حالياً‮.. ‬ما رأيك في‮ ‬تلك السرقات أم أن لا اسم آخر في‮ ‬رأيك؟
‮- ‬في‮ ‬كل أنحاء الدنيا توجد تلك السرقات حتى إنهم اتهموا الموسيقار محمد عبدالوهاب في‮ ‬سرقة ألحانه وأعتقد أن الذي‮ ‬يسرق هو فنان ضحل ليس لديه خيال فيسطوا على‭ ‬خيال الآخرين‮، ‬والفنان الحقيقي‮ ‬يبدع من داخل نفسه وليس نقلاً‭ ‬زوايا وأعمال‮ ‬غيره‮‬
‮[ ‬أعمالك متهمة بأنها تحلق في‮ ‬فضاءات الغرب دون أن تلمس منطقة البيئة التي‮ ‬تحياها‮.. ‬أقصد الشرق؟
 ‬إن العشر سنوات التي‮ ‬أمضيتها في‮ ‬الغرب هي‮ ‬التي‮ ‬بلورت شخصيتي‮ ‬الفنية وصقلت تجربتي‮ ‬بالدراسة والوعي‮ ‬بشكل حقيقي‮ ‬مما سيطر على‭ ‬خيال في‮ ‬استقصاء الأعمال من منابعه الغربية الأصلية،‮ ‬هذا لا‮ ‬يمنع أن لدي‮ ‬أعمال حول البيئة المحلية والعربية لا بأس بها قد تكون قليلة قياساً‮ ‬على‭ ‬جملة أعمالي‮ ‬ولكنها تجارب صميمية لا تنسى وإن كان هناك محاذير على‭ ‬كثير من مفردات الفن في‮ ‬البيئة العربية‮‬
‮[‬‭ ‬اصرارك على‭ ‬وصول دعوة للمشاركة في‮ ‬المعارض قد‮ ‬يعطيك فكرة كاملة عن المشاركين وحجم المشاركة ومع ذلك تتقدم ببعض الأعمال القديمة؟ لماذا؟
 ‬الجمهور الذي‮ ‬تقدم له أعمالك في‮ ‬العالم العربي‮ ‬ليس بنفس ثقافة واهتمام‮ ‬غيره من جمهور الفن على‭ ‬مستوى العالم فالجمهور العربي‮ ‬انطباعي‮ ‬بشكل كبير،‮ ‬أما الجمهور الأوروبي‮ ‬فهو‮ ‬يتقبل ما تقدم من أعمال وتجريب ويقترب كثيراً‮ ‬من فهم ما تحتويه من رموز واتجاهات،‮ ‬والعمل الذي‮ ‬يصل سعره إلى‭ ‬مليون ونصف أو أكثر ليس بنفس مستوى‭ ‬الجمهور الذي‮ ‬يرى‭ ‬العمل من دون أن‮ ‬يكلف نفسه عناء التفكير سوى‭ ‬في‮ ‬السطوح والأشكال القريبة من عقله وثقافته،‮ ‬ويمكنك أن تتصور كيف اكتسبت هذه الفكرة من تجاربي‮ ‬في‮ ‬معارض بصالة الأمير فيصل بن فهد والسفارتين الفرنسية والمصرية كذلك معارض في‮ ‬أوروبا وهناك من الرسامين ممن‮ ‬يبحثون وراء أسلوبي‮ ‬في‮ ‬الخلفيات وكثير من التقنيات ولم أسمع من الجمهور العربي‮ ‬من‮ ‬يريد أن‮ ‬يقتني‮ ‬جميع لوحاتي‮ ‬عكس الأوروبي‮ ‬الذي‮ ‬يريد أن‮ ‬يدفع ما لديه بطريقة أو بأخرى لاقتناء عمل من أعمالي‮‬
وموضوع الفن أو مفهومه بالنسبة لعلي‮ ‬غريب هو أن لدى‭ ‬أساليب وطرق عديدة‮، ‬أنا على‮ ‬يقين أن قدرة الله سبحانه وتعالى بجمال مخلوقاته جعل لبعض الناس الإحساس بالفن والجمال والتأمل في‮ ‬محتوى الكون،‮ ‬وفي‮ ‬رأيي‮ ‬أن الخيال‮ ‬يعطيك آفاق لم تكن تتصورها‮‬


الاثنين، 26 ديسمبر 2011

فريدة كهلوا


فريدة‮‮ ‬كهلوا
المرض‮‮ ‬و‮‮ ‬الإبداع‮‮ ‬المر
بقلم‮‮ ‬ـ‮ ‬راضي‮‮ ‬جودة

عناوين جانبية مقترحة 
ـ ‬النقاد‮‮‮ ‬كانوا‮‮‮ ‬يصنفون‮‮‮ ‬أعمالها‮‮‮ ‬ضمن‮‮‮ ‬الاتجاه‮‮‮ ‬السريالي 
ـ ‬استطاعت‮‮‮ ‬عبر‮‮‮ ‬لوحاتها‮‮‮ ‬أن‮‮‮ ‬تجعل‮‮‮ ‬المتلقي‮‮‮ ‬يرى‮‮‮ ‬الألم‮‮‮ ‬أرضاً‮‮‮ ‬واقعية
ـ تتميز ‬أعمال‮ ‬الفنانة‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬المزج‮ ‬بين‮ ‬الواقعية‮ ‬والسريالية‮ ‬الغير‮ ‬متعمد
ـ كتب‮‮‮ ‬دييغو‮‮‮ ‬ريفيرا‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬سيرته‮‮‮ ‬الذاتية‮‮‮ ‬أن‮‮‮ ‬اليوم‮‮‮ ‬الذي‮‮‮ ‬ماتت‮‮‮ ‬فيه‮‮‮ ‬كاهلو‮‮‮ ‬كان‮‮‮ ‬أكثر‮‮‮ ‬الأيام‮‮‮ ‬مأساوية‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬حياته 
ـ في الفيلم نرى ‬الممثلة‮‮ ‬سلمى‮‮ ‬حايك‮‮ ‬ قد‮‮ ‬تفوقت‮‮ على‮‮ ‬نفسها‮‮ ‬في‮‮ ‬هذا‮‮ ‬الدور‮‮ ‬المعقد‮‮ ‬والمركب‮‮


‮‮‮ ‬ونحن‮‮‮ إذ ‬نتعرف‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬بعض‮‮‮ ‬التفاصيل‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬حياة‮‮‮ ‬الفنانة‮‮‮ ‬المكسيكية‮‮‮ ‬الشهيرة‮‮‮ ‬فريدا‮‮‮ ‬كهلوا‮‮‮ ‬نضع‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬تصورنا‮‮‮ ‬النقل‮‮‮ ‬الحي‮‮‮ ‬لبعض‮‮‮ ‬مراحل‮‮‮ ‬المعاناة‮‮‮ ‬والمرض‮‮‮ ‬التي‮‮‮ ‬شكلت‮‮‮ ‬العنصر‮‮‮ ‬الهام‮‮‮ ‬والدافع‮‮‮ ‬وراء‮‮‮  ‬ذلك‮‮‮ ‬الانتاج‮‮‮ ‬الغزير‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬الرغم‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬الحياة‮‮‮ ‬القصيرة‮‮‮ ‬التي‮‮‮ ‬عاشتها‮‮‮ ‬بين‮‮‮ ‬معاناة‮‮‮ ‬مع‮‮‮ ‬المرض‮‮‮ ‬والمشاكل‮‮‮ ‬الزوجية‮‮‮ ‬والأخطاء‮‮‮ ‬الشخصية‮‮‮ ‬التي‮‮‮ ‬لا‮‮‮ ‬تنفصل‮‮‮ ‬عراها‮‮‮ ‬عن‮‮‮ ‬المكون‮‮‮  ‬الحقيقي‮‮‮ ‬لكثير‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬تفاصيل‮‮‮ ‬أعمالها‮‮‮ ‬الفنية‮‮‮ ‬ورموزها‮‮‮ ‬وشخوصها‮‮‮ ‬والتي‮‮‮ ‬تعتبر‮‮‮ ‬نموذجا‮‮‮ ‬بين‮‮‮ ‬الفنانين‮‮‮ ‬الإنطباعيين‮‮‮ ‬الذين‮‮‮ ‬لخصوا‮‮‮ ‬أفكارهم‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬مفردات‮‮‮ ‬سهلة‮‮‮ ‬ومباشرة‮‮‮ ‬دون‮‮‮ ‬الاتكاء‮‮‮ ‬على‮‮‮ أشياء‮‮‮ ‬مبهمة‮‮‮ ‬وأشكال‮‮‮ ‬تتحور‮‮‮ ‬داخل‮‮‮ ‬العمل‮‮‮ ‬لمفهوم‮‮‮ ‬مغاير‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬وإن‮‮‮ ‬كان‮‮‮ ‬البعض‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬النقاد‮‮‮ ‬كانوا‮‮‮ ‬يصنفون‮‮‮ ‬أعمالها‮‮‮ ‬ضمن‮‮‮ ‬الاتجاه‮‮‮ ‬السريالي،‮‮‮ ‬إلا‮‮‮ ‬أنها‮‮‮ ‬لم‮‮‮ ‬تدعي‮‮‮ ‬ذلك‮‮‮ ‬بل‮‮‮ ‬كانت‮‮‮ ‬تنقل‮‮‮ ‬حقيقة‮‮‮ ‬ماتراه‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬وحقيقة‮‮ ‬الأمر‮‮ ‬أن‮‮ ‬أعمالها‮‮ ‬لاذعة‮‮ ‬وصريحة‮‮ ‬وقاسية‮‮ ‬وحانية‮‮ ، ‬وقالت‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬مذكراتها‮‮‮ ‬ـ‮‮‮ ‬لم‮‮‮ ‬أرسم‮‮‮ ‬أبداً‮‮‮ ‬أحلاماً‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬بل‮‮‮ ‬أرسم‮‮‮ ‬واقعي‮‮‮ ‬الحقيقي‮‮‮ ‬فقط‮‮‮ ‬ـ،‮‮‮ 
‮‮‮ ‬ولدت‮‮‮ ‬الفنانة‮‮‮ ‬الرسامة‮‮‮ ‬المكسيكية‮‮‮ ‬فريدا‮‮‮ ‬كهلو‮‮‮ ‬دي‮‮‮ ‬ريفيرا‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬٦‮‮‮ ‬يوليو‮‮‮ ‬عام‮‮‮ ‬٧٠٩١‮‮‮م ‬وتوفيت‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬الثالث‮‮‮ ‬عشر‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬نفس‮‮‮ ‬الشهر‮‮‮ ‬عام‮‮‮   ‬٤٥٩١‮‮م ‬خلفت‮‮‮ ‬ورائها‮‮‮ ‬تراثاً‮‮‮ ‬تشكيلياً‮‮‮ ‬كبيراً‮‮‮ ‬ رائعاً‮‮‮ ‬،
أي‮‮‮ ‬أنها‮‮‮ ‬عاشت‮‮‮ ‬74‮‮‮ ‬عاما‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬وهي‮‮‮ ‬واحدة‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬أربع‮‮‮ ‬أبناء‮‮‮ ‬لأبوها‮‮‮ ‬المهاجر‮‮‮ ‬اليهودي‮‮‮ ‬الألماني‮‮‮ ‬وأمها‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬ذات‮‮‮ ‬الأصل‮‮‮ ‬المكسيكي،‮‮‮ وفي‮‮‮ ‬السادسة‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬عمرها ‬تعرّضت‮‮‮ ‬للإصابة‮‮‮ ‬بمرض‮‮‮ ‬شلل‮‮‮ ‬الأطفال‮‮‮ ‬فتأذت‮‮‮ ‬رجلها‮‮‮ ‬اليمنى،‮‮‮ ‬وخلّف‮‮‮ ‬ذلك‮‮‮ ‬عوقاً‮‮‮ ‬بساقها‮‮‮ ‬مما‮‮‮ ‬عكست‮‮ ‬تلك‮‮ ‬الإعاقة‮‮‮ ‬أثراً‮‮‮ ‬نفسياً‮‮‮ ‬سيئاً‮‮‮ ‬عليها‮‮‮ ‬لفترة‮‮‮ ‬طويلة‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬حياتها،‮‮‮ ‬لم‮‮‮ ‬ترتدِ‮‮‮ ‬الفستان‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬حياتها‮‮‮ ‬إلاّ‮‮‮ ‬مع‮‮‮ ‬الجوارب‮‮‮ ‬الصوفية‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬عز‮‮‮ ‬الصيف‮‮‮ ‬كي‮‮‮ ‬تخفي‮‮‮ ‬أعاقتها‮‮‮ ‬،
ولم‮‮‮ ‬تنتهي‮‮‮ ‬معانتها‮‮‮ ‬عند‮‮‮ ‬هذا‮‮‮ ‬الحد‮‮‮ ‬فقد‮‮‮ ‬تعرضت‮‮‮ ‬عام‮‮‮ ‬٥٢٩١م‮‮‮ ‬وهي‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬الثامنة‮‮‮ ‬عشر‮‮‮ ‬إلى‮‮‮ ‬حادث‮‮‮ ‬باص‮‮‮ ‬كان‮‮‮ ‬يقلّها‮‮‮ ‬إلى‮‮‮ ‬منزلها‮‮‮ ‬وعلى‮‮‮ ‬أثر‮‮‮ ‬الحادث،‮‮‮ ‬اضطرت‮‮‮ ‬إلى‮‮‮ ‬التمدد‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬ظهرها‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬دون‮‮‮ ‬حراك‮‮‮ ‬لمدة‮‮‮ ‬سنة‮‮‮ ‬كاملة،‮‮ ‬عملت‮‮‮ ‬والدتها‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬راحتها‮‮‮ ‬طوال‮‮‮ ‬تلك‮‮‮ ‬السنة،‮‮‮ ‬ووضعت‮‮‮ ‬لها‮‮‮ ‬سريراً‮‮‮ ‬متنقلاً‮‮‮ ‬ومرآة‮‮‮ ‬ضخمة‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬سقف‮‮‮ ‬الغرفة،‮‮‮ ‬فكانت‮‮‮ ‬وحيدة‮‮‮ ‬وجهاً‮‮‮ ‬لوجه‮‮‮ ‬مع‮‮‮ ‬ذاتها‮‮‮ ‬طوال‮‮‮ ‬النهار،‮‮‮ ‬فطلبت‮‮‮ ‬ريشة‮‮‮ ‬وألواناً‮‮‮ ‬وأوراقاً‮‮‮ ‬لترسم،‮‮‮ ‬وراحت‮‮‮ ‬تنقل‮‮‮ ‬صورتها‮‮‮ ‬يومياً‮‮‮ ‬واكتشفت‮‮‮ ‬بذلك‮‮‮ ‬حبها‮‮‮ ‬بل‮‮‮ ‬شغفها‮‮‮ للرسم،‮‮‮  ‬فريدا‮‮‮ ‬لم‮‮‮ ‬تدرس‮‮‮ ‬الرسم‮‮‮ ‬أكاديمياً‮‮‮ ‬إلا‮‮‮ ‬أنها‮‮‮ ‬كانت‮‮‮ ‬قد‮‮‮ ‬تلقّت‮‮‮ ‬بعض‮‮‮ ‬الدروس‮‮‮ ‬الخصوصية‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬يد‮‮‮ ‬أحد‮‮‮ ‬الأساتذة،‮‮‮ ‬و‮‮‮ ‬استطاعت‮‮‮ ‬عبر‮‮‮ ‬لوحاتها‮‮‮ ‬أن‮‮‮ ‬تجعل‮‮‮ ‬المتلقي‮‮‮ ‬يرى‮‮‮ ‬الألم‮‮‮ ‬أرضاً‮‮‮ ‬واقعية،حياً‮‮‮ ‬قبيحاً‮‮‮ ‬قاتلاً‮‮‮ ‬ومعوقاً،‮‮‮  ‬ومن‮‮‮ ‬هنا‮‮‮ ‬نجد‮‮‮ ‬تلك‮‮‮ ‬الإجابة‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬تكرار‮‮‮ ‬رسم‮‮‮ ‬صورتها‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬أكثر‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬وضع‮‮‮ ‬بل‮‮‮ ‬لعلنا‮‮‮ ‬نقول‮‮‮ ‬أنها‮‮‮ ‬كانت‮‮‮ ‬ترسم‮‮‮ ‬ذات‮‮‮ ‬الشخصية‮‮‮ ‬المتوحدة‮‮‮ ‬معها‮‮‮ ‬بذات‮‮‮ ‬الشكل‮‮‮ ‬بصفة‮‮‮ ‬يومية‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬توضيحا‮‮‮ ‬للمعاناة‮‮‮ ‬التي‮‮‮ ‬قد‮‮‮ ‬لا‮‮‮ ‬يشعر‮‮‮ ‬بها‮‮‮ ‬إلا‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬مر‮‮‮ ‬بنفس‮‮‮ ‬الظروف‮‮‮ التي مرت بها‮‮‮ ‬دونما‮‮‮ ‬الخوض‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬عشق‮‮‮ ‬الذات‮‮‮ ‬والنرجسية‮‮‮ ‬التي‮‮‮ ‬تطغى‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬معظم‮‮‮ ‬الفنانين‮‮‮ ‬ولكن‮‮‮ ‬تتسرب‮‮‮ ‬أوجاعهم‮‮‮ ‬خلال‮‮‮ ‬تسجيل‮‮‮ ‬بعض‮‮‮ ‬الأعمال‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬وكان‮‮‮ ‬الرسم‮‮‮ ‬بالنسبة‮‮‮ ‬لفريدا‮‮‮ ‬ومحور‮‮‮ ‬أعمالها‮‮‮ ‬الواقع‮‮‮ ‬والقدر،‮‮‮ ‬إذ‮‮‮ ‬نبع‮‮‮ ‬ذلك‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬تجربتها‮‮‮ ‬الخاصة‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬المعاناة،‮‮‮ ‬وكان‮‮‮ ‬الرسم‮‮‮ ‬المتنفس‮‮‮ ‬الوحيد‮‮‮ ‬لآلامها‮‮‮ ‬وعذاباتها‮‮‮ ‬وقدرها‮‮‮ ‬التعيس،‮‮‮ ‬والمعاناة‮‮‮ ‬جعلت‮‮‮ ‬تجربتها‮‮‮ ‬الخاصة‮‮‮ ‬منبعاً‮‮‮ ‬للخيال،‮‮‮ ‬ولم‮‮‮ ‬يكن‮‮‮ ‬ذلك‮‮‮ ‬إلغاء‮‮‮ ‬للواقع‮‮‮ ‬للوصول‮‮‮ ‬إلى‮‮‮ ‬مملكة‮‮‮ ‬الخيال،‮‮‮ ‬إذ‮‮‮ أن‮‮‮ ‬لوحاتها‮‮‮ ‬كانت‮‮‮ ‬واقعية‮‮‮ ‬قابلة‮‮‮ ‬الفهم‮‮‮ ‬غير‮‮‮ ‬مستعصية‮‮‮ ‬الادراك،‮‮‮ ‬وفيها‮‮‮ ‬الكثير‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬التوثيقية‮‮‮ ‬والتقريرية‮‮‮ ‬وواضحة‮‮‮ ‬حتى‮‮‮ ‬للمشاهد‮‮‮ ‬البسيط،‮‮‮ ‬رغم‮‮‮ ‬أنها‮‮‮ ‬تعتبر‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬أشهر‮‮‮ ‬فناني‮‮‮ ‬المكسيك‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬وأن‮‮‮ أعمالها‮‮ ‬كانت‮‮ ‬ومازالت‮‮ ‬إلهاما‮‮ً ‬لبيوت‮‮ ‬الأزياء‮‮ ‬المكسيكية‮‮ ‬،‮‮ ‬وقد‮‮‮ ‬تزوجت‮‮‮ ‬فريدا‮‮‮ ‬كاهلو‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬الرسام‮‮‮ ‬المكسيكي‮‮‮ ‬دييغو‮‮‮ ‬ريفيرا‮‮‮ ‬في‮‮‮ أغسطس‮‮‮ ‬عام‮‮‮ ‬9291‮م ‬وقد‮‮‮ ‬كان‮‮‮ ‬عمرها‮‮‮ ‬٢٢سنة‮‮‮ ‬بينما‮‮‮ ‬كان‮‮‮ ‬عمر‮‮‮ ‬ريفيرا‮‮ ‬٢٤‮‮‮ ‬سنة‮‮‮ ‬ونتيجة‮‮‮ ‬لطباعها‮‮‮ ‬الصعبة‮‮‮ ‬تطلقا‮‮‮ ‬بعد‮‮‮ ‬عشر‮‮‮ ‬سنوات‮‮‮ ‬عام ٩٣٩١م ‬ولكنهما‮‮‮ ‬تزوجا‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬جديد‮‮‮ ‬بعد‮‮ ‬عام‮‮ ‬واحد‮‮ ‬في‮‮‮ ‬سان‮‮‮ ‬فرانسيسكو،يذكر‮‮‮ أن ‬كاهلو‮‮‮ ‬كانت‮‮‮ ‬لديها‮‮‮ ‬ازدواجية‮‮‮ ‬جنسية‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬وتلك الإزدواجيه كانت‮‮‮ ‬سبباً‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬مشاكلها‮‮‮ ‬أثناء‮‮‮ ‬زواجها‮‮ ‬كما كان‮‮ ‬يميز‮‮ ‬الزوجين‮‮ ‬أنهما متعاطفين‮‮‮ ‬مع‮‮ ‬شيوعيين‮‮‮ ‬ناشطين،‮‮‮ ‬تصادقت‮‮‮ ‬فريدا‮‮‮ ‬وزوجها‮‮‮ ‬مع‮‮ ‬ليون‮‮ ‬تروتسكي‮‮‮  ‬الباحث‮‮‮ ‬عن‮‮‮ ‬ملجأ‮‮‮ ‬سياسي‮‮‮ ‬بعيداً ‬عن‮‮‮ ‬نظام‮‮‮ ‬جوزيف‮‮‮ ‬ستالين‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬الإتحاد‮‮‮ ‬السوفييتي،‮‮‮ ‬عاش‮‮‮ ‬تروتسكي‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬البداية‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬منزل‮‮‮ ‬الزوجين‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬حيث‮‮‮ ‬حدثت‮‮‮ ‬علاقة‮‮‮ ‬بينه‮‮‮ ‬وبين‮‮‮ ‬كاهلو،‮‮‮ ‬انتقل‮‮‮ ‬تروتسكي‮‮‮ ‬وزوجته‮‮‮ ‬بعدها‮‮‮ ‬إلى‮‮‮ ‬منزل‮‮‮ ‬آخر‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬كيوكان‮‮‮ ‬حيث‮‮‮ ‬إغتيل‮‮‮ ‬تروتسكي‮‮‮ ‬لاحقا‮‮‮  ‬٠
قبل‮‮‮ ‬أيام‮‮‮ ‬قليلة‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬وفاة‮‮‮ ‬فريدا‮‮‮ ‬كاهلو‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬٣١‮‮‮ ‬يوليو‮‮ ‬٤٥٩١م،‮‮‮ ‬كتبت‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬مذكراتها‮‮‮ ‬أتمنى‮‮‮ ‬أن‮‮‮ ‬يكون‮‮‮ ‬الخروج‮‮‮ ‬ممتعا‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬وأتمنى‮‮‮ ‬أن‮‮‮ ‬لا‮‮‮ أحتاج‮‮‮ ‬العودة‮‮‮ ‬أبدا‮‮‮  ‬،‮‮ ‬ويعود‮‮‮ ‬السبب‮‮‮ ‬الرسمي‮‮‮ ‬للوفاة‮‮‮ ‬هو‮‮‮ ‬التهاب‮‮‮ ‬رئوي،‮‮‮ ‬لكن‮‮‮ ‬البعض‮‮‮ ‬يشك‮‮‮ ‬بأن‮‮‮ ‬تكون‮‮‮ ‬قد‮‮‮ ‬توفيت‮‮‮ ‬بسبب‮‮‮ ‬جرعة‮‮‮ ‬مفرطة‮‮‮ ‬من‮‮ ‬العلاج‮‮ ‬لم‮‮ ‬تتحدد‮‮ ‬إن‮‮ ‬كانت‮‮‮ ‬مقصودة‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬عدمها،‮‮‮  ‬ولم‮‮‮ ‬يتم‮‮‮ ‬تشريح‮‮‮ ‬الجثة‮‮‮ ‬أبدا‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬اعتبار‮‮‮ ‬شدة‮‮‮ ‬مرضها‮‮‮ ‬خلال‮‮‮ ‬السنة‮‮‮ ‬الأخيرة‮‮‮ ‬وبترت‮‮‮ ‬رجلها‮‮‮ ‬اليمنى‮‮‮ ‬حتى‮‮‮ ‬الركبة،‮‮‮ ‬بسبب‮‮‮ ‬الغانغرينا،‮‮‮ ‬كما‮‮‮ ‬أصابها‮‮‮ ‬التهاب‮‮‮ ‬رئوي‮‮‮ ‬كما‮‮‮ ‬اسلفنا‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬تلك‮‮‮ ‬الفترة،‮‮‮ ‬مما‮‮‮ ‬جعل‮‮‮ ‬صحتها‮‮‮ ‬هشّة‮‮ ‬،
كتب‮‮‮ ‬دييغو‮‮‮ ‬ريفيرا‮‮‮ ‬لاحقا‮‮ ‬في‮‮‮ ‬سيرته‮‮‮ ‬الذاتية‮‮‮ ‬أن‮‮‮ ‬اليوم‮‮‮ ‬الذي‮‮‮ ‬ماتت‮‮‮ ‬فيه‮‮‮ ‬كاهلو‮‮‮ ‬كان‮‮‮ ‬أكثر‮‮‮ ‬الأيام‮‮‮ ‬مأساوية‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬حياته،‮‮‮ ‬مضيفا‮‮‮ ‬أنه‮‮‮ ‬إكتشف‮‮‮ ‬متأخرا‮‮‮ ‬أن‮‮‮ ‬الجزء‮‮‮ ‬الأفضل‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬حياته‮‮‮ ‬كان‮‮‮ ‬حبه‮‮‮ ‬لها‮‮‮ ‬،
يحفظ‮‮‮ ‬رماد‮‮‮ ‬جثتها‮‮‮ ‬اليوم‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬جرة‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬الفترة‮‮‮ ‬القبل‮‮‮ ‬كولمبية‮‮‮ ‬معروضا‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬منزلها‮‮‮ ‬السابق‮‮‮ * ‬لاكاسا‮‮ ‬ازول‮‮ * ‬البيت‮‮‮ ‬الأزرق‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬في‮‮‮ ‬كايوكان‮‮‮ ‬،‮‮‮ ‬المنزل‮‮‮ ‬تحوّل‮‮‮ ‬إلى‮‮‮ ‬متحف‮‮‮ ‬يضم‮‮‮ ‬عددا‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬أعمالها‮‮‮ ‬الفنية‮‮‮ ‬ومقتنيات‮‮‮ ‬عديدة‮‮‮ ‬من‮‮‮ ‬حياتها‮‮‮ ‬الخاصة‮‮‮ ‬،
وللتعرف‮‮‮ ‬على‮‮‮ ‬أعمالها‮‮‮ ‬الفنية‮‮‮ ‬التي‮‮‮ ‬يقدر‮‮‮ ‬عددها‮‮ ‬بحوالي ٠٠٢‮‮ ‬لوحة‮‮ ‬في‮‮ ‬معظمها‮‮‮ ‬فن‮‮‮ ‬البورترية‮‮ ‬وذلك‮‮ ‬الواقع‮‮ ‬الذي‮‮ ‬تراه‮‮ ‬مجسداً‮‮ ‬في‮‮ ‬ملامح‮‮ ‬وجهها‮‮ ‬،‮‮ ‬وفي‮‮ ‬جسدها‮‮ ‬المثخن‮‮ ‬بالجراح‮‮ ‬الذي‮‮ ‬حاولت‮‮ ‬أن‮‮ ‬تنقل‮‮ ‬تفاصيله‮‮ ‬التي‮‮ ‬تعكس‮‮ ‬ظاهرها‮‮ ‬الباطن‮‮ ‬،‮‮ ‬وحاجباها‮‮ ‬المقرونان‮‮ ‬كأنهما‮‮ ‬غراب‮‮ ‬ينعي‮‮ ‬تلك‮‮ ‬النظرات‮‮ ‬،‮‮ ‬التي‮‮ ‬تبدو‮‮ ‬باهته‮‮ ‬في‮‮ ‬حالات‮‮ ‬ومتيقظة‮‮ ‬منبهرة‮‮ ‬في‮‮ ‬حالات‮‮ ‬أخرى‮‮ ‬،‮‮ ‬كما‮‮ ‬شفتاها‮‮ ‬المنقبضتان‮‮ ‬تعبيراً‮‮ ‬عن‮‮ ‬مأساتها‮‮ ‬التي‮‮ ‬فقدت‮‮ ‬البوح‮‮ ‬إلا‮‮ ‬على‮‮ ‬مساحة‮‮ ‬اللوحة‮‮ ‬وتحملها‮‮ ‬لآلام‮‮ ‬شديدة‮‮ ‬تمزق‮‮ ‬جسدها‮‮ ‬،

أشهر‮ ‬لوحاتها

من‮ ‬أشهر‮ ‬لوحاتها‮ ‬تلك‮ ‬التي‮ ‬صورت‮ ‬فيها‮ ‬ما‮ ‬يشبه‮ ‬عملية‮ ‬نقل‮ ‬قلب‮ ‬منها‮ ‬وإليها‮ ‬رغم‮ ‬الجلوس‮ ‬الذي‮ ‬يبدو‮ ‬رومانسي‮ ‬واللوحة‮ ‬التي‮ ‬صورتها‮ ‬عن‮ ‬حادثة‮ ‬تعرضت‮ ‬فيها‮ ‬سيدة‮ ‬للطعن‮ ‬من‮ ‬زوجها‮ ‬طعنات‮ ‬عديدة‮ ‬حتى‮ ‬فقدت‮ ‬الحياة‮ ‬والذي‮ ‬جعل‮ ‬فريدا‮ ‬ترسم‮ ‬اللوحة‮ ‬لأنها استفزت من كلام‮ ‬المعتدي‮ ‬عند‮ ‬التحقيق‮ ‬بأن‮ ‬تلك‮ ‬كانت‮ ‬مجرد‮ ‬وخزات‮ ‬بسيطة‮ ‬،‮ ‬كما‮ ‬أن‮ ‬لديها‮ ‬مجموعة‮ ‬من‮ ‬الأعمال‮ ‬تبدو ‬في‮ ‬منتهى‮ ‬الأناقة‮ ‬ولكن‮ ‬يلتف‮ ‬حول‮ ‬رقبتها‮ ‬قرد‮ ‬حقيقي‮ ‬أو‮ ‬فراشات‮ ‬وغيرها‮ ‬من‮ ‬الكائنات،‮ ‬كما‮ ‬لا‮ ‬ننسى‮ ‬الأعمال‮ ‬التي‮ ‬انجزتها‮ ‬خلال‮ ‬فترة‮ ‬النوم‮ ‬السريري‮ وتبقى اللوحات الأنيقة لفن البورترية شاهد على قدرتها الإبداعية . ‬

وأما‮ ‬عن‮ ‬سر‮ ‬تميز‮ ‬أعمالها

تتميز ‬أعمال‮ ‬الفنانة‮ ‬في‮ ‬ذلك‮ ‬المزج‮ ‬بين‮ ‬الواقعية‮ ‬والسريالية‮ ‬الغير‮ ‬متعمد‮ ‬أي‮ ‬اللوحة‮ ‬بين‮ ‬الحقيقة‮ ‬والحلم‮ ‬،‮ ‬ثم‮ ‬الدخول‮ ‬في‮ ‬موضوعات‮ ‬قد‮ ‬تبدو ‬قاسية‮ ‬مثل‮ ‬الإجهاض‮ ‬أو‮ ‬القتل‮ ‬وغيرها‮ ‬،‮ ‬تلك‮ ‬التي‮ ‬تتبعثر‮ ‬فيها‮ ‬الدماء‮ ‬وتلطخ‮ ‬المكان‮ ‬ولكن‮ ‬تبقى‮ ‬ألوان‮ ‬فريدا‮ ‬القوية‮ ‬وقدرتها‮ ‬الإبداعية‮ ‬الشخصية‮ ‬في‮ ‬رسم‮ ‬البورتريه‮ ‬يسجلها‮ ‬في‮ ‬مكانها‮ ‬الخاص‮ ‬بين‮ ‬الكبار‮ ‬فإن‮ ‬شخوصها‮ ‬التي‮ ‬لاتشبه‮ ‬أحد‮ ‬آخر‮ ‬تقترب‮ ‬من‮ ‬خصوصية‮ ‬جوجان‮ ‬الذي‮ ‬عمل‮ ‬على‮ ‬تكوين‮ ‬شخوص‮ ‬لا‮ ‬تشبه‮ ‬أحد‮ ‬،‮ ‬أو‮ ‬لا‮ ‬تتسق‮ ‬مع‮ ‬معاصرية‮ ‬،‮ ‬ومما‮ ‬يجعلنا‮ ‬نقارن‮ ‬بينها‮ ‬وبين‮ ‬معاصريها‮ ‬على‮ ‬الأقل‮ ‬في‮ ‬المكسيك‮ ‬وأمريكا‮ ‬فإن‮ ‬النقاد‮ ‬لم‮ ‬يركزوا‮ ‬كثيراً ‬على‮ ‬أعمال‮ ‬زوجها‮ ‬دييغو‮ ‬لأن‮ ‬معظم‮ ‬أعماله‮ ‬تمت‮ ‬على‮ ‬الجدران‮ ‬والأسقف‮ ‬مما‮ ‬عرض‮ ‬الكثير‮ ‬منها‮ ‬للتلف‮ ‬والهدم‮ ‬ولكن‮ ‬وجود‮ ‬البيت‮ ‬الأزرق‮ ‬واللوحات‮ ‬المتنقلة‮ ‬والتي‮ ‬رسمت‮ ‬على‮ ‬الورق‮ ‬والقماش‮ ‬جعل‮ ‬التوثيق‮ ‬في‮ ‬صالح‮ ‬فريدا‮ ‬،‮ ‬تلك‮ هي الفنانة ‬فريدا‮ ‬بتميزها‮ الذي ‬لا‮ ‬ينفصل‮ ‬عن‮ ‬الإنسانة بشخصيتها‮ ‬ومكونها‮ ‬الطبيعي‮ ‬من‮ ‬تناقض‮ ‬بين حب وفن وألم

الاعتراف‮‮ ‬والتقدير‮‮ ‬المتأخر

في‮‮ ‬فيلم‮‮ ‬فريدا‮‮ ‬الذي‮‮ ‬يصور‮‮ ‬الحياة‮‮ ‬التراجيدية‮‮ ‬الصاخبة‮‮ ‬المؤثرة‮‮ ‬للفنانة‮‮ ‬المكسيكية‮‮ ‬فريدا‮‮ ‬كاهلو،‮‮ بما‮‮ ‬خلّفت‮‮ ‬وراءها‮‮ ‬من تراث تشكيلي،‮‮ ‬وملامح‮‮ ‬حياة‮‮ ‬تجسد‮‮ ‬مقدار‮‮ ‬الوجع‮‮ ‬والقلق‮‮ ‬والمعاناة‮‮ ‬الذي‮‮ ‬لف‮‮ ‬سنوات‮‮ ‬عمرها‮‮ ‬القليلة،‮‮ ‬مذكرة‮‮ ‬إيانا‮‮ ‬بتلك‮‮ ‬المصائر‮‮ ‬المأساوية‮‮ ‬لأصحاب‮‮ ‬القلوب‮‮ ‬الكبيرة‮‮ ‬والمشاعر‮‮ ‬المرهفة‮‮ ‬الرقيقة،‮‮ ‬نلتقي‮‮ ‬النص‮‮ ‬الجميل‮‮ ‬الراقي‮‮ ‬وكيفية‮‮ ‬المعالجة‮‮ ‬الفنية‮‮ ‬التي‮‮ ‬أمسكت‮‮ ‬بالنص،‮‮ ‬والتفت‮‮ ‬حوله‮‮ ‬لتخلق‮‮ ‬صورة‮‮ ‬وحدثاً‮‮ ‬متكاملين،‮‮ ‬الفيلم‮‮ ‬يكشف‮‮ ‬بعض‮‮ ‬التفاصيل‮‮ ‬عن‮‮ ‬مراهقتها‮‮ ‬عندما‮‮ ‬كانت‮‮ ‬تتلصص‮‮ ‬على‮‮ ‬دياجو‮‮ ‬ـ‮‮ ‬الفنان‮ ‬ـ‮‮ ‬ولأنها‮‮ ‬قد‮‮ ‬كسبت‮‮ ‬بعض‮‮ ‬المهارات‮‮ ‬من‮‮ ‬والدها‮‮ ‬الفوتوغرافي‮‮ ‬،‮‮ ‬كما‮‮ ‬يصور‮‮ ‬بدقة‮‮ ‬الحادث‮‮ ‬الذي‮‮ ‬تعرضت‮‮ ‬فيه‮‮ ‬لإصابات‮‮ ‬في‮‮ ‬الظهر‮‮ ‬،‮‮ ‬وكذلك‮‮ ‬طريقة‮‮ ‬التعرف‮‮ ‬على‮‮ ‬زوجها‮‮ ‬الذي‮‮ ‬لم‮‮ ‬يكن‮‮ ‬محل‮‮ ‬ترحيب‮‮ ‬من‮‮ ‬الوالدة‮‮ ‬لسلوكه‮‮ ‬وزواجه‮‮ ‬السابق‮‮ ‬لمرتين‮‮ ‬متتاليين‮‮ ‬،‮‮ ‬ومن‮‮ ‬هذا‮‮ ‬الزوج‮‮ ‬الشيوعي‮‮ ‬حاولت‮‮ ‬إنجاب‮‮ ‬طفل‮‮ ‬لكن‮‮ ‬جسدها‮‮ ‬لم‮‮ ‬يتحمل‮‮ ‬ففقدت‮‮ ‬ذلك‮‮ ‬الطفل‮‮ ‬بإجهاض‮‮ ‬مما‮‮ ‬انعكس‮‮ ‬سلبا‮‮ ‬على‮‮ ‬حياتها‮‮ ‬خاصة‮‮ ‬بعد‮‮ ‬وفاه ‬والدتها‮‮ ‬وطلاق‮‮ أختها‮‮ ‬التي‮‮ ‬سببت‮‮ ‬لها‮‮ ‬إزعاجاً‮‮ ‬فيما‮‮ ‬بعد‮‮ ‬،‮‮ ‬بقى‮‮ ‬هذا‮‮ ‬الزواج‮‮ ‬52‮‮ ‬عاما‮‮ ‬تخلله‮‮ ‬انفصال‮‮ ‬لمدة‮‮ ‬عام‮‮ ‬بسبب‮‮ ‬تروسكي‮‮ ‬السياسي‮‮ ‬الهارب‮‮ ‬والذي‮‮ ‬تمت‮‮ ‬تصفيته‮‮ ‬بمعرفة‮‮ ‬الحكومة‮‮ ‬المكسيكية‮‮ ‬،‮‮ ‬رغم‮‮ أنها‮‮ ‬اعتقلت‮‮ ‬فترة‮‮ ‬بسيطة‮‮ ‬للإدعاء‮‮ ‬بأن‮‮ ‬زوجها‮‮ ‬كان‮‮ ‬وراء‮‮ ‬مقتل‮‮ ‬تروسكي‮‮ ‬،‮‮ ‬لجأ‮‮ ‬الأطباء‮‮ ‬لوضع‮ ‬قفص‮‮ ‬من‮‮ ‬الحديد‮‮ ‬حول‮‮ ‬ظهرها‮‮ لتستكمل حياتها ‬،‮‮ ‬وفي الفيلم نرى ‬الممثلة‮‮ ‬سلمى‮‮ ‬حايك‮‮ ‬ قد‮‮ ‬تفوقت‮‮ على‮‮ ‬نفسها‮‮ ‬في‮‮ ‬هذا‮‮ ‬الدور‮‮ ‬المعقد‮‮ ‬والمركب‮‮ ‬وهي‮‮ ‬تترجم‮‮ ‬الانفعالات‮‮ ‬الداخلية‮‮ ‬لدى‮‮ ‬الشخصية‮‮ ‬المقهورة‮‮ ‬عاطفياً‮‮ ‬والمدمرة‮‮ ‬نفسياً‮‮ ‬وجسدياً،‮‮ ‬غير‮‮ ‬أن‮‮ ‬هذه‮‮ ‬الشخصية‮‮ ‬لم‮‮ ‬تكن‮‮ ‬سلبية‮‮ ‬بالمرة،‮‮ ‬فهي‮‮ ‬تدافع‮‮ ‬عن‮‮ ‬نفسها‮‮ ‬وتقاوم‮‮ ‬في‮‮ ‬سبيل‮‮ ‬الارتقاء‮‮ ‬بنفسها‮‮ ‬وبإبداعها‮‮ ‬حتى‮‮ ‬تصل‮‮ ‬إلى‮‮ ‬الهدف‮‮ ‬الذي‮‮ ‬تريده‮‮.‬













الاثنين، 8 أغسطس 2011

حوار مع الفنان العماني سيف العامري





الفنان التشكيلي العماني سيف العامري لـــــ أيادي

 الحركة التشكيلية العربية قفزت قفزة كبيرة

عناوين جانبية

نحن كفنانين عرب تنقصنا أشياء كثيرة منها عدم التواصل
الخطاب التشكيلي دخل إلى مراحل التعليم المختلفة في عمان
مطالبين بتسجيل وتوثيق تلك الموروثات وهي مسؤولية تقع على عاتق الفنان

حوار/ راضي جودة


حول هموم التشكيل نريد معرفة  رأيك عن أبرز العوائق التي مازالت تقف أمام تحرك التشكيلي العربي ؟


الهم التشكيلي العربي هم مشترك فنحن تنقصنا أشياء كثيرة منها عدم التواصل واللقاءات التي تسهم في التعريف وتقديم كل منا للآخر وهذا شيء ليس بالقليل لكن الحمد لله فإننا نشهد في الفترة الأخيرة توجهات الجهات القائمة والرسمية على نشر هذا القطاع المهم في بلدانهم والخروج أيضاً من نطاق المحلية والاقليمية إلى العالمية فأصبحت هناك دعوات توجه إلى الجهات المعنية للبيناليات كبينالي القاهرة والشارقة والمهرجان الدولي ومدينة المحرس بتونس والمعرض الدولي والدوري لفناني وخطاطي دول مجلس التعاون ويحمل اسم الملتقى الثقافي لدول مجلس التعاون  ، والمشاهد للوضع الراهن للحركة التشكيلية في الفترة الأخيرة شيء يبشر بالخير كما أن هناك أختلاف الوعي بأهمية هذا القطاع الهام وهو قطاع الفنون التشكيلية ، وفي عمان أصبح يخاطب حتى في المدارس بأسماء الفنانين العمانيين في الكتب بمراحل التعليم المختلفة وبذلك في ظني أن الحركة التشكيلية العربية قفزت قفزة كبيرة

 وما هي أبرز مشاركاتك التشكيلية محليا وخارجيا؟

اتجهت للمجال التشكيلي والمشاركة في الفعاليات منذ الثمانينات ولكن منذ العام ١٩٩٤م أخذني مجال الحفر بالوسائط والأدوات التقليدية سواء خامة اللينو أو الخشب والزنك في تواصل معرفي وعملي ومشاركات كانت السبب في بروز اسم سيف العمري والملاحظ أن غالبية أعمالي باللونين الأبيض والأسود وقد شاركت في أغلب المعارض داخل عمان وخارجها ومثلت بلدي في أكثر من محفل دولي وتحصلت على كثير من الدروع والشهادات والتقديرات وكتب العديد من النقاد والمتخصصين عن تجربتي بالتركيز على فن الحفر في الخليج العربي فرغم أنه مجال غني وله خصوصية متفردة عن باقي المجالات إلا أنه قليلون ممن يعتمدون هذا المجال  داخل الحركة التشكيلية الخليجية

لابد أن هناك نقطة مضيئة أدت لتطور مفهوم الحفر فلمن يعود فضل غرس تلك المعرفة في عقل سيف العامري ؟

في أحد الدورات كانت المحاضرة الاساسية للدكتورة فوزية الهوشيري من الجمهورية التونسية التي وجهت للنظر إلى الخامات والوسائط والادوات التي تعتمد مجالات الحفر فيعود الفضل بعد فضل الله لهذة الاستاذة كما أن هناك من الفنانين والاساتذة ممن تأثرت بهم مثل الدكتورة مريم عبد العليم والدكتور أحمد نوار والفنان مصطفى الحلاج ومن السودان راشد دياب واحمد شبرين ومن البحرين جمال عبد الرحيم وعباس يوسف وجبار الغضبان هؤلاء هم من كونوا الاسس الأولى وترسيخها وحب المجال خلال الإطلاع على تجاربهم لينطلق منها الفنان سيف العامري

نرى في بعض أعمالك الترميز بإعادة تشكيل الموروث فكيف يتحقق للفنان التشكيل والإبداع خلال نقل التراث ؟

لقد بدأت التشكيل بالأبنية القديمة والأزقة والأبواب والوحدات والمفردات الموجودة  من حولنا ونظن ان الفنانين على مستوى الوطن العربي مطالبين بتسجيل وتوثيق تلك الموروثات وهي مسؤولية تقع على عاتق الفنان ليقوم بتوظيفها في أعماله وإعادة صياغتها لأن الفنان هنا يقوم بأعادة توظيف التراث لا تغييره وانما أظهار جمالياتة الشكلية ومفرداتة الرمزية والبحث في المكون الحضاري للمجتمع، كما أن التراث هو الهوية التي يحملها الفنان داخل عملة وخارجه

وما هي الوسائل التي عملت على تقديمها للطفل الموهوب والفنان الواعد ؟ وما رأيك في مسألة التبني الفني ؟

في البداية لقد عملنا بشكل جماعي من خلال ورش العمل بالمشاهدة المباشرة ، وأيضا بالاحتكاك بالادوات وعندما نبدأ عمل نترك  لهم بعض الأجزاء لاستكمالها تحت اشرافي مما يدعوا إلى الاستبشار بمستقبل تلك الفئة وهو الجيل القادم بإذن االله

حدثنا عن تاريخ الحركة التشكيلية بسلطنة عمان

 بدأت الحركة التشكيلية العمانية عام ١٩٨٢م عند أفتتاح مرسم الشباب ، ولكن قبل هذا التاريخ كانت هناك جهود فردية من قبل الفنانين ، ولكن مع الإنطلاقة توالت المشاركات حتي عام ١٩٩٣م ببدأ اشهار الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، والتي جمعت شمل الجيل من هواة ومحترفين ، وبدأت المشاركات المحلية بشكل أوسع ، وكذلك المشاركات الأقليمية والدولية ، والحمد لله من تلك الفترة ونحن في أفضل حال

ودور الفنانة العمانية في هذا الحراك الثقافي الكبير

نحن لدينا فنانات تشكيليات رائدات ، منهن رابحة محمود وذكية البروانية ، ومجموعة كبيرة أخرى ، والمرأة وقفت جانبا إلى جانب مع الرجل في جميع المجالات ، ومنها الفنون التشكيلية سواء في الورش أو المعارض داخل عمان أو خارجها

من هو سيف العامري ؟

أنا فنان عماني زهتم بالحفر  وكان أبني سليمان وعندما كان عمره ست سنوات فاز بالجائزة البرنزية على مستوى دول مجلس التعاون وحتى الآن لم يشارك بأي فعاليات ، وأنا متفرغ للفن وأعمل أعمال حرة ، وأعتقد أنه يجب على الفنان أن يتفرغ للفن ، مقتنيات أعمالي في أماكن متعددة خاصة وحكومية وأفراد ، حصلت على أول شهادة تقدير عام ١٩٧٩ م وهي بمناسبة اليوم العالمي للطفولة بالجائزة الأولى في مجال الرسم ومنها بدأت أشق طريقي في هذا المجال

إذا ما هو تقييمك للمشاركة بالملتقى العربي الذي عقد بمرسم الفنان سعد العبيد ؟

ما هناك شك أن مثل هذه الملتقيات مهمة للفنان التشكيلي وخاصة الفنانين العرب بما يعود بالنفع علي التشكيل العربي ويخدم مصلحته حتى نصل إلى مستوى أفضل نباهي به الفن العالمي كما أنها تضيف للفنان الفائدة المرجوة لمختلف الأقطار والتجمع في حد ذاته قيمة وثراء يضاف إلى رصيد الفنان وللحركة التشكيلية وارجوا أن تتكرر ويهمني بشكل شخصي المشاركة كما ان الفنان سعد العبيد تربطني به صداقة قوية منذ لقائي به في تونس وجمعتنا اللقاءات والحوارات


    نشرت بمجلة أيادي

الجمعة، 5 أغسطس 2011

التعددية في وسائل التعبير ووسائط الفنون


قراءة في أعمال الفنان عبد الرحمن العجلان
التعددية في وسائل التعبير ووسائط الفنون
بقلم / راضي جودة
الفنان عبد الرحمن العجلان واحد من أهم الفنانين الذين قدموا انفسهم على الساحة التشكيلية من باب المشاركة والتفاعل مع المجتمع التشكيلي على الرغم من اختلاف طبيعة العمل والدراسة إلا أنه قد تابع بشكل دقيق كل ماهو يدخل في صميم الفن من ثقافة وتدريب وخامات بل لعله قد تجاوز بعض الدارسين بالتجريب خلال خامات مثل برادة الحديد والعظم والكولاج وخامات متعددة وقدم أعمالا قيمة خلال جماعة ألوان كذلك على مستوى المسابقات والمشاركات الوطنية والإجتماعية ، واليوم ونحن نعرض لتجربة الفنان العجلان لابد من التنويه على أنه هناك تباين بين الخطاب الوعظي الاسترشادي لدى الفنان المصور عبد الرحمن العجلان يختلف تماما عن روح التهكم والسخرية التي نراها في منحوتاته ، والفنان الذي يجمع كل تلك الخصائص من خط ونحت ورسم وكتابة هو فنان استشكالي بالمعنى البحثي وراء الفرادة في التباين والتميز لكل شخصية على حدى أوتغليب واحدة عن الأخرى .
ولعل أهم ما يميز الفنان عبد الرحمن في تعاطيه مع الفن أنه جاء من باب الهواية والإنسجام والمتعة .. كما أنه فنان ــ  بيتوتي ــ  فمنزله هو المكان الذي يمارس فيه تلك الأعمال حيث يتيح له فرصة الراحة والقدرة على العمل في هدوء ورويه وتأمل ، ومسألة التأمل بالنسبة للفنان العجلان هي دعوة نابعة من معتقد إيماني بما أكد عليه القرآن الكريم بقوله تعالى : { أفلا ينظرون إلى الأبل كيف خلقت وإلى السماء كيف رفعت وإلى الجبال كيف نصبت وإلى الأرض كيف سطحت ... } لكن طبيعة عمله ــ كرجل أمن ــ  تتحكم في مواعيده وارتباطاته مما قد ينعكس بالتالي على الساعات التي يخصصها لفنه .
ومن أهم خصائص اللوحة لدى الفنان العجلان وجود المآذن والأهلة بمعنى أن العمارة في شكلها البنائي والمعماري لا تختلف كثيرا عن المكون الشكلي في النحت الخاص به ولكن في اللوحات تتميز الألوان بخفوت الصوت وكأن الصورة الدائمة التي تستفز حواس الفنان هي هدوء الليل وساعات الفجر الأولى كما أن تلك اللحظات كفيلة بتواري بعض الألوان وتداخلها في تمازج يحدد في بساطة ما نوهنا عنه ولكن تتجلى لمعة الهلال سواء فوق مأذنة أو يطل علينا في فضاء اللوحة ليبوح باسرار الليل لعل تلك هي اللوحات الأكثر شيوعا لدى العجلان ولكن بعض اللوحات تحمل رسائل مباشرة لا تحتمل التأجيل ويضعها أمام المتلقي بنفس المستوى ولكن يمنح الفرصة للتأويل كل حسب ثقافته ووعيه بنا يشاهد فهناك لوحة من الأعمال الأخيرة وضع لها بعض الأسلاك الشائكة ، ومن هنا كان الخطاب مباشر ومحدد ولكن في فضاءات ودلالات كثيرة من تلك الدلالات ما يحدث لأهلنا في غزة والضفة أو ما يحدث من وسائل منع للخطاب الإبداعي فوجود السلك الشائك هو وجود التحذير بشكل محدد وعالمي في الخطاب أنه ( ممنوع الأقتراب والتصوير ) والممنوعات كثيرة ولعل اللوحة كانت بقدر كبير من الوعي بالفكرة حتى أننا نستطيع أن نقول بإطمئنان أنها تسجيل حالة من الهم قد أوصلت الفنان لفكرة العمل ، كما يوجد عمل سابق انتجه بخامات متعددة يحمل قصاصات ورق جرائد تحمل أخبار للمآسي والحروب والحوادث كلها وضعت بجوار خطاب أو ظرف خطاب موجه لمن يعنيه الأمر .
لذلك أرى أن هذا الفنان بتلك المعاناة كان من الممكن أن يصبح مشروع فنان كاريكاتير ( الفن المشاغب ) من الدرجة الأولى ومنها لابد أن أدخل للمجسمات والمنحوتات عندما نراه يضخم اليد في احتضان الوجه أو عندما تنفصل الأنف ولا نراها إلا من زوايا محدد وكذلك بعض الزوايا الهندسية التي تخرج عن حدود التوازن لتبعث الدهشة لدى المتلقي ولا ننسى أيضا وجود العظام التي هي آخر ما يتبقى من الكائنات بعد فنائها تلك العظام يضعها كوسيلة تعبيرية يمكن أن تهضم من خلالها الفكرة وربما تضعك في مكان الدهشة فقط .. تلك الأمور مجتمعة تجعلنا نبحث وراء هذا الفنان المتأمل والراصد والذي يجمع بين روحانية المتأمل ورومانسية الشاعر وبين الكوميدي الساخر في ميلودراما تشخص لحاله المبدع الذي يعاني في كل الظروف ولا يملك سوى أدوات التعبير التي قد تقتصر في بعض أو كثير من الأحيان على القلم والريشة والألوان

نشرت بمجلة الأربعاء عن جريدة المدينة

نبذة عن الفن التشكيلي الجزائري


نبذة عن الفن التشكيلي الجزائري من الرواد إلى فناني العصر الحديث   بقلم / راضي جودة     إذا اعتبرنا الفن التشكيلي صنف من صنوف الأدب مادتة الألوان والأصباغ والفرشاة فإن لوحات الفنانين الجزائرين صاغت مئات الصفحات التشكيلية التي برعوا فيها من واقع الحياة اليومية وتاريخ الشعب وانتمائه واحلامه تلك الصفحات الخالدة التي انتزعت إعجاب خبراء الفن الغربيين ، فقد صاغ هذا الأدب اسماء تشكيلية جزائرية لامعة منها الرواد محمد راسم ومحمد تمام ، ومصطفى بن دباغ وفناني عصرنا الحديث موسى بوردين ورشيد علاق ونور الدين شقران ورشيد جمعي ولزهر حكار وزهرة سلال وصفيه زوليد  ومحمد ولحاسي ، وقد تحولت أيديهم إلى عدسات كاميرات راحت تسجل كل ماتراه العين من حياة يومية كما فنون كتابة الآيات البينات والاهتمام بابراز قيمة الخط العربي والزخارف الاسلامية المتشابكة  
  محمد راسم ولد الفنان محمد راسم في العاصمة الجزائرية عام ١٨٩٦ م وهو ينحدر من اسرة عريقة في دروب الفن التشكيلي سعت إلى توثيق التراث وابراز دوره الهام في الحياة الجزائرية التقليدية والانتماء الإسلامي ، وهو رائد من أهم رواد الفن التشكيلي الجزائري ويعد من ابرز الفنانين في التصوير ، كما برع في المدرسـة التقليدية حيث اهتم برسم المناظر الطبيعية والأحياء  في مدينة كما برزت قدراته الإبداعية أثناء عمله أستاذا في المدرسة الوطنية فنون النمنمة والزخرفة، وبلغ صيته أقـاصي أوروبا  
   محمد تمام الفنان التشكيلي محمد تمام فنان فذ متعدد المواهب ، ذائع الصيت مارس الفن بمختلف منـاحيه وضروبه، احترف الفن التصويـر وبالزخرفة العربية الإسلامية وفن المنمنمات وتأثر أيما تأثـربالزيت وكان يجيد بـالفن الموسيقي الأندلسي، واهتم بتاريخيه، والكتابة عن رواده، وكان يعزف على العود والقيثار كما استقى الكثير من الخبرة الزخرفية والمنمنمات الإسلامية" الألوان خلال فترة انتسابه إلى "مدرسة الفنون التي اسسها عمر راسم مشعل إحياء التراث الجزائري الإسلامي  وكـانت تحمل شخصيته بين اتجاهين الاستعمارية الكامنة في حركة الاستشراق. وكان محمد تمام يجمع في الوقت نفسه متناقضين فهو شديد التمسك بالتراث العربي الاسلامي مع الانفتاح والاطلاع على إبداعات الحضارة الغربية ،  تشهد اعماله الانطباعية مناظر طبيعية ومواضيع اجتماعية التي صورها بالزيت من خـلال أعمالـه حيث رسم زخـارف فـائقـة الجـمال لصفحـات القـرآن الكـريم فن الزخرفة الإسلامية على الكثير من اهتماماته، بالإضـافة لمواضيع أخرى ذات طابع ديني وتراثي  
  مصطفى بن دباغ يعـد مصطفى بن دباغ أحـد رواد الفن التشكيلي الجزائري ينتمي لعائلة في حي القصبة عرف عنها  العـديـد من الشخصيات الوطنية والفنية، وجده لأمه عالما في الفلك والرياضيات ، وكان أبوه مساحا، حيث تتلمذ على الفنان التركي دلاشي عبدالرحمن ودرس  ابن دباغ في فنون الزخرفة منذ صغـره، و برع في فن  الزخرفة الجميلـة على الأستـاذين "سـوبيرو" و"لانغلـوا" المتخصصين في فن صناعة الخزف في مدرسة الفنون الإسلامية وقرأ حولها العديد من الدراسات المنشورة الفارسية.  وتلازم ظهور نبوغه في وقت وجود الفنانين المستشرقين من أمثال "ميجون" و "بـايو" و"ريكـار" و للمؤرخين لحملات السلطات الاستعمارية وميله للدفاع عن أصالـة الشعب الجزائري العربي المسلم والتصـدي لحملات التشكيك إلى جـانب العمل الفني،  وبـرزت أعمال ابن دباغ الزخرفية ونالت من النجاح أكثر مما كان ينتظر ، ففضلت السلطـات الفرنسية  الاستفادة من خبراته وعينته أستاذا في مدرسة الفنون الجميلة، وفي آخر هذا العرض الموجز،لفن جزائري يرتقي إلى هذه المرتبة الممتازة..  ولا بد أن نشير، في هذا المقام إلى أن رواد الحركـة التشكيلية الجزائريـة بأعمالهم المتميـزة يحتاجون الى الكثـير من البحث للتعريف لذكر سيرهم وأعمالهم الفنية ومن فناني العصر الحديث نتعرف على   
  موسى بوردين لوحات الفنان موسى بوردين التي تتميز بالكثير من الحساسية والتي تصور الطابع المعاش لحياة المرأة ومحيطها في الحياة اليومية من أعراس وزيارات واحاديث جانبية في الجلسات النسائية الراصد للحياة الإجتماعية بشكل جيد ولكن كان موضوع المرأة هو شغله الشاغل للكثير الذي يجده في حياتها اليومية  
   رشيد علاق يهتم الفنان رشيد علاق خلال أعماله بابراز ثراء التراث والتقاليد والعادات خاصة مراسم تناول الشاي والتفاصيل من خلال تلك الأدوات وكأني به يعلن عن توجسه بانتهاء تلك العادات في يوم ما والاندماج في دائرة العولمة ومن هنا كان شغوفا لتسجيل تلك المظاهر اليومية وتوثيقها  
  نور الدين شقران الفنان نور الدين شقران شاهدنا مجموعة من أعماله بالرياض ضمن المعرض الفني الذي أقيم بمناسبة الأسبوع الثقافي الجزائري بالرياض وتتميز ريشته بأنها باحثة دؤوبة عن التراث والزخرفة التي تزين بها الزرابي. والتي تحمل العديد من الرموز بداية من الكف إلى العين والثعبار وربما رموز اسلامية أو حتى وثنية تحكي خلال اسطورة الخير والشر بين بني البشر   لزهار حكار
 أما الفنان التشكيلي لزهر حكار فقد قدم أعمالا حديثة مستلهمة من الثقافة بعلامات و رموز وبحضور المرأة "حارسة الذاكرة وهي العنصر الأهم في اعماله ويعتبر هذا الفنان أن هذه الأعمال بإمكانها أن تمثل أفضل ما جادت به قريحته بالتالي تميز مرحلة حاسمة لبحث دام عدة سنوات فترة ساهمت في بروز مواهب خلاقة 
 شخصية زهرة سلال قدمت الفنانة التشكيلية زهرة سلال التي أبدعت بإستعمالها خامات متعددة ومن جانبها تقدم مجموعتها الرائعة التي ميزت مسيرتها الفنية مجموعة من اللوحات ذات مواضيع مختلفة لاسيما القصص كل على حدة و وشبابها طفولتها و مدن الجنوب مع تخليدها لذكرى الفنان إسياخم و عائشة وقصائد الشاعرمحند أومحند 
  رشيد جمعي يعمل الفنان رشيد جمعي على التركيب الرمزي لمحاكاة الطبيعة في بناء اختزالي للشفافية والانعكاس الضوئي من خلال الزجاج المضيء والمنشور وهو يمزج بين فني التصوير الواقعي والتجريد لمناظر واقعية .. ويؤطر  لوحاته بإحاطتها بلون خارجي قد يكون من صميم العمل عموما وقد يحاول هنا تحديد مجال رؤية المتابع للعمل و ألا يرهق المشاهد بكثرة التفاصيل كما أن الفنان رشيد الجمعي يجسد الثقافة الشعبية بإختزالات لبعض الرموز الشعبية كالعين والكف والحية وكذلك بعض الشخوص مثل المنشدين وفرق الأفراح والاهتمام بتفاصيل الأزياء التقليدية للرجال والنساء وكما هو معروف فإن للفنان جمعي بعض الأعمال النحتية بالبرنز   
  صفية زوايد البناء المعماري للوحة عند الفنانة زوايد تغوص في التفاصيل وتعمل على مشروعها في توثيق بعض الموروثات حيث تنقل لنا داخل اللوحة التفاصيل الدقيقة في الثياب كما نراه في الاسواق الشعبية والتجمع النسائي وزي الحايك للمرأة الجزائرية فالفنانة لا تغفل تفاصيل الأبواب والسلالم والوان الطلاء في العمارة القديمة والحديثة وعمارة القصبة التي يخشى اندثارها يوما ومعظم ألوانها تميل للبرودة تواصل على مطاردة الحلم ومقارعة الذكريات  
  زليخة رديزة في أعمالها التفاصيل الزخرفية المتعددة في فن السيراميك وهي الدارسة والموهوبة لهذا الفن  وفي تشكيلاتها الإنسانية لا تغفل الموروث الشعبي لمناطق البادية وقد شاهدنا هنا بالرياض بعض أعمال الفنانة التي تعتمد في تشكيلها خامة الطين التي درسته دراسة واعية واتقنته كما ان لها كثير من الأعمال الخطية التي تعتمد التصميم وهي أيضاً تميل للبحث وراء التراث الجزائري 
    محمد ديميس تتكون شخوص الفنان الجزائري محمد ديميس من مجموعات تتوحد في الشكل والحركة ويغلب عليها في كثير من الأحيان الانتظار والوقوف في مجموعات تنتظر قرار ما أو طوابير الخروج وكأنها الحالة السائدة في مناطق متعددة من الشارع العربي وكأنه يريد التعبير على أن الجميع في ذات القارب أو هم كذلك في الهم والفرح فالكل داخل المجموع وحتى في لوحاته التي تفردت فيها الشخصية تجد الخيالات والظلال داخل اللوحة تعمل على تأكيد فكرة المجموع فهو مشروع جمعي داخل النص البصري
    بلوط يايا فنان الألوان المائية برقة احساسه العالي ويلاحظ على اعمال الفنان يايا استخدامة للون في ضرباته الأولى دون معاودة الخلط والإضافة بحيث تستشعر مع أعماله أنه يكتفي باللون الأول وبالفرشاة إلى درجة أنه يعتني بنظافتها أي أن اللوحة في أعماله نقية براقة ذات خصوصية في الخبرة اللونية كما تنوع الموضوعات   
  محمد صالح هيون يلتقي الفنان هيون مع الفنان  شقران في تبني المفردة الشعبية في تشكيلاته الفنية الرائعة حيث الزخارف الاسلامية والاقليمية التي تغطي الأبواب والجدران وملابس النساء وكذلك الاسطورة الشعبية داخل الحكاية الجزائرية  
   العربي ارزقي التجريد ضمن مشروع الفنان ارزقي يطوف حول الحداثة في الفن والبحث عن بيئة تعي الخطاب البصري دون الحاجة إلى الموضوعات المباشرة وانما اعطاء المتلقي مساحة من البحث حول ماهية اللغة البصرية   
      شلبي توفيق الفنان الحروفي شلبي توفيق يلتقي في تفاصيل أعماله باللون والشكل والتصميم مع كثير من فناني الحروفية المغاربية وهي الخطوط الممتدة ذات الأطراف الخنجرية المسحوبة والمسلوبة الطرف وكذلك حرف العين الذي يعود أصله للحرف الكوفي ولكن بتصرف محسوب لهم في تطوير حرف له خصوصية في مناطق المغرب العربي وكما هي عنايته بالخط كذلك تنضح اعماله بالزخارف وكأنك تشاهد قطعة نسيج تراثية من سجاد وبسط مع خصوصية اللون الذي يغلب عليه اللون الأحمر ومشتقاته    
 سعدون يسمينه في اعمال الفنانة سعدون يسمينة فلسفة الواقع بواقعية المشاهد الدامية التي نشرتها عقول مغلقة تلعب تارة على دور المرأة وحضورها بالمجتمع والمحصور في الانجاب والاعمال المنزلية وكذلك الوجوه التي اختفت معالمها 

التشكيل وفن السينما





التشكيل وفن السينما
بقلم : راضي جودة

حول السينما والفن التشكيلي سيكون حديثنا اليوم عن الأعمال  التي تأثر بها الفنانون سواء السينمائيين منهم أو التشكيليين وتلك اللحظات الإبداعية التي عملت على الوجود التشكيلي داخل الصورة السينمائية ، ولعل من الأمور التي ندركها في السينما العربية وجود الخلفية الثقافية والتجربة العلمية اللونية لجملة من الفنانين منهم كمال الشناوي ومعالي زايد ويوسف فرنسيس وصلاح جاهين والأخير مثل في فيلم مثل اللص والكلاب وكتب أغاني فيلم عودة الأبن الضال وانتج فيلم أميرة حبي أنا وكان شبه متبني للموهبة الفذة التي ظهرت عند الفنان أحمد زكي ، والفنان صلاح جاهين صاحب الليلة الكبيرة فنان قدم العديد من صور الفنون الموازية للتشكيل وقام البعض بعمل رسومات ولوحات موازية لرباعياتة المشهورة التي كانت تنتهي بالكلمة المعروفة ( عجبي ) رسمها آدم حنين ، وفنان آخر لا يحضر في ذاكرتي الآن ، أما يوسف فرنسيس فقد أخرج فيلما وثائقيا ولعل الفنان الممثل كمال الشناوي قد كانت له تجربة أخراجية كما جسد دور الفنان التشكيلي في أكثر من فيلم
أما السينما العالمية فكان من المدهش حقاً كتابة سيناريو وأخراج فيلمين للتشكيلي الكبير سلفادور دالي مع صديقه المخرج والسينمائي لويس بونويل والفيلمين هما كلب اندلسي ، وعصر الذه.
وأما رسام الكاريكاتير الإيطالي فلييني هو من أشهر المخرجين السينمائيين وأحد مؤسسي الواقعية في السينما الإيطالية ثم تركها وأسس للفلينية
وكيم كي دوك من كوريا الجنوبية تميزت جميع أعماله بأنها لوحات تشكيلية متواصلة ، وهناك المخرج الأمريكي والتشكيلي السريالي ديفيد لينش الذي درس الإخراج في فيلدلفيا ومن أفلامه (الرجل الفيل )   الذي انتزع به جائزة كان .. وزميل له في الفن التشكيلي هو الفنان الأمريكي سكوت هيكس الذي تحول للإخراج ومن أفلامه عندما يتساقط الثلج على شجرة الأرز ، كما الأمريكي ستان براكهيج الذي تأثر بالتعبيرية التجريدية وقال أريد أن أسمع اللون
وهناك انطونيوني الرسام الهاو الذي قال أنا سينمائي يرسم ومن أشهر أفلامه بلو أب
كما أن الفرنسي موريس بيلا كان رساماً أقم عدة معارض وبعدها اتجه للتمثيل ثم الإخراج وقام بعمل فيلم عن فان جوخ
وأيضا البريطاني بيتر جرين واي الذي يرى أن السينما كانت وسيلته الأفضل لصياغة أفكاره 
أما الروسي أندي تاركوفيسكي فهو أكثر من استخدم اللوحات وقام بتطوير افكاره داخل المشاهد في أعماله رغم أنه صاحب الرأي المعروف عنه أن السينما فن منفصل بذاته ومع ذلك كان يقتبس من الالحان والاشعار واللوحات في معظم أعماله
أخيرا يمكننا القول ان أكثر اللوحات اقتباساً كانت العشاء الأخير في فيلم شفرة دافنشي كما الفيلم العربي الجنة الآن لهاني أبو أسعد عندما جلست المجموعة حول مائدة العشاء قبل ذهاب الشابين إلى ساحة الموت
تلك كانت ومضات سريعة لدور التشكيل في صناعة السينما وفن الصورة المتحركة في العالم


نشرت بمجلة الأربعاء عن جريدة المدينة